شيع أهالي منطقة البواب الريفية من معتمديةماطر مؤخرا جثة الشيخ عبد السلام بن أحمد (80 سنة) الى مثواه الأخير بالساحل بعد أن تلقى ضربات قاتلة. وتمّ بالتوازي ايقاف أحد جيرانه للاشتباه في علاقته بجريمة القتل. وحسب ماجمعناه من معلومات أولية فإن الشيخ عبد السلام كان قبل أيام قليلة في طريقه الى منزله لما برز له المشبوه فيه (وهو شاب أعزب في العقد الثالث من عمره) وفاجأه من خلف ببعض الضربات وولّى هاربا. وقد تفطن أحد الأجوار لاحقا الى المصاب فأبلغ أفراد أسرته الذين نقلوه الى بعض المراكز الاستشفائية لكنه أسلم روحه بعد حوالي أسبوع ولم تتأكد بعد أسباب الجريمة لكن هناك من يرجعها الى معاناة المشبوه فيه من مرض نفسي. وقد حققت «الشروق» في الموضوع وذلك من خلال زيارة قمنا بها الى مقر عائلة القتيل حيث كان الحزن مخيما على المكان والتأثر والحسرة باديين على وجوه أفراد العائلة وجيرانهم ومعارفهم وكل من عرف الهالك سواء من قريب أو من بعيد، ورغم هذا الجو المؤثر فإن ابنته «هندة» وهي تعمل أستاذة بأحد المعاهد تحدثت إلينا لتخبرنا بأن والدها المرحوم هو أب لثلاث بنات وأربعة أولاد ويعمل في قطاع الفلاحة، وصاحب مزرعة ورغم تقدمه في السن فقد كان في صحة جيدة ويشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة في فلاحته ويوم الواقعة كان عائدا الى المنزل الريفي بعد شغله، ولم يكن يتصور أحد أن يحدث له ما حدث، خاصة وهو صديق الجميع ويحظى باحترام ومحبة كل الأجوار والعاملين الفلاحيين، إذ اعترض سبيله شاب من أبناء الجيران يعاني حسب تأكيدها من مرض نفسي فاعتدى عليه بالعنف الشديد بدون سبب يذكر وتركه يتخبط في دمائه في المسلك الفلاحي واختفى عن الأنظار. وقد بلغنا الخبر تقول هندة عن طريق أحد الأجوار فسارعنا جميعا الى مكان الواقعة، وبسرعة نقلنا والدنا الى قسم الاستعجالي بمستشفى ماطر، وأعلمنا رجال الحرس الوطني بالمدينة، ونظرا لخطورة الاصابة التي تعرض لها والدنا وقع نقله الى المستشفى الجامعي بمدينة منزل بورقيبة حيث تمّ الاحتفاظ به تحت الرعاية الطبية المركزة، لكن بعد ما يقارب الأسبوع فارق الحياة. أما إبنه ياسين فقد أفادنا بأن والده كان يعطف على الشاب المظنون به، وكان يساعده من حين لآخر ناهيك أنه في مناسبة سابقة أهداه معطفه الخاص، والجميع يشهد لوالدي بالأخلاق العالية، واللطف والكرم. أما الخالة مامية زوجة القتيل فإنها رغم الظروف الحرجة التي كانت عليها فإنها تدخلت وأفادتنا بأن زوجها نهض يوم الواقعة باكرا وكان منشرحا الى أقصى الحدود وقال لها انه سيعود بعد قضاء بعض الشؤون العائلية لكنه لم يعد، كما أفادتنا بأن زوجها ساهم في الحركة الوطنية وهو مناضل وبالمناسبة تشكر الاطار الطبي وكل السلط المحلية والجهوية ببنزرت. وقد علمنا أن رجال الحرس الوطني تمكنوا من إيقاف الشاب المشتبه فيه، فاعترف بما نسب إليه، وقد أذنت النيابة العمومية ببنزرت بإنابة عدلية لأعوان الحرس الوطني بماطر لإتمام الأبحاث.