نظرت هيئة المحكمة الابتدائية بقابس مؤخرا في قضية تورط فيها شاب في مقتبل العمر من أجل مجموعة من التهم تولدت عن ركوبه القطار دون أن يقتطع تذكرة السفر وتفيد الوقائع أن المتهم تمكن في الفترة الأخيرة من تحقيق حلم راوده كثيرا وهو الظفر بموطن شغل خارج حدود الوطن وبالتحديد في ايطاليا وهو على قاب قوسين من السفر وبصدد اعداد الوثائق المطلوبة لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد أقدم هذا الشاب على توريط نفسه عندما امتطى القطار الرابط بين مدينتي صفاقس وقابس بدون أن يقتطع تذكرة السفر ولما تفطن اليه المراقب اعتدى عليه بالعنف اللفظي وهو ما أقلق راحة المسافرين حسب ما انتهى اليه البحث وقد اعترف المتهم أمام هيئة المحكمة بأنه بالفعل لم يقتطع تذكرة السفر لأنه لم يكن يملك المبلغ المطلوب لكنه أنكر أن يكون أقلق راحة المسافرين أو اعتدى على العون المراقب . ثم تدخل محاميه طالبا هيئة المحكمة بالحكم بعدم سماع الدعوى فيما يخص تهمة الاعتداء على المراقب واقلاق راحة المسافرين باعتبارها تهما مجردة تفتقر إلى أي دليل، ثم تطرق إلى تهمة امتطاء القطار دون دفع الثمن حيث أفاد أن ما ارتكبه موكله لا يدخل تحت طائلة الفصل 282 من المجلة الجنائية الذي ينص على أنه «الانسان الذي يعلم عدم امكان قدرته على الدفع ويستسقى بمشروبات أو يستطعم أو ينزل بمحل معد لذلك يعاقب بالسجن لمدة ستة أشهر وبخطية قدرها مائتا فرنك» بل ما ارتكبه موكله يقع حسب رأيه تحت طائلة قرار صادر عن وزارة النقل يهتم بمثل هذه الوقائع، إلا أن النيابة العمومية طالبت بالمحاكمة طبق نص الاحالة فيما رأت هيئة المحكمة تأجيل التصريح بالحكم لاحقا.