تونس- الشروق أون لاين - عبد الجليل بن جدو: يتواصل إلى غاية 30 ديسمبر الجاري برواق الفنون الهادي التركي بسيدي بوسعيد المعرض الشخصي للفنّان التشكيلي وليد شقراي أصيل جهة غمراسن وذلك تحت عنوان "ذاكرة" ويتضمّن المعرض 69 لوحة فنيّة تمثّل باقة مختارة من لوحاته الزيتيّة والمائيّة بقديمها وجديدها والخاصّة بالثلاثة سنوات الأخيرة وذات أحجام ومواضيع تستندّ إلى رؤى وتقنيّات متنوّعة يبرز فيها البحث والتّجديد الابداعي الشبابي. وذلك ضمن خُصوبة الخيال الفني التي طوّعها الفنّان وليد شقواي ليرسم عبرها عُمق أحاسيسه وارتباطاته الانسانيّة في تفاعل وتحكّم في الخطوط اللّينة التي كساها بجملة من الألوان الحيّة كالأحمر والبرتقالي والأزرق والبنيّ وغيرها بعيدا عن الألوان الدّاكنة ضمن ابتكاره لأبعاد جديدة للصّورة من خلال مزجه بين الفنّ الواقعي والتجريدي في تجاوز لبداياته التي قامت على الواقع الكلاسيكي. والفنان وليد شقراي كان وفيّا في أعماله لشذرات من هويّته "الامازيغيّة" وعبقها التاريخي من خلال لوحات المرأة الأمازيغيّة "الهدوء" – خصوصيّة اللّباس - الجمال النسوي البربري - مطماطة القديمة وجربة في ذاكرتي. وأيضا منخرطا في روح التّراث الثقافي الوطني بمختلف مكوّناته بالعودة لذاكرة العادات والتقاليد والحرف اليدويّة والحياة اليوميّة على غرار لوحات الوشم – بائع المشموم – الحداد والاسكافي وكذلك ابراز الابعاد المعماريّة كلوحات قصر الجم – معمار – القصور العتيقة – تطاوين – سوسةوتونسالمدينة العتيقة وآثار كسرى والتي طبعها الفنان وليد شقراي ببصمة فنيّة فيها الكثير من الحنين للأصالة ولخصائص رسائلها ضمن لوحات اشتغل عليها بشاعريّة الحكايّة وبهاء الرّسم ففاح عبير سحر الألوان التي تحكّم فيها بدقّة. وشكّلت لوحاته ابداعا جماليا أشعّ في فضاء الرواق ولفت انتباه زائري الضاحيّة الشماليّة وسيّاحها من الداخل والخارج إلى جانب التلامذة والطلبة والمهتمين خصوصا. ووجبت الاشارة إلى أن هذا المعرض هو الخامس في المسيرة الفنيّة للشاب وليد شقراي (39 سنة) والتي انطلقت منذ سنة 2010 وهو بالأساس فنّان عصامي البدايات والهوايات وخريج المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيا التصميم بتونس (مهندس داخلي) وهذا التخصّص المهني لم يمنعه من صقل موهبته وقدراته الفنيّة بإرادة المُداومة والبحث بدعم من زوجته خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس والتي مكّنته من تطوير تقنياته وألوانه.