(معلم تطبيق بسيدي عامر) إن حب الوطن والمحافظة عليه والعمل على رفعته من صميم الدين وليس هناك دين من الأديان يوصي بحب الوطن والتفاني في خدمته كالاسلام وللوطن حقوق على كل من عاش على أرضه واستظل بسمائه وارتوى بمائه. * قال أمير الشعراء أحمد شوقي وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي ومما يلفت النظر الى قيمة الوطن أن حبه من صميم تديّن الإنسان وايمانه تلك الكلمات التي رددها رسول الله ص حينما خرج من مكة وطنه الأول الى المدينةالمنورة أثناء هجرته، فقد التفت الى مكة قائلا : «والله إنك يا مكة لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت». إن الرسول ص بعد خروجه واستقراره بالمدينة لم ينس وطنه الأول بل ظل يتطلع اليه ويردد هذه الدعوة التي تفيض حبا وإخلاصا فكان يقول : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت الينا مكة... وهذا نوع من الصراع النفسي لحب الوطن رغم استقراره في المهجر. قال الشاعر : بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ان انتماء الشباب للوطن أمر لا يحتاج الى تفصيل لأن هذا الانتماء شرف له وعنوان مجد وعزة فلا يستطيع الشاب أو الشيخ أن يعيش بلا وطن فاقدا لهويته وشخصيته. «وطني واحة لحماس الشباب رفعوا بنده فوق أعلى الهضاب قدسوا فيه أمجاد آبائهم وطن قبلوا فيه حتى التراب» نور الدين صمود (وطني الحر) وحصيف قول أحد الشعراء : ما من غريب وأن أبدى تجلده إلا سيذكر عند الغربة الوطنا ما أسعد الطائر حين يروح ليلا إلى وكره! لكن لا شيء يثير الخوف والغضب عند هذه الطيور أكثر من أن يمس بسوء مأواها! فأجدر بالإنسان أن تكون علاقته ببيته أقوى من علاقة الطائر بمأواه! وما أشد احتياج الأسرة الى أن يعمل كل فرد منها على أن يكون بيته أسعد بيت! فعلى سبيل المثال ورغم الهزيمة الأولى والقاسية في أحُد فإن الرسول كان يقول كلما مر أو تذكر جبل أحد «أحُد جبل يحبنا ونحبه» إن مجرد الانتماء لمكان معين بل حمل الإنسان لجواز سفر من بلده هو فخر كبير وقمة في الحب والولاء إلا أن الشبان مطالبون بأن يعرفوا حقوقهم وواجباتهم نحو الوطن من خلال العملية التعليمية التي يجب أن تركز على تربية النشء حتى يتمسكوا بدينهم وحقوقهم وبذلك يحبون وطنهم. وسيد العالمين حينما أرضعته السيدة حليمة السعدية في بني سعد : هذه القبيلة التي عاش فيها فترة طويلة من طفولته وجزءا من شبابه يعتبرها مفخرة واعتزاز حتى كان يقول : «أنا أعربكم... أنا قرشيّ... واسترضعت في بني سعد» بلادي وإن جارت عليّ عزيزة... وأهلي وإن ضنوا علي كرام إن بعت دينا بدنيا قصد منفعة... وإن تبع وطنا فالكفر سيان يوسف السودا إن تعلق المرء بموطنه الذي نشأ فيه والذي احتضنه واحتضن أجداده وآباءه فأضفى عليه مزيدا من العشق والعطف والدفاع عنه في الملمات... فلنكن أوفياء له مكنين له كل محبة وتقدير واخلاص. قال خليل مطران إني لأبذل أنفاسي بلا ثمن حتى أراك كما أهواك يا وطني بلادي لا يزال هواها مني كما كان الهوى قبل الفطام وحصيف قول «الياس فرحات» موطني يمتد من بحر المياه ممعنا شرقا إلى تلك الرمال بين طروس وبين التيه تاه بجمال فائق حدّ الجمال ذكره يغري فتاه بالمعالي أنا لا أرضى سواه فهو مالي لو عرف الإنسان قيمة حريته وقيمة الوطن وأدرك حقيقة ما يحيط بجسمه وعقله من القيود لانتحر كما ينتحر البلبل إذا حبسه الصياد في القفص وكان ذلك خيرا له من حياة لا يرى فيها شعاعا من أشعة الحرية. فعلينا أن نحافظ على هذا الوطن الذي استشهد من أجله مواطنون ودفعوا ثمن تحريره غاليا لننعم نحن بالحرية والأمن والأمان. «تونس الخضرا ضمان للتآخي والأمان ومنار لليقين تنشر الحق المبين تنشر الحق المبين يا بلاد الصامدين أنت نبع للتصافي باسمك النصر يوافي * نور الدين صمود (عنوان الإخاء)