جدت مؤخرا في جهة بوسالم من ولاية جندوبة حادثة مؤلمة وغريبة في نفس الوقت، تمثلت في اقدام فتاة في سن الثامنة والعشرين من عمرها على محاولة التخلص من مولودتها بعد أن أنجبتها بطريقة غير شرعية. تحظى الفتاة بسمعة طيبة وتُعرف بهدوئها وصمتها الدائم مما بوّأها مكانة كبيرة خاصة لدى أبويها ولكن يوم الواقعة غيّر جميع المعطيات فقد أحسّت الفتاة بأوجاع المخاض وعندما سألها أفراد العائلة عن ذلك أجابت بأن الألم ينحصر في الكلية اليمنى وازدادت الاوجاع اكثر ولكن من أين للعائلة بمصاريف العلاج؟ وأمام تطور الحالة تطوع احد المقربين ونقل الفتاة مع بعض أفراد أسرتها الى المستشفى الجهوي بجندوبة وهناك كانت المفاجأة الكبرى فحالما وصلت الى المستشفى طلبت من احدى الممرضات ادخالها الى قسم الولادات حيث وضعت مولودة ورفضت تسلمها. لم يستطع مرافقوها تحمّل الفاجعة فتفرّقوا في ذهول شديد وأغمي على أم الفتاة، أما الأب فقد اعتزل الناس ولزم البيت. طلبت الفتاة من ادارة المستشفى ان تخلصها من حضانة الرضيعة وتولت فرقة الابحاث ببوسالم البحث في الملف، فلازمت البنت الصمت وامتنعت عن تحديد هوية الفاعل (والد المولودة) فاتجهت أصابع الاتهام الى عدة أشخاص بالجهة وأخيرا حسم التحليل الجيني الامر اذ أثبت انتساب الرضيعة الى شاب أعزب كان يتردد على عائلة الفتاة في أوقات مختلفة فحاول في البداية انكار علاقته بالفتاة لكنه تراجع فاعترف بمسؤوليته. ووافق على عقد القران بهذه الفتاة في موعد لاحق وتبنى الرضيعة المودعة بالمستشفى الجهوي بجندوبة.