وضعت ادارة ايام قرطاج المسرحية ضمن برمجتها الخاصة باحتفالات عشرينية المهرجان، معرضا للصور الفوتوغرافية والمعلقات تروى مسيرة المهرجان منذ تأسيسه عام 1983. الفكرة جيدة، باعتبار انه من خلال هذا المعرض يمكن ان يأخذ ضيوف تونس والمهتمين بشؤون المسرح، ومنهم طلبة المعهد العالي للفنون الدرامية، فكرة عن المراحل التي مرّ بها المهرجان، المعرض اراده المشرفون على حظوظ الدورة الحادية عشرة لايام قرطاج المسرحية ان يكون ذاكرة المهرجان. مضمون لكن المتتبع لمضمون المعرض يلاحظ ان هذه الذاكرة مثقوبة، وان محتوياته لا تعطي صورة كاملة وحقيقية عن تاريخ هذه التظاهرة. أول الملاحظات تتعلق بغياب المسرحي المنصف السويسي في هذا المعرض فباستثناء معلّقة لمسرحيته »من اين هذه البلية« و»يا ثروة في خيالي«، لا نجد اثرا للسويسي مع انه مؤسس هذه التظاهرة وأول مديرا لها، وأشرف على ادارة خمس دورات، أي نصف دورات المهرجان... فهل يمكن الحديث عن ايام قرطاج المسرحية دون الحديث عن المسرحي المنصف السويسي؟ غياب السويسي في هذا المعرض لا يشمل شخصه فقط، بل ايضا جل الاعمال التي انتجت في عهده وقدمت في دورات سابقة لايام قرطاج المسرحية. اسهامات وليس السويسي الوحيد المتغيب في هذا المعرض، بل ان ابرز الوجوه المسرحية غير موجودة مثل الفاضل الجعايبي وجليلة بكار وتوفيق الجبالي والبشير الدريسي وكمال العلاوي وعبد الغني بن طارة والمنجي بن ابراهيم. كل هؤلاء كانت لهم اسهاماتهم في ترسيخ اقدام ا يام قرطاج المسرحية، وصنع مجدها وشهرتها، ولولا هؤلاء وغيرهم من المسرحيين الذين تجاهلهم المعرض، والذين أثروا الساحة المسرحية بصفة عامة، وكانوا دعامة لايام قرطاج لما استمر المهرجان وحقق هذا الاشعاع العربي والافريقي وحتى الدولي. فلماذا تم تجاهل كل هؤلاء المسرحيين؟! البعض رأى في العملية اقصاء وتهميشا ونرجو ان لا يكون هذا القول صحيحا، وان هذا الغياب لا يعدو ان يكون سهوا فقط، لأن الاقصاء لا يخدم المسرح التونسي ولا يخدم ايام قرطاج المسرحية، فالمسرح والمهرجان بلا رجاله لا يمثل شيئا.