بدأت إدارة المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف برمجة العروض التي أنتجها المركز في المهرجانات الصيفية وقد كان نصيب الأسد لحدّ الآن لعرض «المنسيات» الذي سيعرض في 25 مهرجانا في صوّاف وسيدي بوزيد ومنوبة ودقة وطبرقة وسبيطلة والقصور والقلعة الخصبة وقصر هلال وسليانة والقيروان وعقارب والكريب وبومخلوف وسوسة في أربعة عروض وبلطة والطويرف وجربة وصيادة وطبربة وسبيبة والمحمدية الخ.. هذا لعرض مازال مطلوبا رغم أنه يعرض للعام الرابع على التوالي وهو ما يطرح مجموعة من الملاحظات. نجاح «المنسيات» لم يكن صدفة فرغم ان الأغاني التي تعرض في «المنسيات» من أعماق تراث الكاف إلا أن الرؤية الاخراجية والسينوغرافيا والاطار الذي قدمت فيه مكّن الجمهور من متعة الفرجة وليس متعة الاستماع فقط، ذلك ان الأسعد بن عبد اللّه قدّم هذه الأغاني التي سبق لآخرين من فناني الكاف تقديم جزء منها برؤية مسرحية ركّزت على المشهد وليس على الغناء فقط إلى جانب الاستفادة من خبرة الهادي بن صالح الذي كانت لمساته واضحة في «المنسيات» ولكن لا أعتقد أنها كانت ستكون بارزة لولا القالب المسرحي الذي قدمت فيه الأغاني وهو القالب الذي صاغه الأسعد بن عبد اللّه مع المخرجة الفرنسية كريستين ديبوا. فلأول مرة يقدم عرض فرجوي في هذه الضخامة في هذه السلسلة من العروض التي ناهزت المائتين إذ اعتدنا أن نشاهد العروض الضخمة مثل النوبة والحضرة في عدد محدود من العروض لكن «المنسيات» كسّرت القاعدة، ويذكر ان المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف يقدّم عروضا أخرى في المهرجانات مثل «فوتوكوبي» و»شخوص» لعلي الخميري و»الشجرة الطيبة» لفرحات الجديد. فبعد أربع سنوات من تولي الأسعد بن عبد اللّه إدارة المركز نستطيع أن نقول انه استطاع أن ينجح في هذه التجربة سواء في عدد الأعمال التي أنتجت في المركز أو تنوعها بين الشعبي والتجريب والأطفال أو التوزيع إذ أصبح المركز حاضرا في المهرجانات بكثافة وهو ما مكنه من تنمية موارده المالية حتى يواجه تكلفة الانتاج.