مع انطلاق موسم الزراعات الكبرى، تسجل ولاية منوبة نقصا في حاجتها من البذور وخاصة من البذور الممتازة، حيث برمجت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية حوالي 17 ألف قنطار من البذور الممتازة لتأمين حاجيات الفلاحين، غير أنه لم يتم تمكين الجهة سوى من 8300 قنطار وزعت نسبة 82 بالمائة منها، حسب ما أفاد به، اليوم الاحد، المندوب الجهوي للفلاحة بمنوبة الهادي الحمروني. وأوضح المندوب، في تصريح ل(وات)، أن حاجيات ولاية منوبة من البذور تستوجب زيادة كميات إضافية في حدود 3000 قنطار للاستجابة للطلبات المتأكدة للموسم الفلاحي 2017-2018، والتي ما فتئت تتزايد خاصة على الاصناف المحلية من القمح على غرار معالي، وكريم، ورزاق، ونصر، وخيار، ثم ام ربيع، فضلا عن شعير الريحان، والتي تعد كلّها من أجود الأنواع الملائمة لمناخ و تربة الولاية . وأضاف أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية برمجت خلال هذا الموسم زراعة 37 ألف هكتار من الحبوب، منها 16 ألفا و700 هكتار قمح، كما تمت برمجة 24 ألف هكتار للمداواة ضد الأعشاب الضارة، و16 ألف هكتار للمداواة ضد الأمراض الفطرية، إلى جانب برمجة 2200 هكتار من البقول الجافة الخريفية، إضافة الى 14 ألف هكتار من الأعلاف الخريفية. وقد أثّر هذا النقص على مستوى مراكز تجميع الحبوب وبيع البذور بالجهة والشركات التعاونية، على الانطلاق في البذر وافتتاح موسم الزراعات الكبرى، وأثار تشكيات فلاحي ولاية منوبة والوافدين إلى هذه المراكز من ولايات أخرى على غرار ولايتي نابل والقصرين، والذين التقوا والي منوبة، احمد السماوي، ورئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، وممثلي المندوبية الجهوية للفلاحة خلال زيارة ميدانية نهاية الاسبوع للشركة التعاونية للبذور " كوسام"، ومراكز تجميع الحبوب وبيع البذور بالجهة، وذلك في إطار متابعة انطلاق موسم الزراعات الكبرى، والوقوف على جملة الإشكاليات المسجلة، والصعوبات التي تواجه عملية انطلاق موسم الحبوب، ولتثمين كميات الأمطار التي شهدتها ولاية منوبة خلال الفترة الأخيرة. ومن جانبه، بيّن رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري بمنوبة ، فخر الدين ترجمان، لدى مواكبته المتابعة الميدانية، في تصريح ل(وات)، أن الوزارة تأخرت هذه السنة في آجال إعداد البذور للتحاليل، مما أدى الى تسجيل نقص كبير في مراكز التزويد، خاصة أمام إقبال فلاحي الجهة على البذور، مشيرا الى أن ولايات أخرى تعاني نفس الاشكال وقد التجأ فلاحوها الى ولاية منوبة. وأوضح، في الاطار، أن النقص في البذور يؤثر سلبا على عملية التنبيت وحجم الصابة، ويكلّف الفلاح أضرارا، ويؤدي الى الاستعمال العشوائي للبذور وخاصة المورّدة، دون وعي بنوعية هذه البذور وتأثيراتها المباشرة على الإنتاجية والمردودية المنتظرة منها.