بدأت بطولة كأس ا لامم الاوروبية تعرف اهتماما اكبر واكثر من قبل خاصة بعد النجاح الذي عرفته في النسخة الثانية باسبانيا سنة 1964 وهو ما جعل المانياالغربية تتنازل عن عنادها وتوافق على الاشتراك لاول مرة وذلك بداية من تصفيات سنة 1968 خصوصا وان ألمانيا في ذلك الوقت تعتبر اقوى منتخب وحتى هزيمتها في نهائي 1966 ضد انقلترا كانت بمساعدة من الحكم... لكن ألمانيا فشلت في الوصول للنهائيات رغم وجود بيكنباور ومن معه. ونظرا لتهافت كل المنتخبات الاوروبية على المشاركة فقد قرر الاتحاد الاوروبي ان تكون التصفات في شكل مجموعات فتم توزيع المنتخبات من خلال القرعة على ثماني مجموعات تضم كل واحدة اربعة منتخبات... وقد وضعت المنتخبات البريطانية في مجموعة واحدة... وترشح الاول عن كل مجموعة للدور ربع النهائي الذي جرى على نفس النظام القديم بالقرعة ومباريات الذهاب والاياب لتبدأ بعدها الادوار النهائية التي استضافتها ايطاليا وشاركت فيها اربعة منتخبات قوية لكن كانت هناك مفاجآت مدوية. * في المجموعة الاولى تأهلت اسبانيا حاملة اللقب حيث تحصلت على المركز الاول على حساب تشيكوسلوفاكيا وايرلندا وتركيا وترشح اسبانيا كان منطقيا في هذه المجموعة. بلغاريا تصدرت المجموعة الثانية دون هزيمة متفوقة على البرتغال السويد والنرويج وكان تفوق بلغاريا واقعا وجليا في هذه المجموعة. المجموعة الثالثة سيطر عليها المنتخب الروسي من خلال ما تميز به من قوة سرعة ولياقة وفي هذه المجموعة تواجدت منتخبات اليونان النمسا وفلندا. المجموعة الرابعة تواجدت بها ثلاثة منتخبات فقط وهنا كانت المافجأة المذهلة عندما سحبت يوغسلافيا البساط من المانيا واجبرتها على الانسحاب منذ التصفيات وكان من الطبيعي ان تحل البانيا في المركز الثالث والاخير في المجموعة المنقوصة. المجموعة الخامسة فشلت هولندا بقيادة الساحر كرويف بعد ان ذهبت البطاقة الوحيدة للمجر في نفس المجموعة كان هناك الدنمارك والمانياالشرقية. المجموعة السادسة تأهلت عنها ايطاليا بسهولة امام سويسرا رومانيا وقبرص الضعيفة. في المجموعة السابعة تفوقت فرنسا ضد كل من بلجيكا بولينا وليكسمبورغ فيما فازت انقلترا بصدارة المجموعة الثامنة والاخيرة امام منتخبات سكوتلندا ايرلندا الشمالية وويلز. المفاجآت متواصلة بعد انسحاب المانيا في الدور النهائي تواصلت المفاجآت في الدور ربع النهائي حيث هزمت انقلترا اسبانيا ذهابا وايابا في لندن وفي مدريد وازاحت يوغسلافيا المنتخب الفرنسي بالتعادل في باريس بهدف لهدف وفوز ساحق في بلغراد بخماسية. كل هذه النتائج تؤكد ان الكرة لا كبير لها وان الانتصارات تأتي دائما من خلال الجهد والعرق والنجاعة وحسن الاستعداد يوم وساعة المباراة. النهائيات بايطاليا كان من الطبيعي ان يختار الاتحاد الاوروبي بلدا من بين الرباعي الذي وصل للدور قبل النهائي فتم الاختيار على ايطاليا. المنتخبات المتأهلة كانت وضعياتها مختلفة فايطاليا كانت تعاني من الاخفاق في كل الدورات السابقة لكأس العالم آخرها