على مرأى ومشهد من الحرفاء، أقدم ليلة أول أمس الاثنين بأحد النزل المعروفة بصفاقس شاب على «تشليط» جسمه بشفرة حلاقة بعد أن أحدث لفتاة ادعى أنها زوجته جروحا مماثلة برجلها اليمنى. هذه الحادثة الغريبة جدت في حدود الساعة التاسعة ليلا، ويستفاد من خلال المعلومات التي أجمع شهود العيان على ذكرها أن الشاب وهو في حدود ال30 من عمره كان لتوه قد دخل النزل ليتجه مباشرة الى الحانة حيث لاحظ وجود فتاة تحتسي بعض المشروبات رفقة أحدهم فقفز عليها متسلحا بشفرة حلاقة بنية الاعتداء عليها وجرحها بشفرة الحلاقة التي كانت بحوزته.. ورغم حرص المتهم على عنصري المفاجأة والمباغتة، إلا أن الفتاة تمكنت من الانفلات من بطشه لتطلق رجليها للجري والهرولة والقفز داخل النزل وتطلق عقيرتها للصياح طالبة الحماية، لكن الشاب تمكن من «طعنها» بالشفرة على مستوى رجلها اليمنى قبل أن يتدخل العاملون وحرفاء النزل للدفاع عنها.. بعدها، دخل المتهم في هستيريا وصياح ليستعمل نفس شفرة الحلاقة ويجرح ويطعن نفسه في أماكن متعددة من جسمه متعللا بكرامته المطعونة ومدعيا أن الفتاة الضحية هي زوجته وهو ما أصرت على نفيه الفتاة التي كانت مرفوقة بصديقتها لحظة الواقعة. الطعنات المتعددة التي طالت الشاب والفتاة في نفس الوقت كانت كافية لتغطي أرضية مدخل النزل وقاعة استقباله بالدماء ولترعب الحرفاء والعاملين والاطار الاداري للنزل الذي توخى كل الأساليب اللينة مع الشاب لتطويق الحالة. وفي لحظات الرعب والهستيريا والدهشة، حل أعوان الأمن بسرعة فائقة وتمكنوا من السيطرة على الشاب الذي واصل في جرح نفسه حتى أمامهم متمسكا بزعمه أن الفتاة زوجته وأنها على علاقة بشاب غريب وقد ضبطها وهي تتناول معه بعض المشروبات في النزل. وقد تمكن الأعوان من اصطحاب الفتاة وصديقتها الى مقر الأمن بعد نقلهم جميعا على جناح السرعة الى أحد المستشفيات بالجهة لتلقي الاسعافات اللازمة وتضميد جروحهما المتعددة. وبانطلاق البحاث التي تكفلت بها الفرقة العدلية بصفاقس الجنوبية، اتضح أن الشاب من ذوي السوابق العدلية وأن علاقته بالفتاة لا تتعدّى الصداقة، لكن يبدو أن الغيرة أشعلت فؤاده بعدما ربطت صديقته علاقة جديدة بشاب آخر دعاها الى احتساء بعض المشروبات في النزل وقد علم المتهم بالموضوع فكانت ردة فعله بهذا الشكل الفظيع. الأبحاث في هذه القضية مازالت متواصلة في انتظار استكمال التحقيقات وإحالة المتهم على أنظار العدالة لتنظر في شأنه.