ألقى محققو فرقة الشرطة العدلية بأريانة مؤخرا القبض على كهل يعمل سائقا لدى شركة عقارية بعد تورطه في سرقة أجور العمال التابعين لها بولاية سليانة والتي تقدر ب39 ألف دينار. وبالعودة الى الأطوار تبين أن كهلا يقيم بولاية أريانة وتجاوز العقد الرابع من العمر يعمل سائقا لدى شركة عقارية بالمكان منذ مدة طويلة. وفي يوم الواقعة طلب منه أحد رؤسائه أن يصطحب القابض الى ولاية سليانة حيث سيسلما أجور العمل بإحدى حظائر البناء. فتوجها الى أحد الفروع البنكية وسحب القابض مبلغا قدره 39 ألف دينار وتوجها نحو المكان المقصود. وأثناء السير تجاذبا أطراف الحديث حتى خطرت ببال السائق فكرة الاستيلاء على تلك الأموال فظلّ يفكر في الطريقة التي تمكنه من ذلك الى أن توصل الى ما كان ينشده. فلدى وصولهما الى مدينة الفحص (ولاية زغوان) طلب من زميله القابض أن يأخذا نصيبا من الراحة ويتناولا لمجة. فاستحسن مرافقه الفكرة وترجلا الى أحد المطاعم بالمكان وشرعا في الأكل وفي الأثناء تظاهر السائق بالمرض وذكر لصديقه أنه يشكو من أوجاع في معدته وأخبره أنه سينتظره داخل السيارة لكنه شغل محركها وقادها بسرعة فائقة دون أن يبالي بنداء صديقه وقبل وصوله الى مشارف مدينة سليانة ترجل وترك السيارة في مكان خال واستقلّ سيارة أجرة وتوجه بالمبلغ المالي الى بوعرادة (ولاية سليانة) وعند وصوله اتجه الى أحد المقاهي وظل يفكر في ما عساه أن يفعل بالأموال وفجأة لمح دراجة عادية راسية أمامه فركبها واتجه بها نحو العاصمة. ولما وصل قابل أخاه وسلمه 3 آلاف دينار ليوصلها الى عائلته وأخبره أنه سيتغيب مدة زمنية. وفي المقابل كان القابض قد اتصل برؤسائه في العمل وأخبرهم بما حصل فاتصلوا بأعوان الشرطة العدلية بأريانة الذين تعهدوا بالبحث في الموضوع. وقد توجه الأعوان الى مقر اقامة المشبوه فيه حيث أعلمتهم زوجته أنه متغيب منذ يومين وأنها تسلمت من شقيقه مبلغا ماليا فتحول الأعوان الى شقيقه الذي لم يكن يعلم بما حصل وطلبوا منه أن يساعدهم على إكمال مهامهم كي لا يواصل أخوه تبذير بقية الأموال. فاتصل به وأخبره أن أمرا طارئا حصل في منزله وطلب حضوره في الحال. ولما حضر وجد الأعوان بانتظاره فاقتادوه الى المقر الأمني واستجوبوه فذكر أمام الباحث أنه مازال يحوز مبلاغا قدره 35 ألف دينار وأنه بعث ب3 آلاف دينار الى عائلته في حين أنفق ألف دينار لحسابه الخاص. كما أضاف أنه أقدم على فعلته بسبب الضائقة المالية التي يمرّ بها، وعلى اثر ختم الأبحاث تمّ تحرير محضر في الشأن وإيداع الكهل السجن في انتظار تقديمه للمحاكمة.