عندما انطلق النادي القربي في موسمه الجديد لم يكن هناك العديد من المتفائلين ممن رشحوه للعب دور ريادي يؤهله للصعود لكن النادي القربي هذا الموسم كان «مفلفلا» وكسب رهان هيئة جديدة وممرن جديد فما الذي تغير هذا الموسم ليتحقق النجاح؟ الملاحظة الاولى التي وجب اثارتها عند الحديث عن النادي القربي هو التغيير على مستوى الهيئة المديرة اذ تسلم مقاليد رئاسة الجمعية لاعب قديم لعب في صفوف الفريق وضمن الملعب النابلي، والملعب التونسي انه محمد الحبيب الحداد الذي كان سريعا فوق الميدان نشيطا فوق المستطيل الاخضر وله حاسة شم الاهداف هذا النجاح ورثه كمسير أول للفريق فكانت له حاسة قراءة أهداف الفريق واستقراء الطريق الكفيلة بالوصول للهدف الاول صحبة هيئة مديرة تؤمن بالعمل الميداني والتأطير السليم. *اختيارات صائبة وبحكم الصفات التي يتمتع بها رئيس النادي ودرايته الكروية فقد وضع استراتيجية اعطت أكلها وفي الأخير ومنذ البداية انتدب ابن النادي المدرب زهير خذر شعبان واعطى دما جديدا للتركيبة كما ان الهيئة قررت تشبيب الفريق تدريجيا ودون الاستغناء عن ثوابت الخبرة ورغم ان البداية كانت متعثرة نسبيا فقد كان ايمان الهيئة والمدرب راسخا بقدرات المجموعة وكان الصبر جميلا و»الدوام ينقب الرخام» كما يقول المثل الشعبي ولا شك ان الهيئة لعبت دورا هاما في الوصول بالنادي القربي الى شاطئ الصعود رغم بعض الهنات والخيبات والضغوطات بفضل القرب من اللاعبين ومعالجة المشاكل في إبّانها والعمل المتواصل على المستوى النفساني. *رصيد بشري متوازن من النجاحات التي تحسب للمدرب وللهيئة المديرة هو تحقيق الصعود دون انتداب والتعويل في ذلك على أبناء الدار وذلك كان احسن قرار فاللاعب الوحيد الذي بدأ مع الفريق كمنتدب منذ 5 سنوات هو الحسومي البحري غادره بعد بضع أسابيع من بداية البطولة وقد خيّر الانسحاب بصفة تلقائية وهكذا عوّلت الجمعية على ابنائها واعتمد المدرب زهير خذر شعبان على رصيد يضمّ لاعبي الخبرة والشباب. فمن بين اصحاب الخبرة نجح جمال نوّارة كقلب هجوم في تجديد العهد مع التميز ولعب الى جانبه خاصة جميل الخمير وهو لاعب شاب ولو أنه ينشط مع الأكابر منذ 3 مواسم الى جانب المخضرم وسام بلحولة والشاب وائل بالأكحل ولبي وفي وسط الميدان وجد زهير خذر ضالته في اللاعب الشاب عدنان موله الذي كان اكتشاف الموسم ولعب دورا متميزا في الاضطلاع بخطة محرك الخطوط ومعه شبان آخرون في ذات الخط على غرار الزين السويسي وعبد القادر سلامة وصاحب الموهبة احمد النجار والمخضرم سفيان الحداد وصاحب الخبرة محمد علي الطرابلسي الذي عاد في آخر الموسم وقدم يد المساعدة لزملائه، وفي الدفاع حافظ زهير خذر على تركيبة كلاسيكية متكونة أساسا من محمد النابلي عثمان الساحلي محمد الهادي قصومة محمد شوشان وعبد القادر باني الذي لعب في دور الظهير الايمن قبل ان يصاب ويعوّضه العائد حسين الطرابلسي اما في حراسة المرمى فقد شكلت في بداية الموسم مصدر خوف لكن غازي الطّمني بدّد هذه المخاوف وقدم موسما ممتازا. *الجمهور في الموعد سمفونية الصعود عزفتها أطراف عديدة كل من موقعه الهيئة المدرب اللاعبون المسؤولون في الجهة وطبعا كان جمهور النادي القربي المعروف بصعوبته في الحق وفي نوع الكرة المقدمة كان هذا الجمهور في الموعد وقدم الدعم والمساندة المطلوبة وحضر بكثافة خاصة وفي اللقاءات الأخيرة وكان له دور هام في شحذ همم اللاعبين. *ماذا قال المدرب زهير شعبان أولا أهنئ كل الاطراف بهذا الصعود الذي جاء نتيجة عمل متكامل واتمنى ان تتواصل هذه اللحمة ليعود الفريق الى مداره الطبيعي خاصة بوجود عناية كاملة من السلط ومن الهيئة التي تدرك جيدا ماذا تفعل اضافة الى جمهور من ذهب يتابع خطوات الفريق من قريب ومن بعيد. *نورالدين الخمير(مدير الفريق) الحمد لله أننا حققنا هذه الخطوة وما أؤكد عليه أننا لم نسرق ورقة الصعود من احد لأننا لعبنا بكل شفافية طوال الموسم وكنا الاجدر بالتتويج الذي أهديه الى كل الاطراف من هيئة ولاعبين وجمهور وسلط محلية في انتظار مزيد ا لالتفاف وتحقيق الهدف الأكبر بالعودة الى الوطني الممتاز.