لم يكن يدور بخاطر أحد من سكان احدى مناطق قصر هلال أن مزحة ببندقية صيد ستخلّف مأساة تمثلت في وفاة شاب لم يتجاوز 23 سنة من عمره وتورط فيها أربعة شبان. جدّت الأحداث قبل أيام بإحدى المناطق الريفية التابعة لمدينة قصر هلال حيث استفاق سكان المنطقة على خبر مدوّ مفاده العثور على جثة شاب في مقتبل العمر ملقاة على ناحية إحدى المسالك الفلاحية وعلى الفور تمّ اعلام الحرس الوطني والنيابة العمومية بالأمر، فهبّ الجميع على جناح السرعة الى مسرح الجريمة وبإجراء المعاينة الأولية تبيّن أن الموت كان نتيجة طلقة نارية أصابت القلب ونجم عنها وفاة فورية. المزاح القاتل! تعهد أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنستير بالتحقيق في الجريمة وكشف ملابساتها وبفضل حنكتهم أمكن لهم التعرف الى الجناة في أقل من 24 ساعة. فقد تكثفت أبحاثهم في محيط الجريمة وقادهم ذلك الى كشف الحقيقة فقد تبيّن أن أربعة شبان لم يتخطوا سن 30 قرّروا ليلة الواقعة عقد جلسة خمرية بإحدى الضيعات الفلاحية فتزودوا للغرض بما يكفيهم من الخمرة ولم ينس أحدهم أن يحمل معه بندقية صيد علي ملك العائلة ليصيد بها الطيور فتكون المتعة مضاعفة. وفي الوقت المحدد اجتمع الرفاق الأربعة يحتسون الخمرة وعند حلول الليل استوفوا كلّ ما أحضروه معهم وقفلوا راجعين الى ديارهم. وفي أحد المسالك الفلاحية وضعهم القدر أمام شاب كان عائدا الى منزله ولأمر ما جمعهم معه حديث ودي عابر بدا أقرب الى المزاح منه الى شيء آخر وصوّب أحد الشبان الأربعة بندقيته تجاه الشاب من باب المداعبة وفجأة انطلق عيار ناري منها استقرّ في صدر الشاب الذي خرّ على الأرض صريعا. استفاق الشبان من حالة السكروهستيريا الضحك التي كانوا عليها عند رؤيتهم للمجني عليه يسقط أرضا اقتربوا منه وجسّوا نبضه فتيقّنوا من فداحة إصابته حينها قرّروا التحصّن بالفرار فتوجّه كل واحد منهم نحو منزله بعد أن اتفقوا على كتم السرّ. وفي الصباح الباكر تفطّن أحد المارة الى جثة الشاب فأعلم رجال الحرس الذين استطاعوا التفطّن الي الشبّان الأربعة وإلقاء القبض عليهم. وبالتحرّي معهم اعترفوا جميعا بتفاصيل جريمتهم وردّوا ذلك الى حالة السكر التي كانوا عليها ونفوا أي نيّة لهم في قتل الشاب وقد أحيل الجميع على أنظار النيابة العمومية لتحديد مسؤولية كلّ طرف منهم في الحادثة.