مرة أخرى يفيض المد التضامني النبيل ليغمر كل ارجاء تونسنا الحبيبة وليجمع كل التونسيين من اقصى البلاد الى اقصاها حول كلمة سواء: التضامن والتراحم والتآزر... المناسبة كانت مبادرة «تيلي أمل» التي نظمتها جمعية بسمة لتشغيل المعوقين... وهي مناسبة كشفت مرة أخرى التفاف الشعب حول المشروع المجتمعي للتغيير وحول القيم السامية التي ظل الرئيس بن علي يرعاها ويجذّرها ليحولها الى نبض يسري في عروق التونسيين والى أياد تمتد لترسم البسمة على كل الشفاه وفي طليعتهم شفاه اخواننا المعوقين الذين حظوا برعاية خاصة من قبل رئيس الدولة والسيدة حرمه... وهي رعاية تجسدت مجددا أواخر الاسبوع الماضي من خلال المبادرة الخيّرة والنبيلة التي رعتها السيدة ليلى بن علي رئيسة جمعية بسمة لتشغيل المعوقين اذكاء لجذوة المد التضامني وسعيا لتمكين هذه الجمعية التي تقوم بأعمال جبارة لفائدة المعوقين من موارد اضافية لتزيد في تنويع وتكثيف نشاطها وانجازاتها لفائدة المعوقين.. وقد كانت المبادرة «تيلي أمل» ناجحة على كل المستويات وهو ما تسجله السيدة ليلى بن علي في هذه الكلمة البليغة والمعبّرة والتي توجهت بها الى كل التونسيين والتونسيات وفي طليعتهم اولئك الذين تجاوبوا مع المبادرة بتبرعاتهم السخية والذين عملوا كل من موقعه على انجاح هذه التظاهرة النبيلة: «إن جمعية بسمة لتشغيل المعوقين لسعيدة جدا بأن تعبّر عن كامل فخرها واعتزازها بالمد التضامني الرائع الذي شمل كل المعوقين ببلادنا بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمعوقين وما تميّز به هذه السنة من انشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية لها علاقة مباشرة بالمعوق واحتياجاته الخصوصية. وكانت المبادرة التي اتخذناها بتنظيم «تيلي أمل» وردود الفعل الخيّرة التي تسابقت الى التبرّع لفائدة هذا المشروع الانساني النبيل، قد اكدت مرة أخرى اصالة شعبنا وتجذر وازع الخير والتضامن في تاريخه وثقافته، فجاءت التبرعات من كل الفئات والجهات تؤكد بوضوح ما يتمتع به المعوق في تونس من عناية ورعاية ومن عطف ومساندة، على جميع المستويات الرسمية والشعبية تكريسا لحق سائر الافراد في الصحة والسلامة والشغل والعيش الكريم. ان هذا المد التضامني السخي سيساعد الجمعيات المعنية برعاية هذه الشريحة الاجتماعية على تطوير اعمالها في مختلف المجالات ولاسيما منها ما تعلق بالوقاية من الإعاقة وتعزيز الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة الى المعوقين، ودعم وسائل الاحاطة والتأطير والتأهيل التي تستهدفهم للالتحاق بأوساط التعليم والتكوين والتشغيل والحصول على فرص افضل للعمل وبعث موارد رزق، حتى يندمجوا مع غيرهم من المواطنين في الدورة الاقتصادية وفي الرفاه الاجتماعي. ويشرفنا بهذه المناسبة ان نتوجه بخالص الامتنان وبالغ التقدير الى الرئيس زين العابدين بن علي لرعايته الموصولة بهذه الشريحة الاجتماعية، ولمبادراته الرائدة لفائدتهم ومساندته وتشجيعه للجمعيات التي تعتني بهم. كما يطيب لنا ان نعبّر عن احرّ شكرنا وإكبارنا لكل اصحاب الخير الذين تعاطفوا مع هذه المبادرة وأسهموا بسخاء في انجاحها، افرادا ومنظمات وجمعيات وهياكل ومؤسسات ولجميع الفنانين والفنانات الذين انخرطوا في المشاريع الخيرية واشاعة ثقافة التضامن وتطوّعوا لمساندة مبادرتنا بما اقاموه لفائدتها من حفلات فنية رائعة. ونثني كذلك على جهود الاعلاميين على اختلاف اختصاصاتهم في الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية وما ابدوه من اهتمام بهذه المبادرة والتعريف بها ودعمها، وما اضفوه من فرحة وحيوية على سير «تيلي أمل» وما نشروه بين المواطنين والمواطنات من روح البهجة والارتياح وهم يطلعون على نماذج من اصحاب الاحتياجات الخصوصية يتحدون الاعاقة ويؤكدون قدرتهم على العمل والانتاج. وشكرنا يمتد ايضا الى مختلف التقنيين والاطارات والاعوان الاتصاليين الذين امنوا بكفاءة وبراعة الربط بين تدخلات المواطنين وشتى المؤسسات الاعلامية. لقد كانت مبادرة «تيلي أمل» التي عاشها الشعب التونسي في مختلف جهات الجمهورية يوم السبت والأحد الماضيين، وتفاعله معها في تلقائية وحماس منقطعيّ النظير، مناسبة اجتماعية اخرى برهن فيها التونسيون والتونسيات على ثراء مخزونهم الثقافي من التضامن والتآزر وفعل الخير، وعلى ايمانهم القوي بأن مسيرتهم نحو التقدم والازدهار والرفاه لا يمكن ان تكون الا مسيرة جامعة شاملة لكل الأفراد والفئات مهما تباينت خصوصياتهم الصحية واحوالهم الاجتماعية واوضاعهم الاقتصادية. فإلى كافة الذين ساعدونا وساندونا، وأمتعونا وأسعدونا في هذه المبادرة الخيرة، نقول شكرا جزيلا وجزاكم الله بكل خير».