أعلن أمس عن نتائج انتخابات العضوية بمجلس الهيئة الوطنية للمحامين والتي أفرزت فوز سبعة أعضاء من بين الخمسة وثلاثين مترشحا، وقد تميز المكتب الجديد بشدة الاختلافات داخله. وفيما تمكن ثلاثة أعضاء قدامى من المحافظة على عضويتهم، وهم الاساتذة سميرة كراولي وشرف الدين الظريف ومحمد جمور، فإن الاعضاء الاربعة المتبقين يتحمّلون المسؤولية في عضوية مجلس الهيئة للمرة الاولى، وقد أسفرت النتائج عن فوز الاساتذة عبد الرزاق الكيلاني وشوقي الطبيب وشرف الدين الظريف ب 788 صوتا لكل واحد منهم وبذلك يكونون قد تحصلوا على نفس عدد الاصوات بالمساواة بينهم، ثم الاساتذة يسر الشابي التي حصلت على 717 صوتا ثم الاستاذ الهادي التريكي ب 639 صوتا ثم الاستاذ محمد جمور الكاتب العام السابق لمجلس الهيئة ب 631 صوتا والاستاذة سميرة كراولي (أمين المال سابقا) والتي حصلت على ثقة 570 من زملائها. **جغرافية الاصوات حسب قراءة أولية لعملية التصويت التي بدا فيها منذ اللحظات الاولى لعملية الفرز استئثار الكيلاني والطبيب والظريف بأغلبية الاصوات الى أن تبيّن لاحقا تمكن يسر الشابي والهادي التريكي من اللحاق بركب الفائزين، فيما تواصل التشويق بخصوص المقعدين السادس والسابع التي تنافس عليها الاساتذة محمد جمور وسميرة كراولي وعزيز بن عزيزة ومنصور الجربي قبل أن يتأكد في اللحظات الاخيرة من الفرز فوز جمور وكراولي. وتشير عملية التصويت الى أن الطبيب والكيلاني وجدا الدعم من قبل نفس القاعدة الانتخابية فيما التقى الظريف ويسر الشابي والتريكي في كم آخر من الاصوات وخاصة أصوات التجمعيين مع وجود فارق بالنسبة الى يسر الشابي التي حصلت على أصوات مختلف تيارات ومكونات المهنة لتميزها بربط شبكة علاقات شخصية واسعة. أما جمور وكراولي فيبدو أن دعمهما من قبل أنصار العميد السابق كان الحاسم في وجودهما ضمن تشكيلة الهيئة الجديدة. **رهان الكتابة العامة حسب أسماء الاعضاء الجدد فإنه من المرجح أن يترشح كل من الكيلاني والظريف وجمور لمنصب الكتابة العامة فيما قد تتقدم يسر الشابي لمنافسة زميلتها سميرة كراولي على أمانة المال، ومن المتوقع أن يكون شوقي الطبيب مكلفا بالعلاقات الخارجية لخبرته الطويلة في مجال العمل الجمعياتي وترؤسه حاليا المنظمة العربية لشباب المحامين فضلا عن علاقاته الخارجية المتميزة مع جل هياكل المحاماة سواء على الصعيد العربي أو الدولي. وأمام حجم الاسماء التي اصبحت تشغل مقاعد مجلس الهيئة، واختلاف رؤاهم الفكرية والسياسية والمهنية... فإنه لن تكون مهمة العميد الجديد الاستاذ عبد الستار بن موسى يسيرة، رغم قدرته على تجميع الفرقاء مهما كانت اختلافاتهم، وهو ما ميز فترة رئاسته لفرع تونس للمحاماة. وعسر مهمة بن موسى ربما تتأتى من وجود عضو، كان رئيسا لجمعية الشبان، ونافسه في الدورة الثانية للانتخابات الماضية سنة 2001 على رئاسة الفرع، وهو الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني الذي يحظى باحترام وثقة المحامين خاصة أمام ما قدمه من أجل القضية العراقية لذلك فإنه في صورة فوز الكيلاني بمنصب الكتابة العامة، فإن مهمة العميد قد تشهد بعض العسر، وهو نفس الامر في حال كان جمور هو الكاتب العام للمرة الثانية، فالرجل مطلع بشكل دقيق وجيد بملفات وقضايا مهنته وتعامل معها في موقع المسؤولية والادارة المباشرة إلا أنه من الواضح ان له رؤية من جهة الاسلوب أو طريقة المعالجة قد يختلف فيها مع العميد الجديد الذي يريد تحيين وتطوير الملفات العالقة وإضفاء بصمته وبرنامجه الخاصين، اللذين تم انتخابه على أساسهما، على المدة النيابية 2007/2004 وأساليب معالجة تلك الملفات. **تجميع الفرقاء وعلى كل فإن بعض المتابعين يرون ان العميد بن موسى، سيركز أساسا على قضايا مهنته دون حسابات، خاصة بعد تعهده، سواء في برنامجه الانتخابي أو عبر مصدح الفوز، بأنه لن يترشح لفترة نيابية ثانية، هذا فضلا على قدرته التجميعية (تجميع الفرقاء) وإتقانه فن الاستماع والتحاور مما قد يجعل مهمته أيسر مما أعتقد لكن يبقى محك الممارسة وحده قادرا على الاجابة عن كل ما هو غامض وإشكالي. منجي الخضراوي **قائمة أعضاء الهيئة الجدد تونس (الشروق): أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للمحامين هم الاساتذة: عبد الرزاق الكيلاني: 788 شرف الدين الظريف: 788 شوقي الطبيب: 788 يسر الشابي: 717 الهادي التريكي: 639 محمد جمور: 631 سميرة كراولي: 570 في انتظار التحاق الرؤساء والكتّاب العامين للفروع الجهوية الثلاثة، التي ستكون آخرها انتخابات فرع تونس يوم 4 جويلية المقبل.