بحضور عدد من اهل الفن والطرب والشعر الغنائي، وتحت اشراف المعتمد الاول ببن عروس، انطلقت فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للشعر الغنائي. وقد تم افتتاح معرض وثائقي حول المهرجان منذ انطلاقاته الاولى حيث اطلع الضيوف على مختلف تفاصيله بالوثائق والصور والملصقات والعلامة المميزة للمهرجان. وفي كلمة الافتتاح ابرز مدير المهرجان الاستاذ الناصر بوزيان اهمية هذا اللقاء الذي جمع الشعراء والفنانين والنقاد وذلك ضمن تنافس شريف جمع ما يقارب 100 من المشاركين الذين قدّموا نصوصا بالعامية وبالفصحى للفوز بجوائز المهرجان وقد شكر في كلمته كل من ساهم في انجاح المهرجان وخصوصا الدعم الذي يلقاه من الجهات الثقافية والإدارية والسياسية ببن عروس. المندوب الجهوي للثقافة والشباب والترفيه ببن عروس السيد لسعد سعيد ثمّن الحضور المكثف للضيوف والمشاركين الذي ميّز هذه الدورة وجعل المهرجان يحلّق في اتجاه كل الجهات بالبلاد حيث تعددت المشاركات عبر مختلف ولايات الجمهورية. وانطلق اثر ذلك حفل تكريم الفنان الراحل الصادق ثريا من خلال تسليم عائلته العلامة التذكارية للمهرجان وهي هدية رمزية تبرز ما قدمه هذا الفنان الى الفن التونسي والعربي عموما. كما تم تكريم عدد من الفنانين الحاضرين مثل زهيرة سالم التي حضرت المهرجان وعبّرت عن سعادتها بنجاحه وتألقه وجمعه لشمل الشعراء والفنانين وكذلك الشاعر الغنائي حاتم القيزاني. هذا وقد تم تسليم عدد من الهدايا التذكارية لكل من ساهم في انجاح المهرجان ودعمه من خلال عدد من المسؤولين المحليين. وقد شهد هذا المهرجان نقلة نوعية برزت عبر تكاتف جهود الهيئة وهو ما نوّه به رئيس بلدية بن عروس السيد الشاذلي البرجي من خلال كلمته التي نوّه فيها بما يقدمه اهل الفن والادب للاغنية وكذلك مثل هذه المهرجانات بما تساهم به من تطوير للاغنية التونسية. وقد تركّبت لجنة التحكيم من الشعراء والفنانين: عبد الرحمان الكبلوطي واحمد عامر بوصفه رئىس اللجنة ونورة امين وشكري بوزيان ونوال غشام والشافعي السليمي وحسونة قسومة كما اهتم بالتنسيق العام رضا العرفاوي وسعيدة الفرشيشي. وانطلقت القراءات الشعرية حيث استمع الحاضرون الى عدد من النصوص المراوحة بين العامي والفصيح، وقد حضر بتألقه المعهود الفنان عادل سلطان. في اليوم الثاني انطلقت اشغال الندوة العلمية حول «اهمية السمو بالذوق العام في الاغنية» وقدّم خلالها الدكتور الاسعد قريعة مداخلة بعنوان الاغنية التونسية ومساهمتها في التثقيف الاجتماعي» حيث اتى على ابرز خصائص الأغنية وأبعادها في نوعية وتثقيف المستمع بما هو المتلقي والمستهلك واثر ذلك في الوعي والذوق على المستوى الاجتماعي. الكاتب والناقد الصحفي الاستاذ محمد بن رجب قدّم مداخلة بعنوان الاغنية الشعبية في علاقتها بالمقدّس والمدنّس» واهتم فيها بمناخات الاغنيات الشعبية وما تحمله من موروث متوزّع بين دلالات اجتماعية وثقافية مختلفة وعلاقة ذلك بالمجتمع في ظواهره وتحولاته المختلفة. هذا وقد تم تنظيم رحلة ترفيهية للشعراء المشاركين الى منطقة اوذنة السياحية وكذلك الى منتزه رادس. هذا وقد لوحظ حضور عدد من شعراء الفصيح في هذا المهرجان الغنائي مثل محمد علي الهاني والهادي عبد الملك وخير الدين الشابي والشاذلي القرواشي وفاطمة بن فضيلة والمولدي الشعباني ويعتبر هذا عنصر اثراء للمهرجان فالشعر الفصيح قد يساهم في اضفاء مسحة جمالية اخرى على الكلمات التي تتحول الى اغنيات فالشعر العامي رغم اهميته وتجربته المميزة في تونس وخصوصا في الجنوب فإنه ظل الى حدّ ما بعيدا عن مدارات التحديث. في هذا اليوم (الاحد) يتم الاستماع الى قرارات شعرية مشاركة اخرى تم الاعلان عن نتائج المسابقات وقراءة تقدير لجنة التحكيم ثم توديع المشاركين.