كان من المنتظر أن يكون جمهور الدورة الأولى لمهرجان فنون البحيرة مساء أمس السبت 25 جوان على موعد مع المسرحية الكوميدية "فركة صابون" إخراج معز التومي تمثيل معز التومي وعزيزة بولبيار، إلا أنه وبعد انتظار تقدم السيد أشرف الشرقي مدير المهرجان بالاعتذار للجمهور الحاضر عن إلغاء العرض لأسباب خارجة عن نطاق المهرجان التي ترفّع في الواقع عن ذكرها احتراما لسمعة الفنان وصورته أمام الرأي العام. لم يقف الأمر عند هذا الحد لأن الجمهور عندما كان بصدد مغادرة فضاء باب البحيرة شاهد معز التومي خارجا باتجاه سيارته فبادرته إحدى السيدات وكانت بمرافقة قريباتها جئن لمتابعة العرض واتهمته بعدم احترامه للجمهور الذي اقتطع تذاكره وجاء من مناطق مختلفة لمتابعته ولم يكلف نفسه حتى مشقة الإعتذار عن إلغاء العرض... وهنا اتضح السبب الرئيسي لعدم تقديم المسرحية عندما أجاب معز التومي السيدة بأسلوب متشنج بأنها ليست من سيدفع له "كاشي" العرض ومع كل استفسار يزداد المخرج تشنجا إلى أن تدخل الأعوان المكلفين بالأمن طالبين منه بكل لطف مغادرة المكان. وإزاء هذا الموقف تدخل مدير المهرجان موضحا لوسائل الإعلام بأن مهرجان فنون البحيرة مهرجان ثقافي وليس تجاري وذكر أن الفنان معز التومي اشترط على إدارة المهرجان أن تسلمه تكاليف العرض " كاش " مسبقا أي قبل صعوده على الركح في حين أن العقد الذي أبرمه مع المهرجان ينص على تسلمه نصف الأجر قبل العرض والنصف المتبقي بعد العرض بعشرة أيام، هذا وقد قامت ادارة المهرجان بتقديم صك مالي بالقيمة المتفق عليها للعرض لكن معز التومي رفض ذلك واراد تسلم المبلغ " نقدا ". وكان مخرج العرض قد تعلل بالظروف غير الملائمة للفنان على اعتبار ان مكان تغيير الملابس غير مرضي بالنسبة اليه في حين ان المكان فسيح ومجهز بما يرتضيه اي فنان ( ولم يتذمر اي احد ممن شارك في العروض السابقة من هذه النقطة بالذات رغم ان العديد من الفرق المشاركة كانت مجموعات كبيرة العدد بالإضافة الى اهميتها ) وأمام تمسك المخرج بشروطه واستحالة إيجاد حل يرضي الطرفين خيّر مدير المهرجان إلغاء العرض والإعتذار للجمهور معلنا استمرار المهرجان واستئناف برنامجه مساء الأحد 26 جوان مع المسرحية الكوميدية "جعفور" لجعفر القاسمي.. هذا وستتولى ادارة المهرجان اخذ التدابير اللازمة نظرا لما لحق المهرجان من أضرار مادية و معنوية .