تورط شاب في مقتبل العمر في قضية تهديد مؤجريه التونسي والأجنبي بالقتل، فمثل مؤخرا أمام الدائرة الجناحية بمحكمة بن عروس الابتدائية لمقاضاته بتهمة التهديد بما يوجب عقابا جنائيا. وقد جاء في ملف القضية أن الشاب كان يعمل في مؤسسة قطاع خاص منذ مدة قبل أن يطرأ خلافبينه وبين مؤجره التونسي بدأ بمشادة كلامية وتطور الى تشابك بالأيدي وانتهى لفائدة المتهم الذي أشبع مؤجره ضربا فوجد نفسه، مطرودا من عمله ليواجه مصيرا لم يكن ينتظره خاصة ون الظرف لم يكن مناسبا، فقد كان الشاب يستعد للزواج والوقت يحاصره وموعد الفرح يدنو مع كل انبلاج فجر جديد، فتزيد الهواجس في محنته وتذكّره بأن كاهله مثقل بكمبيالات أمضاها وقد اقتربت آجال سدادها ولكنه فقد الدخل والمورد وربما تعكرت الأحوال أكثر اذا لم يستعد عمله في أقرب الآجال. سأقتلكما... شكرا! سعى المتهم الى المصالحة مع مؤجريه بطرق شتى ولكنه لاقى الرفض القاطع... فغيّر أسلوبه وعمد الى محاولة الضغط على مؤجريه التونسي والايطالي من خلال كتابته لرسالتين، احداهما بالفرنسية والأخرى بالعربية، ضمّنهما تهديدا لهما بالقتل اذا لم تقع اعادته الى سابق عمله في أجل حدده لهما، ولم ينس الشاب تحذير مؤجريه من مغبّة ملاحقته قانونيا لأن له حسب زعمه، 6 أشخاص مستعدين للثأر له، كما لم يفته تذكيرهما بأن الطريق التي يسلكانها للعودة الى بيتيهما طويلة وبالتالي فإمكانية التعرض الى حوادث مرور ومخاطر أخرى متوفرة وجائزة.. وفي النهاية ذيّل المتهم الرسالتين باسمه وعنوانه، الكامل ورقم هاتف شقيقته ليسهّل عليهما مهمة الاتصال به واعلامه بقرار إعادته الى عمله وختم رسالتي التهديد بشكر مؤجريه..! سذاجة أم بطولة أثناء المحاكمة تساءل القاضي حول شخصية المتهم الماثل أمام الهيئة، محاولا استقراء تركيبته التي تمتزج فيها السذاجة بما أسماه القاضي «البطولة». وقد تطرق لسان الدفاع في مداخلته الى الضغوط النفسية التي عاشها موكله خلال مدة فصله عن العمل، نافيا عنه اتهامه بمشاهدة الأفلام واقتباسه منها لطريقة التهديد فأوضح أن رسائل الأفلام يقع اللجوء فيها الى اقتطاع الاحرف المكونة للنص من الجرائد والمجلات وهو ما لم يفعله المتهم، كما أشار المحامي الى غياب الركن المعنوي للجريمة (قصد القتل) رغم توفر الركن المادي (الرسالتين) وبرّر ذلك بأن منوبه سعى فقط الى الضغط على مؤجريه لاستعادة عمله، كما أن ادعاءه بوجود 6 أشخاص معه هو من وحي خياله ولا صلة له بالواقع وطلب على هذا الأساس تبرئة منوبه وفي أقصى الحالات التخفيف في العقوبة. أرجأت المحكمة النظر في القضية الى جلسة لاحقة.