مرّة أخرى يظهر المنتخب في ثوب بال لا يليق ببطل افريقيا ورحلته الى غينيا عاد منها مرة أخرى بأكثر من سؤال سواء حول الاداء او التخطيط او نوعية اللعب واحقية المنافسة على ورقة الترشح... رحلة اولى للمدرب لومار عاد منها بهزيمة ضد منتخب لم يظهر بما يقنعنا انه غول يصعب هزمه... بل بالعكس لاح سهل الاختراق رغم انه يلعب على أرضه وامام جمهوره لكن اختيارات الاطار الفني سواء البشرية او الفنية جعلته يكسب ثلاث نقاط سيكون لها شأن كبير خاصة اذا ما تلهى منتخبنا بحساب نظيره المغربي فعندها سيتسلل بينهما المنتخب الغيني ليصنع الحدث. أكثر من ملاحظة بانت للعيان تتعلق بعدم قدرة بعض العناصر على التحسن منها بومنيجل الزيتوني براهم بن عاشور وتراجع اداء البعض الآخر مثل البوعزيزي بدرة الجعايدي وحقي... فيما تواصل الغموض حول حقيقة أداء البعض الثالث من الذين يظهرون «نارا» مع فرقهم ورمادا مع المنتخب من أمثال محمد الجديدي وجوهر المناري... وكل هذه المعطيات نضيف اليها سوء تقدير لومار لتكون النتيجة «عادية» جدا بهزيمة منطقية خارج الديار... اذ الى يوم الناس هذا لا يدري احد منّا سرّ اعتماد لومار على عناصر دون غيرها رغم فراغ جعبتها في الوقت الراهن... فقد يكون له عذره لفراغ الساحة من اللاعبين المهرة لكن لا نجد له اي عذر مثلا في الاعتماد على الحارس بومنيجل دون غيره... أو الزيتوني وبراهم في خطة «رأس حربة مزدوجة»... أو بتواجد البوعزيزي والمناري معا في نفس الامتار داخل الملعب بنفس الصفات والحركات والمهمات... وقد لا نجد له عذرا عندما يقول ان الغيابات اثرت على أداء المجموعة لانه في السابق كان يصرّ إلحاحا ان لاعبيه بنفس المستوى والمؤهلات. ملخص الحكاية ان المنتخب التونسي الذي أطل على العالم منذ أشهر بثوب مطرز بالرجولة والعطاء الغزير والآداء المقنع والرغبة في اعلاء راية الوطن... بدأ منذ أشهر (أيضا) يفقد هذه الصفات والخوف كل الخوف ان نكتفي بالمشاهدة بدعوى عدم التدخل في شؤون المدرب... فلا يجب ان ننسى ان هذا المدرب مهما علا شأنه سيغادر هذه البلاد... ولن يبقى غير منتخب هذا الوطن... وبالتالي علينا جميعا بإيقاف النزيف قبل فوات الاوان... **على جناح الألم كتونسي أتمنى ان يلعب «أولاد بلادي» في أعتى البطولات العالمية... لكن ان يتحدث هؤلاء عن العروض وهم أبعد ما يكون عنها فذلك لا يليق... اللهم الا اذا كانت عروضا مسرحية او لسهرة فنية شعبية... فليس بمثل هذه العروض الوهمية نعيد لبطل افريقيا هيبته القارية... * أبو نضال ----------------------------------------- الأرقام بعد الأقدام: عقدة كوناكري تتواصل تتواصل نهاية كل امتحان رسمي للمنتخب تعودنا الرجوع للماضي الذي يبقى من المراجع الاساسية والمحورية لفهم الحاضر ورصد المستقبل فماذا كشفت لنا مباراة غينيا؟ * الحقيقة الاولى تتمثل في انهزام منتخبنا لاول مرة خلال مقابلة رسمية مع لومار وفي أول رحلة مع هذا الممرن وهذا الجرد الكامل للامتحانات الرسمية مع لومار. تونس رواندا: 1/2 تونس الكونغو الديمقراطية: 0/3 تونس غينيا: 1/1 تونس السنغال: 0/1 تونس نيجيريا: 1/1 تونس المغرب: 1/2 تونس بوتسوانا: 1/4 غينيا تونس: 1/2 ونلاحظ أيضا أن شباكنا اهتزت لاول مرة في مناسبتين خلال مباراة رسمية واحدة مع لومار. ** هزيمة بعد 25 مقابلة * لم يعرف منتخبنا الوطني طعم الهزيمة في تصفيات المونديال منذ يوم 19 نوفمبر 1989 تاريخ فوز الكامرون على تونس 0/1 وهذه السلسلة الوردية بدأت مع تصفيات مونديال 94 مع مراد محجوب حيث فزنا ذهابا وإيابا على منتخب البينين 1/5 و0/5 وتعادلنا ذهابا وإيابا مع المغرب 1/1 و0/0 وانتصرنا على أثيوبيا 0/3 بتونس وتعادلنا بأديس أبابا 0/0. وكان مهر الترشح لمونديال فرنسا مع الممرن كاسبارتشاك 7 انتصارات