اعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ب»تورط» جنود امريكيين في سرقة أموال وممتلكات مواطنين عراقيين خلال مداهمتهم للمنازل او أثناء عمليات التفتيش التي ينفذونها عند الحواجز. وأشار «البنتاغون» الى أنه يحقق حاليا مع 20 جنديا على الاقل في اتهامات تتعلق بأعمال سرقة بالعراق. وكان عديد المواطنين العراقيين قد اتهموا قوات الاحتلال الأمريكي بسرقة أموال وممتلكات اخرى خلال مداهمتها للمنازل في العراق... وقال متحدث باسم قوات الاحتلال الاسبوع الماضي انه علم بشكاوى تقدم بها عراقيون تتعلق بعمليات نهب تحدث اثناء المداهمات مشيرا الى أن بعض الجنود تمت معاقبتهم بسبب تصرفات غير لائقة. البنتاغون يعترف ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية في عددها أمس عن مسؤولين بالبنتاغون قولهم ان الجيش الامريكي يحقق حاليا في نحو 20 قضية على الاقل تشمل الاشتباه في سرقة أموال من عراقيين أوقفهم جنود امريكيون في نقاط التفتيش عند الطرق بزعم البحث عن مقاومين. وقال براين وايتمان المتحدث باسم البنتاغون ان هناك العديد من التحقيقات الجنائية التي يقوم بها الجيش الامريكي بخصوص اتهامات بالاعتداء والسرقة وعدد آخر من الاعمال التي تقع خارج نطاق الانشطة التي تقع بالمعتقلات في العراق. وقالت الصحيفة نقلا عن ارقام ذكرها ضابط كبير في الجيش الامريكي ان هذه القضية تشكل جزءا من 91 تحقيق فتحها الجيش الامريكي في الاشهر ال18 الاخيرة بعد اتهامات بسوء السلوك وجهت الى الجنود الامريكيين. وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه انه لا يعرف هويات العسكريين الملاحقين ولا الاتهامات التي وجهت اليهم ولا تفاصيل العقوبات. وقالت الصحيفة ان 59 على الاقل من أصل 91 تحقيقا في سلوك 5 جنود امريكيين بالعراق أغلقت... لكن الجيش لم يتحدث سوى عن عدد قليل من العقوبات التأديبية... سرقات بالجملة وأشارت وكالة «رويترز» من جانبها في تقرير لها نشر مؤخرا الى أن أعمال السرقة والنهب كانت شائعة بكثرة في العراق. وأوضحت ان القوات الامريكية التي نفذت الآلاف من حملات المداهمات على منازل في أماكن جديدة بالعراق قامت بشكل متكرر بالاستيلاء على الاموال والمجوهرات وممتلكات اخرى من عراقيين يشتبه في انتمائهم للمقاومة. ونقلت «رويترز» في تقريرها عن مسؤولين في منظمة حقوق الانسان بالعراق ان أعمال النهب والسرقة شملت عددا كبيرا من المواطنين العراقيين وكانت متفشية بشكل كبير. وقال ستيوارت فيرسينجا، العضو في احدى الجمعيات الحقوقية الاجنبية التي تقوم بمراقبة انتهاكات قوات الاحتلال بالعراق، ان المصادرات والسرقات خلال المداهمات كانت تشمل بالخصوص الاشياء القيمة والاموال والمجوهرات مشيرا الى أن هذه العمليات كانت لها آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة على العراقيين وأفرزت مشكلة كبيرة.