دعت الحكومة الإسرائيلية نشطاء المنظمات اليهودية الأمريكية بعدم القيام بأي عمل سياسي ضد مصر حماية للعلاقات الأمنية الإسرائيلية المتطورة مع مصر في أعقاب قبول مصر بدور أمني في قطاع غزة. وذكرت صحيفة فوروورد اليهودية الأمريكية أن الطلب الإسرائيلي للمنظمات اليهودية في واشنطن جاء بعد أيام من مكالمة هاتفية بين رئيس حكومة الكيان الصهيوني أرييل شارون مع الرئيس المصري حسني مبارك يوم الحادي والثلاثين من شهر ماي اتفقا خلالها على خطة عامة لاشتراك مصر في جهود ضبط الوضع الأمني في غزة في الوقت الذي تستعد فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من المنطقة. وقد أظهرت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى القاهرة الأسبوع الماضي حدوث المزيد من التقدم بين الجانبين المصريوالإسرائيلي. ورغم رغبة شارون في تجنب إحراج الرئيس مبارك، فإن لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأمريكي الذي يحظى أنصار إسرائيل بنفوذ داخله ستعقد جلستي استماع هذا الأسبع للتعامل مع نقاط خلاف بين واشنطنوالقاهرة، حيث من المتوقع كما يقول موظفون في الكونغرس الأمريكي أن يوجه نواب أمريكيون انتقادات قوية لمصر. وكانت المنظمات اليهودية الأمريكية تأمل باستخدام جلستي الاستماع للتركيز على فشل مصر في منع تهريب الأسلحة عبر حدودها مع قطاع غزة إلى المقاومين الفلسطينيين. وبموجب صفقة تم التوصل إليها الأسبوع الماضي خلال زيارة شالوم للقاهرة فإن نحو 150 موظفا أمنيا مصريا سيأتون إلى غزة في الأسابيع القليلة المقبلة لتدريب وإعادة بناء جهاز الأمن الفلسطيني، فيما ستنشر مصر نحو 130 شرطيا على الجانب المصري من الحدود مع فلسطينالمحتلة قرب منطقة رفح للمساعدة في منع تهريب الأسلحة إلى منظمات المقاومة الفلسطينية. واتفقت مصر وإسرائيل لأول مرة على تشكيل لجنة ثنائية لتسوية قضايا النزاع بينهما. من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تلعب دورا ملومسا في الضغط على حكومة شارون لتنفيذ تعهدها بالانسحاب من قطاع غزة وقالت هذه المصادر أن مسؤولين كبارا في البنتاغون حثوا نظراءهم الإسرائيليين عدة مرات خلال الشهر الماضي، على الضغط داخل الحكومة الإسرائيلية لدعم خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. وأوضحت المصادر ذاتها أن المسؤولين الأمريكيين استخدموا الاجتماع السنوي للحوار الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي في إطار «المجموعة الاستشارية لسياسة الدفاع» الذي عقد يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من شهر ماي الماضي في تل أبيب. وقال مسؤولون أن وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية دوغلاس فيث ضغط على وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز لضمان إقرار الحكومة الإسرائيلية لخطة شارون، حيث تساءل فيث في معرض حديثه مع موفاز حول المدى الذي سيبقى فيه وزراء الحكومة الإسرائيلية يناقشون خطة شارون. كما أن نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز أثار هو الآخر أيضا خطة شارون في محادثات مع مسؤولين إسرائيليين كبار خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أكد اهتمام الولاياتالمتحدة في رؤية تطبيق خطة شارون كعامل استقرار في المنطقة ولإنجاح الاستراتيجية الأمريكية في العراق.