الحلقة الثامنة لمنتدى الصحة الانجابية في دورته الثالثة والذي دأب على تنظيمه الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري كشفت ان مجتمعاتنا الشرقية خاصة تمارس جريمة الصمت على الاصابات المنقولة جنسيا (Infection sexue - ellement transmissible). الاستاذ محمد رضا كمون منسق شبكة الجمعيات التونسية ضد السيدا والذي اشرف على تنشيط هذه الحلقة منذ أيام وجه اصبع الاتهام الى التنشئة في المحيط العربي يقول المشكلة التي تواجهنا في معالجة الامراض المنقولة جنسيا، ان هذه الامراض رغم قدمها ورغم انها كثيرة الوقوع (1 مليون حالة في اليوم في العالم) ورغم مالها من خصائص أخرى فانها بقيت في دول العالم الثالث وفي البلدان العربية خاصة من المواضيع المحرمة المحاطة بالصمت والخجل وجب اختراق حجب الصمت والحديث مع الاطفال في المدارس ومع الشباب والتحاور مع الاطباء ووسائل الاعلام وخاصة التلفزة التي لها تأثير كبير في تربية الناشئة وتثقيفهم وتوعيتهم حول مثل هذه الامراض. *جهل و»حشمة» أعدّت وحدة العلاقات العامة والصحافة بالديوان الوطني للاسرة والعمران البشري بالتعاون مع بعض المندوبيات الجهوية شريطا تم بثه وهو عبارة عن شهادات حية لعدد من الشبان والمصابين بدرجات متفاوتة تؤكد هذه الشهادات ان أغلبية التونسيين لا يعرفون من الامراض المنقولة جنسيا الا السيدا بل بعضهم تختلط عليهم الامور ويعتبرها «سرطانا». ولهذا الجهل ولهذا الخلط أسباب فالشاب لا يجد الى من يتحدث وحتى وان وجد فان الاحساس بالذنب والخوف من ردّة الفعل والخجل تدفع به الى تخيير الصمت. *عوامل نفسية أخرى ويكشف الاخصائي النفساني، السيد محسن حسان عن الاسباب النفسية التي تجعل الشاب يخير الصمت، يقول: «أهم الاسباب في اعتقادي هو اهتزاز صورة الجسد في حالة اصابة الشاب ان تتحول الاصابة عنده كأنها اعاقة». يوجد سبب نفسي آخر هو الخوف والرهبة من نظرة الآخرين خاصة من نظرة أقرب المقربين اليه. ثمة شعور بالذنب بعد البوح بأسرار شخصية وشعور من التعرض للاقصاء من طرف أفراد المجتمع. دون ان ننسى طبيعة التنشئة في مجتمعاتنا العربية خاصة التي تعتبر الحديث في مثل هذه المواضيع من الممنوعات. * لكن ما هي هذه الامراض المنقولة جنسيا؟ وما هي مضارها؟ تعدّ السيدا من بين أهم الامراض المنقولة جنسيا (30 مليون حالة سنة 1997) وهي عبارة عن فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة ويفقد الانسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطان، وتنتقل العدوى اضافة بالاتصال الجنسي بنقل الدم او مشتقاته الملوثة بالفيروس. * الكلاميديا: (chlamydia) وهو من الامراض التي تسبب افرازات والتهاب الاحليل وعنق الرحم. * السيلان (gononhoea) وهو مرض خمجي (عدوى) تناسلي حاد يصيب الذكور والاناث في الأغشية المخاطية التي تغلف الاحليل او عنق الرحم والعامل المسبب هو بكتيريا نيسيريا قونوريا وهي جرثومة تنقل عن طريق الاتصال الجنسي وتؤثر على مجاري البول (الاحليل) او على المهبل. * الزهري: (shphilis) هو مرض معد ويصيب أعضاء وأجهزة مختلفة من جسم الانسان وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع مريض مصاب بالزهري. الصمت على مثل هذه الامراض والاصابات المنقولة جنسيا واغماض العين عنها تعدّ بالفعل جريمة كل منا له ضلع فيها ولكن علينا ان نستفيد من ديننا الاسلامي الذي يؤكد ان لا حياء في الدين من أجل الحديث وتوعية الشباب لكن كسر الصمت من أجل حياة أفضل يتطلب اعلان حرب عالمية عليها خاصة في بلداننا العربية.