شنت منظمة حقوقية أمريكية هجوما شديد اللهجة على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤكدة ان التنكيل بالاسرى العراقيين وتعذيبهم وامتهان كرامتهم ليس سوى نتيجة متوقعة لسياسات هذه الادارة، بينما أكدت مسؤولة المعتقلات في العراق وجود أوامر من جهات عليا بمعاملة الاسرى العراقيين «مثل الكلاب» للسيطرة عليهم. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية في تقرير لها ان «ما كابده السجناء العراقيون من التعذيب وسوء المعاملة في سجن أبوغريب كان هو النتيجة المتوقعة لقرار ادارة بوش بالتلاعب بالقانون الدولي وشن الحرب على العراق. **انتقادات والتقرير الذي يقع في 28 صفحة والصادر تحت عنوان «الطريق الى أبو غريب» يبحث كيف عمدت ادارة بوش الي «انتهاج سياسة تبيح استخدام أساليب غير قانونية للاستجواب ثم ظلت تتستر على بلاغات التعذيب وغيره من صنوف سوء المعاملة على أيدي القوات الأمريكية». وأكد كنيت روث المدير التنفيذي للمنظمة ان «أهوال أبو غريب» لم تكن أفعالا فردية اقترفها الجنود فحسب بل ان ما جرى نشأ عن قرارات اتخذتها ادارة بوش». وأوضح تقرير المنظمة ان سياسات الادارة الامريكية هيأت المناخ لما حدث في سجن أبو غريب. من ثلاث نواح بأن أباحت لنفسها منذ 11 سبتمبر 2001 التلاعب بالقانون الدولي واهمال اتفاقيات جنيف باعتبارها اتفاقيات بالية. وأما الناحية الثانية فهي استخدام الولاياتالمتحدة أساليب قهرية لانزال صنوف الالم والاذلال بالمعتقلين بغية اضعاف معنوياتهم تمهيدا لاستجوابهم، وشملت هذه الأساليب ارغام المعتقلين على البقاء في أوضاع مجهدة ومؤلمة وحرمانهم من النوم وتعريضهم لأقصى درجات الحرارة والبرودة والضوضاء وتغطية رؤوسهم واحتجازهم عراة». وأما الناحية الثالثة فهي تجاهل ادارة بوش لما جرى حتى بعد نشر الصور الفوتوغرافية وسلوكها مسلك من يصر على انه «لم ير سوءا ولم يسمع بسوء». وذكرت المنظمة بأن «مثل هذه الأساليب محظورة بموجب النصوص التي تحرم التعذيب وغيره من صنوف المعاملة القاسية او اللاانسانية او المهينة التي وردت في القانون الانساني الدولي. **... مثل الكلاب ورغم اصرار ادارة بوش على ان ما جرى في أبو غريب نفذته فئة محدودة من الجيش الامريكي فإن مسؤولة المعتقلات في العراق سابقا أكدت وجود أوامر من جهات عليا بمعاملة العراقيين بشكل مهين من اجل السيطرة عليهم. وقالت الجنرال جانيس كاربينسكي القائدة السابقة للواء 800 في الشرطة العسكرية الامريكية ان التعليمات التي أعطاها الجنرال جيفري ميللر المسؤول عن مجمل سجون قوات الاحتلال في العراق كانت بمعاملة الاسرى العراقيين «مثل الكلاب». أضافت كاربينسكي التي كانت مسؤولة عن 16 معسكرا اعتقال للجيش الامريكي في العراق ومن بينها سجن أبو غريب «كان يقول لنا انه يجب معاملتهم كالكلاب وانه في حال جعلناهم يعتقدون للخطة انهم غير ذلك لن يكون باستطاعتنا السيطرة عليهم». وأشارت كاربينسكي الى ان «المركز الذي كانت تجري فيه عمليات استجواب الاسرى كان تحت قيادة منفصلة». وكانت كاربينسكي عزلت من منصبها كقائدة للواء 800 في الشرطة العسكرية نهاية ماي الماضي في انتظار استكمال التحقيقات حول التجاوزات بحق الأسرى العراقيين. لكن عملية التحقيق تعطلت بسبب فقدان وثائق مهمة في هذا الشأن. وصرحت مصادر مطلعة في الكونغرس الامريكي بأن وزارة الدفاع الامريكية لم تقدم نسخة كاملة للتحقيقات الاولية التي أجرتها بشأن الانتهاكات التي تعرض لها السجناء في أبو غريب. وقد اكتشف مسؤولون في الكونغرس منذ ثلاثة أسابيع ان نسخة التقرير الذي أعده انطونيو تاغوبا بشأن تعذيب العراقيين داخل المعتقلات والذي قدم الى الكونغرس مؤخرا ينقصه نحو 2000 صفحة من الوثائق الهامة غير ان البنتاغون بررت ذلك بأن الوثائق فقدت عن غير قصد. ومنبين الوثائق المفقودة تقارير عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر.