قال رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، لدى افتتاحه مساء اليوم الأربعاء، فعاليات الزيارة السنوية للغريبة بمنطقة الرياض بجربة، "إن تونس توجه رسالة قوية للعالم في تعايش الأديان"، معتبرا أنها "رسالة حب وسلام من جربة وتونس، أرض التسامح والسلام". وأضاف الشاهد أن تجربة التعايش هذه "فريدة ووحيدة في العالم، أين تتعايش كل الأديان ويحترم الآخر وهو منهج ستواصل على دربه تونس"، ملاحظا في تصريح إعلامي أن "تونس بلد 3000 سنة من الحضارة، منفتحة على الآخر وهي أيضا بلد سياحي وأمن"، بذلت فيه الحكومة "جهودا من أجل عودة الأمن واستثمرت في تكوين الأمنيين، مما حقق النتائج الراهنة. واستقبل معبد الغريبة اليهودي اليوم الأربعاء وهو يحتفل بزيارته السنوية، زوارا كثيرين، بلغ عددهم حوالي ألفي زائر، خلال اليوم الأول، وفق رينيه الطرابلسي، متعهد رحلات الغريبة، إلى جانب حضور أعضاء في الحكومة وشخصيات من ممثلي البعثات الدبلوماسية في تونس، أجمعوا على رمزية هذه المناسبة وعمق دلالاتها وثراء أبعادها. وقد اعتبر وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم، أن "رمزية هذه المناسبة تكمن في ذلك التعايش السلمي الفريد للأديان وهو جوهر الدين الإسلامي، دين التسامح والتعايش والوسطية والاعتدال قائلا في هذا الصدد: "إن الأديان تجمع ولا تفرّق". من جهتها أكدت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية، سلمى اللومي الرقيق، "الارتباط الوثيق بين نجاح الغريبة ونجاح الموسم السياحي"، مشيرة إلى أن زيارة الغريبة، "مناسبة مهمة تؤشر للموسم السياحي وهي فرصة متميزة لتكريس قيم التسامح والتعايش بين الأديان والعيش بسلام على أرض تونس المتسامحة والمنفتحة". وأضافت أن تونس ثبتت هذه القيم والمبادئ في دستورها لتحافظ على نهج التسامح واحترام الديانات ورعايتها، مشيرة إلى تواصل العمل على دراسة إحداث متحف للتراث اليهودي كجزء من الموروث التونسي. من جهته أبرز عبد الفتاح مورو، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، "عراقة تاريخ تونس في التعايش بين الأديان، دونما خلاف أو اختلاف" قائلا إن كل أبناء تونس "يجتمعون على أرض واحدة ووطن واحد ومصير واحد". أما سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس، دانيال روبنستين، فوصف زيارة الغريبة ب"الحدث المهم في المشهدْ الثقافي والاجتماعي التونسي"، ملاحظا أن من حق الشعب التونسي أن يكون فخورا بهذا التنوع الديني والتعايش بين الأديان ومعربا عن فخره لحضور "هذا الحدث الثقافي التونسي الأصيل والمهم". وثمّن كبير أحبار تونس، حايم بيتان، الاهتمام "الرسمي" بالغريبة والذي قال إنه "يجسد روح التسامح والتعايش والتآخي التي عرفت بها تونس"، مبرزا أهمية هذه المناسبة في لقاء الزوار من مختلف البلدان والأديان. وتتواصل يوم غد الخميس فعاليات الزيارة السنوية للغريبة، بتواصل وصول وفود أجنبية ومنها كبير أحبار موسكو وكبير أحبار لندن وكبير أحبار باريس، إلى جانب شخصيات وزوار من عديد البلدان، وسط توقعات ببلوغ عدد الزائرين 5000 زائر، بزيادة قدرت بحوالي 2000 زائر مقارنة بالسنة الماضية (2017)، "في مؤشر لاستعادة الغريبة لمسارها الحقيقي"، وفق بيريز الطرابلسي، رئيس هيئة الغريبة الذي ثمن "مناخ الأمن والاستقرار في البلاد، كعامل أساسي لعودة زيارة الغريبة لسالف عهدها.
