بقايا قلب سقيم... فمن يشتري... عقلا أهدته لي أمي في عيد ميلادي، فصار عمري تسعين ونيف... فمن يشتري... صباحات العيد هزمها الضباب، فمن يشتري... دمعة أبي وهو يودّعني على حافة من السؤال، يوم عزمت على مغادرة بيتنا العتيق، أحمل في جرابه الذكرى، خبز أمي اليابس... وبخور جدّتي.. فمن يشتري... قطعة حلوى في كفّ أخي صارت رصاصة، شاي بالملح وبحر بالسكر... فمن يشتري... هذه الذاكرة العجوز تغتصب ابتسامة طفلتي، قيتارة حبيبي بيد اللّصوص، قصيدتي لم تلد بعد مذياعي الأخرس يتكلّم، أغنية مألوفة لم تغن بعد... فمن يشتري... بكاء ليلى وقد جرفت السيول دميتها وتسعة أعوام من عمر حنان، تبدّدت في وهم رجل فمن يشتري... تينة تتوسّط كأس الرخام وحبّات قمح تثقب الخزف... فمن يشتري... حصاني لم يعد قادرا على الصهيل فصار ينهق، ذئاب هزمتها الخرفان * بية شطبوري (القيروان) ------------------------------------ **قصيدتان سراب مالي أرى العمر ينقضي وفي جرابي حلم كطيف حسناء كغمامة صيف تظهر ثم سرعان ما تختفي وجع عندما يمتد الوجع إلى الجذور وتظل الأحلام حبرا على السطور عندما يتيه الملاح وتنضب البحور يخيم الحزن وتضيق الصدور عندما يتمزق القلب ويموت الشعور يختفي الطريق ويستحيل العبور عندها فقط يصبح الكلام مباحا مرتديا ثوب الفجور * ناجح شرود (برقو) ------------------------------------- **كلمات إلى امرأة * الاهداء: أرفع إليك أشعاري التي ستظل مرفوعة رغم أعاصير الرياح الكلمات ستظل منقوشة على أشرعة البحار. ...! لمن أكتب.. بأي كلمات أكتب؟ ...! إني كثيرا ما كنت أرى حبّك في صفحات أشعاري المدونة. وصفحات أخرى... ... في القمر العابر..! ... في الموت المحتضر..! ... في مكتبة مرفوقة بالكتب..! ولا أزال أتساءل..؟ لمن أكتب..؟ ... ألا يكون لك..؟ * معز العبيدي (سوسة) --------------------------------------- **ومضات قصصية: «للاّ خديجة» ... أنسى العالم، كل العالم، ولا أنسى خديجة، خديجة كانت تمرغ أنفها في وجهي وتدس رأسي الصغير في صدرها وتملأ أكفي بالحلوى. كانت تحبني أحب حلواها المحشوة باللوز. خديجة!! هل أنسى خديجة؟! ... تضمني إليها بعنف فتتقوض عظامي الطرية وتقبلني من خدي فيفوح في جسدي عطرها وبخورها. وأمسكها من قرطها الطويل وأدغدغها في جيدها فتبتسم وتمسح على شعري: «يا كبدي»!! وفي طريقي إلى المدرسة كنت أمر على بيتها المتواضع وأمشي ببطء حتى تراني. كانت تراني دائما. تنتظرني وتستقبلني بنظرات فيها حنوّ ورأفة وأشياء أخرى غامضة وتضع الفطيرة اللذيذة وقطع الحلوى في محفظتي. هي اعتادت على رؤيتي وأنا اعتدت أكل الفطيرة «بالشهد» ومزّ الحلوى من بيتها إلى الفصل. وحين تشرع معلمتي في القص، كنت أتذكر أحاجي «للاّ خديجة» وأرفع اصبعي وأقول: «لا... لا... الغول هو الذي أكل العصفور «ثم أضيف: «هكذا حدثتني «للاّ خديجة» فتندهش وتبتسم. معلمتي لا تعرف «للاّ خديجة» ولا تعرف الأحجيات القديمة ولا تعرف وجه الغول. «للاّ خديجة» وحدها كانت تعرف تفاصيل وجه الغول وكل التفاصيل الأخرى. وكانت حزينة... تبكي في صمت فأرى ذلك في عينيها. هل أخطئ وقد تنفست عطرها وأكلت خبز يديها ونمت على ركبتيها. وهي تبسمل وتحمدل وتهلهل وتقص لي الأحجيات ثم وهي تحدثني عن اللّه. كنت أعرف الأحجيات ولم أكن أعرف اللّه، «للاّ خديجة» وحدها... وحدها علمتني اللّه. * الطالب: مهدي عليمي (سبيطلة) ------------------------------------- **أأعماك الحقد؟ أأعماك الحقد أم ذهب بعينيك فاعدمت أحلى الذكريات أنسيت إني من زرع الورود على وجنتيك لما اغتلت في قلبي أحلى الأمنيات أنسيت أني من سقى الثراء بدمائه تحت قدميك أنسيت اني أقبرت أيامي لتحيا لياليك قولي تكلمي لا تصمتي هل ألجم الحقد شفتيك فهدمت معبد الحب عمدا براحتيك لا لن يحيي الندم أشواقا أقبرتها بيدك وان سالت دماء بدل الدمع من عينيك. إنسي خصامنا خلافاتنا واذكري أحلى الأمسيات افتحي ذراعيك للهوى لا تصدي كلماتي لا تقتلي الحب حقدا وعنادا اقتربي لا تخشي الغرق ان ركبت موج الهوى والغرام فشطآن قلبي مرافئ ومنارة للعشاق اتكئي هنا بلّلي بدموعك صدري ذوبي وذوبيني في عناق لا يعرف حدّا لتحملنا آهاتنا وزفراتنا إلى ما وراء الغيوم والبحر ارمي حقدك من على أكتافي فما حقدت عليك يوما رغم الاختلاف. * رضا العرقوبي (تونس) ------------------------------------- **ردود سريعة * السيد العوني القيروان «شكوى النّفس» فيها ومضات شعرية جميلة ننتظر منك نصوصا أخرى. * عاشق الليل سوسة «خبر عاجل» تكشف عن نفس شعري ننتظر منك نصوصا أخرى أكثر تماسكا ونضجا. * لطفي حرّار مساكن ننتظر منك نصوصا جديدة. دمت صديقا لواحة الابداع. * إيناس فرحات شربان ننتظر منك خواطر أخرى، بامكانك المحافظة على هواية الكتابة حتى وان كنت في شعبة اقتصادية.