بيروت دمشق : من عبد الرؤوف المقدمي تسرب الشك لكثير من المواطنين العرب عندما أعلن عند بدايات الاحتلال عن قائمة تضم علماء عراقيين مطلوبين للتصفية الجسدية تأسيسا على أن ذلك يدخل في اطار نظرية المؤامرة العربية وفي اطار المبالغات التي تريد أن تزيد في قبح الاحتلال. ولكنه يتضح الآن لجميع العراقيين (ومنهم من التقتهم الشروق سواء في دمشق أو في بيروت) أن المؤامرة صحيحة تماما بل أنها أخطر مما تصوره العقل العربي! فقد أعلنت قوات الاحتلال منذ أيام قليلة عن موت أحد العراقيين في معتقله بشكل طبيعي ولم تذكر لا اسمه ولا صفته. هذا العراقي عالم عراقي اسمه محمد الازميرلي متخصص في مجال الكيمياء مات في قاعدة أمريكية وهو مدرج في قائمة تحمل 200 اسما لعالم عراقي وضعتها قوات الاحتلال قبل غزو العراق وقد أشار تقرير مدير قسم التشريح في مستشفى بغداد أن السيد محمد الأزميرلي توفي نتيجة تلقيه ضربة على جمجمته وتحديدا في مؤخرة رأسه. وذكرت مصادر عراقية أنه تم قتل علماء وكوادر علمية عراقية بعثية وغير بعثية وأن بعض هؤلاء اختفوا ولا أحد يعرف شيئا عن مصيرهم. وأصدر تنظيم عراقي يعرف باسم الجيش الوطني لتحرير العراق، بيانا جاء فيه أن الميليشيات الكردية وميليشيات فيلق بدر التابع لعبد العزيز الحكيم وميليشيات حزب أحمد الجبلي ستجتاح بغداد وكركوك والموصل ومناطق عراقية أخرى مباشرة بعد 30 من الشهر الحالي (انتقال السلطة) واحداث أعمال عنف فيها ترمي أساسا إلى : تصفية كبار ضباط الجيش وآخرين جرى تشخيصهم ومعرفة أماكنهم وتصفية واغتيال بعض رجال الدين الشيعة والسنة المؤثرين. وهو ما يؤكد صحة معلومات سابقة تفيد بوجود قوائم بأكثر من 3000 شخصية عسكرية وعلمية ودينية ووطنية وهي قوائم جاهزة لدى بارونات الميليشيات الذين لهم مصلحة في ذلك بايعاز أمريكي طبعا والذين يريدون اجتتثاث البعثييين على آخرهم خصوصا كوادرهم الضرورية لتربك دواليب أية سلطة قادمة في العراق، وهو ما يقطع الطريق على أنصار الاجتثاث وزعمائهم. ويقلل من حجم هؤلاء الزعماء لدى أنصارهم ومريديهم. وقال بيان الجيش الوطني لتحرير العراق أنه يدعو الى اجتماع طارىء وبأسرع وقت لفصائل المقاومة والفصائل السياسية الوطنية للاتفاق على خطة عمل موحدة لمواجهة هذا المخطط ودعوة ضباط الجيش العراقي والعلماء لتنظيم صفوفهم وتسهيل مهمة ايصال المعلومات والتوجيهات اليهم قصد حمايتهم. ورجحت مصادر عراقية أن يكون اغتيال الدكتور صبري البياتي الأستاذ في جامعة بغداد. هو مواصلة لخطة قتل علماء العراق. كما رجحت ذات المصادر أن اغتيال جمال الجراح وكيل وزارة التربية الأسبوع الماضي يعود الى ترأسه لجنة لاعادة البعثيين الذين شملهم قانون اجتثاث البعث واصداره أوامر باعادة 12 ألف معلم وموظف اداري الى وزارته وكان الوكيل قد تلقى تهديدات للتراجع عن قرارته لكنه رفض والجراح عضو في حركة القوميين العرب في العراق ومدرس سابق! وشرحت مصادر عراقية هذا الذي يحدث بالقول أن مسلسل هذه الاغتيالات أصبح ظاهرة وأن قوات الأحتلال تغض الطرف عنها وقد بدأت بتنفيذه الأطراف التي جاءت على الدبابات الأمريكية حيث قامت ضمن خطة منهيجة بتصفيات جسدية في جميع المدن، طالت الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والعسكريين وغيرهم ومن هذه العصابات الجناج الأيمن لحزب المؤتمر الأمني العراقي تحت قيادة شخص اسمه آراس حبيب اشتغل طويلا لحساب البنتاغون ورشحه الجلبي ليكون مدير المخابرات العراقية قبل أزمته مع بريمر. وقد أكد ذلك وزير الداخلية الجديد عندما قال : انه يوجد دور لبعض المستبعدين من الحكومة في التورط بالتفجيرات والاغتيالات. وجاء أيضا أن دلائل قتل العلماء العراقيين هو من فعل جهاز مخابراتي مدرب شمل الموساد (وهو غير مستبعد تماما من المسألة) وأيضا أجهزة المخابرات الايرانية كما تقول المصادر العراقية التي تتواجد بكثافة في العراق، وتقول مصادر عراقية مطلعة أن قتل مستشار في السفارة الإيرانية منذ مدة (وصفته الحقيقة رجل مخابرات) انما جاء بعد أن سلم بعض الجهات ومنها تنظيم الجلبي والحكيم قوائم بأسماء يجب تصفيتهم وتضمنت هذه القوائم أسماء ضباط من آمري الأفواج والألوية والفرق التي شاركت في الحرب العراقية الإيرانية وأسماء من عملوا في شعبة الاستخبارات الايرانية في أجهزة صدام حسين!