وتعادل واحد إذ فزنا في الذهاب والاياب على ليبيريا 0/1 و0/2 وناميبيا 1/2 و0/4 ورواندا 1/3 و0/2 وتعادلنا مع مصر بالقاهرة 0/0 بعد فوزنا بتونس 0/1. وفي تصفيات مونديال كوريا واليابان لم نعرف أيضا الهزيمة خلال 10 مقابلات وهي كالتالي: تونس موريتانيا: 1/2 ثم 0/3 تونس الكوت ديفوار: 2/2 ثم 1/1 تونس الكونغو الديمقراطية: 0/6 ثم 0/3 تونس الكونغو برازافيل: 1/2 ثم 0/6 تونس مدغشقر: 0/1 ثم 0/2 وبعد 25 مباراة متتالية بلا هزائم قطع المنتخب الغيني هذه السلسلة الوردية وحكم علينا بالانهزام في تصفيات المونديال بعد 15 سنة. ** 23 مقابلة مع لومار * لعب منتخبنا الوطني بغينيا مقابلته رقم 23 مع الفرنسي لومار منها 8 رسمية (5 انتصارات وتعادلين وهزيمة) و15 ودية (8 انتصارات و3 هزائم و4 تعادلات وخلال هذه المسيرة سجلنا 30 هدفا مقابل اهتزاز شباكنا 19 مرة. ** عقدة كوناكري * لئن عاد الترشح لتونس في جميع المواجهات الرسمية أمام غينيا فإن منتخبنا الوطني تعاقد مع الهزائم كلما لعب بكوناكري وهذه مقابلاتنا الرسمية بغينيا في مختلف المسابقات: 5 جوان 1977: (تصفيات كأس العالم): غينيا تونس: 0/1 10 فيفري 1985 (تصفيات كأس العالم): غينيا تونس: 0/3 16 أكتوبر 1977 (تصفيات كأس افريقيا): غينيا تونس: 2/3 18 جانفي 1997 (تصفيات كأس افريقيا): غينيا تونس: 0/1 20 جوان 2004 (تصفيات كأس العالم): غينيا تونس: 1/2 وبذلك لعبنا 5 مقابلات بغينيا وكان محصولنا 5 هزائم ومع ذلك كان الترشح دوما لتونس. ** الهدف الخامس لبراهم * رغم بعض الانتقادات الموجهة لناجح براهم فإن هذا المهاجم يبقى أحسن هدّاف مع سانطوس في منتخب لومار برصيد 5 أهداف وهي كالتالي: 12 فيفري 2003: تونسالسويد: 0/1 (براهم) 30 أفريل 2003: تونس السينغال: 0/1 (براهم). 19 نوفمبر 2003: تونسجنوب افريقيا 0/2 (براهم العياري) 28 جانفي 2004: تونس الكونغو الديمقراطية: 0/3 (براهم ثنائية سانطوس) ** 69 مقابلة في التصفيات * منذ انخراطنا في المونديال لعبنا 69 مقابلة في تصفيات كأس العالم وأصبح في رصيدنا بعد مباراة غينيا 36 فوزا مع 17 تعادلا و16 هزيمة كما لعبنا 9 مقابلات في النهائيات وبذلك صار في حسابنا 78 مقابلة وفيها 37 فوزا و20 تعادلا و21 هزيمة. ** لقطات من التصفيات * في الدورة الفارطة من تصفيات كأس العالم تألق منتخبنا الوطني خارج تونس بشكل واضح حيث حقق 4 انتصارات أمام موريتانيا 1/2 والكونغو الديمقراطية 0/3 والكونغو برازافيل 1/2 ومدغشقر 0/2 وتعادل واحد أمام الكوت ديفوار 2/2. * أحسن هداف في تصفيات المونديال يبقى زبير بية برصيد 8 أهداف وأمام بعض اللاعبين فرصة للارتقاء في سلم الهدافين مثل علي الزيتوني (6) وزياد الجزيري (5) وعماد المهذبي وخالد بدرة (4). * في الدورة الفارطة من تصفيات المونديال حقق هجومنا أحسن محصول من الاهداف (28) خلال 10 مقابلات فهل ننسج على منواله؟ * أول فوز لمنتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم كان يوم 13 نوفمبر 1960 وفزنا على المغرب 1/2. * سبق لصقور قرطاج تسجيل 10 أهداف كاملة امام فريق واحد إذ فزنا في تصفيات مونديال 94 على منتخب البينين 1/5 و0/5. * خلال الدورة الفارطة حقق منتخبنا الوطني أثقل نتائج في تاريخه مع تصفيات المونديال حيث فاز على الكونغو الديمقراطية 0/6 وهزم الكونغو برازافيل بنفس النتيجة. * نجد في حساب المنتخب 11 ثنائية ويبقى الامتياز لبسام الجريدي وزبير بية برصيد ثنائيتين مع العلم وأن الثنائية الاخيرة سجلها كريم حي ضد منتخب بوتسوانا. * يوم 17 جانفي 1992 سجل هداف المنتخب فوزي الرويسي 3 أهداف في مرمى منتخب البينين وهي الثلاثية الوحيدة في رصيد لاعبينا خلال التصفيات. * المهاجم جمال ليمام يملك لوحده شرف التهديف في تصفيات 3 كؤوس عالمية (90 94 98).