هزيمتها التاريخية قبل سنتين ضد كوريا الشمالية في كأس العالم. نفس الظروف كان يعاني منها المنتخب السوفياتي والذي قام بتجديد فريقه بالكامل بعد اعتزال نجومه اللامعة يتقدمهم الحارس ياشين. في المقابل كانت انقلترا تسعى بشتى الطرق للسيطرة والتفوق على الكرة الاوروبية والعالمية بعد فوزها بكأس العالم سنة 1966. أما المنتخب اليوغسلافي او «برازيل اوروبا» فانه يبقى دائما قويا وقادرا على التألق والبروز ضد كل المنتخبات القوية والعريقة. نصف النهائي الاول تمكنت فيه يوغسلافيا على ملعب فلورنسيا من هزم انقلترا رغم براعة الحارس بانكس وكل من بوبي مورو وبوبي شارلتون وغيرهم... يوغسلافيا فازت بهدف لصفر ثلاث دقائق قبل النهاية. * المباراة الثانية كانت مملة بين ايطاليا والاتحاد السوفياتي رغم حضور 75 ألف متفرج لكن ايطاليا ترشحت في النهاية بهدفين لصفر. النهائي يعاد المستوى الذي ظهر به منتخب ايطاليا ضد الاتحاد السوفياتي جعل الجميع يتوقع ان تذهب الكأس الى يوغسلافيا ومنتخبها الشاب الذي تمكن بعد مرور 39 دقيقة من هز شباك الحارس دينوزوف وعرفت يوغسلافيا كيف تدافع عن هذا الهدف لكن الدقيقة 80 جاءت بهدف التعادل عن طريق دومنغيني ليعود الامل لايطاليا من جديد. الفترة الثانية عرفت تشكيلة ايطاليا فيها بعض التحويرات خاصة بعد شفاء ريفا الذي منعته الاصابة من اللعب قبل 48 ساعة... هذا العائد من الاصابة تمكن بعد مرور 12 دقيقة من هز شباك الحارس اليوغسلافي قبل ان يتمكن «أنا ستازي» من مضاعفة النتيجة مع حلول الدقيقة 31 لتتوج ايطاليا بطلة لاوروبا وتبدأ بعدها صفحة جديدة حتى وصلت للمباراة النهائية للكأس العالمية سنة 1970 ضد المنتخب البرازيلي العظيم. نجم البطولة «لويجي جيجي ريفا» الجناح الايسر الخطير توج بلقب افضل هداف في هذه الكأس بسبع اصابات وكان تأثيره واضحا في فوز ايطاليا باللقب. سجل مع فريقه كاليري 156 هدفا. لعب مع المنتخب الايطالي 42 مباراة سجل خلالها 35 هدفا. تحصل على لقب افضل هداف للكالشيو ثلاث مرات. رفض التحول الى جوفنتس وميلان بما ان اللاعب كان يحب النادي الذي يلعب له في ذلك الوقت حيث رفض 2 مليون دولار وهو رقم قياسي لاسعار اللاعبين في تلك الفترة. تحصل على المركز الثاني في استفتاء الكرة الذهبية خلف زميله ريفيرا سنة 1969. «ريفا» واحد من اللاعبين الذين كتبوا تاريخا كبيرا في الكرة الايطالية باقدامهم. ارقام من البطولة * بلغ عدد مباريات البطولة 103 منها 98 في التصفيات وخمس في النهائيات. * عدد الاهداف وصل الى 312 خلال التصفيات وسبعة اهداف في النهائيات. * حكم اللقاء الاول الذي انتهى بالتعادل هدف لهدف كان ديتست من سويسرا. أما الحكم الثاني خلال اللقاء المعاد فهو الاساني اورتيز. * دزوف الحارس الايطالي ظهر في تلك البطولة وبقي حتى سنة 1982 حيث ساهم في الفوز بكأس العالم. * اللقاء الاول تابعه 85 ألف متفرج فيما كان الحضور في المباراة الثانية 50 ألف مشجع. * انقلترا تحصلت على المركز الثالث بعد ان هزمت روسيا.
