بعد تكتم اعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي عن البرنامج النهائي للدورة الاربعين وللأسف لم تكن هذه البرمجة في مستوى مهرجان عمره 40 عاما وصعد على ركحه نجوم الموسيقى والمسرح والباليه في العالم. البرنامج يفتتح يوم 10 جويلية ب 40 اغنية لخميس ترنان سيغنيها عدد من المطربين بمرافقة فرقة يقودها عبد الرحمان العيادي في الذكرى الاربعين لوفاة خميس ترنان وتضمّن سهرات لمطربين عربا واضح ان شركة روتانا كانت وراء برمجتهم الى جانب حضور رمزي جدّا للمطربين التونسيين امينة فاخت وعلياء بلعيد والهادي حبوبة. اما ذكرى محمد فسيكون تكريمها بالاشتراك مع قناة «روتانا» الى جانب سهرات اخرى مثل بالي بيكين وفرقة الفن الشعبي الاسباني والبالي الكوري وهي عروض واضح انها في اطار التعاون الدولي لضخامة تكلفتها الى جانب سهرات للفنان الامريكي بترسون والفنان الكندي قارو الايفواري مانوديبانغو اما المطربين العرب فهم: جورج وسوف (سهرتان) نجوى كرم، كاظم الساهر، عبد المجيد عبد الله، عبد الله الرويشد، وليد توفيق، عمرو ذياب، حكيم، ماجد القاسم، محمد فؤاد، أليسا، ميادة الحناوي مع شيماء سعيد، حسين الجاسمي، وائل كفوري، نور مهنا، وائل نور وباسكال مشعلاني، فارس كرم وهويدا. وبعد؟ اذن هذا كل ما تضمّنه مهرجان قرطاج الدولي في دورته الاربعين ولنا ان نتساءل عن حظ الفنانين التونسيين في هذا المهرجان بعد ان «اشترت» روتانا اغلب السهرات.. فمن حق إدارة المهرجان ان تبحث عن تمويلات اخرى عن طريق الاستشهار ولكن لابدّ من مراعاة التوازن في البرمجة لأن هذا المهرجان الذي يحمل صورة تونس واشعاعها العربي والمتوسطي ليس مطلوبا منه ان يكون مهرجانا رابحا وليس مطلوبا منه ان يحقق مداخيل كبيرة لان هدفه وما بعث من اجله هو تقديم صورة تونس بإرثها التاريخي وبما تمثله قرطاج من مركز اشعاع في المتوسط... فهل يستجيب واحد من هؤلاء المطربين المتعاقدين مع «روتانا» لهذه الصورة؟! ان التمشي الجديد لمهرجان قرطاج الدولي يجب ان يعاد فيه النظر دفاعا عن عراقة هذا المهرجان الذي لا يعقل ان يتحول الى مجموعة من السهرات التي يغيب عنها المسرح والأوبيرات وحتى المطربين التونسيين تم اقصاؤهم منه في هذه الدورة؟!