اتهم أكراد العراق الولاياتالمتحدة بخذلانهم بعد رفضها مؤخرا تلبية مطالبهم المتمثلة في ادراج الدستور العراقي المؤقت في قرار مجلس الامن الدولي. وأعرب الاكراد بالخصوص عن اعتقادهم بأن علاقتهم مع امريكا كانت قائمة على «رمال متحركة» بعد تراجع واشنطن عن وعودها لهم قبل الحرب الاخيرة على العراق. وكانت الولاياتالمتحدة قد تعاملت مع الاكراد في شمال العراق قبل الحرب على العراق باعتبارهم من اقرب حلفائها. لكن العلاقة بين الجانبين بلغت الان مرحلة «صعبة» بعد رفض ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش مطالباالاكراد المتمثلة في ادراج الدستور العراقي المؤقت في قرار مجلس الامن الدولي الذي يعتبرونه ضامنا لحقوقهم وقد «صدم» هذا الموقف الامريكي اكراد العراق الذين هددوا بالانسحاب من الحكومة في حال لم يتم ادراج الدستور العراقي المؤقت مرّة اخرى خلال العام المقبل. وقد وصل الامر ببعض القيادات الكردية الى حد اتهام الولاياتالمتحدة بخيانتهم. وقال مسؤول كردي رفيع المستوى «نحن لم نتعرض فقط للخديعة من قبل الامريكيين بل هم يغيرون موقفهم تجاهنا من يوم لاخر من دون التركيز على استراتيجية حقيقية في العراق. وأضاف المسؤول ذاته الذي لم يتم الكشف عن اسمه «هناك قدر من سوء الادارة وعدم الكفاءة مما قد يثير كثيرا من الاستغراب». لكن المسؤولين الامريكيين يرون انه من غير الممكن بالنسبة اليهم أن يتم قبول مطالب الاكراد على حساب مطالب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي أصرّ على عدم ادراج الدستور العراقي المؤقت في القرار الاممي. ويقول مسؤولون في الادارة الامريكية انهم لا يمتلكون خيارا اخر سوى الالتزام بما يمليه السيستاني الذي له ثقل كبير في الوسط العراقي. وقال نوح فيلدمان استاذ القانون في جامعة نيويورك «الاكراد يقولون لنا نحن حلفاؤكم الحقيقيون، الناس الوحيدون الذين يحبونكم ويحترمون قيمكم حقا... صحيح نحن نتفهم مطالب الاكراد»... لكن اذا وضع السيستاني ا سمه على رسالة الى الاممالمتحدة طالبا فيها ان تسير الامور التي يشاؤها فنحن لن نقف ضد ذلك. وأضاف بصراحة تشعر الولاياتالمتحدة بنوع من الخوف من السيستاني. وقال لاري دايموند، المستشار السابق لقوات الاحتلال في العراق، ان المشكلة لا تنبع من موقف السيستاني بل من طلب الاكراد الاصلي المتمثل في التمتع بحق فرض «فيتو» على اي دستور عراقي قادم. وتابع المسؤول الامريكي قوله «أنا متعاطف كثيرا مع مخاوف الاكراد... لكني اعتقد ان مطالبهم تجاوزت الحدود في هذه المفاوضات».