لندن واشنطن بروكسال اسطنبول (وكالات) كشفت صحيفة بريطانية أن هنك عدة مؤشرات تفيد بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيحضر ما أسمته ب»حفل تسليم السلطة في العراق» مشيرة الى أن اختيار موعد تسليم السلطة في نهاية جوان يأتي متطابقا مع انتهاء أعمال مؤتمر حلف شمال الأطلسي في تركيا والذي سيحضره بوش مما يجعل احتمال توجهه الى العراق بعد ذلك أمرا غير مستبعد. وقالت صحيفة ال»غارديان» البريطانية في تقرير لها من العاصمة العراقية بغداد ان سلطات الاحتلال الأمريكي تحاول التقليل من صحة التقارير عن زيارة الرئيس الأمريكي خشية أن تستغل المقاومة العراقية المناسبة وتنفذ عمليات واسعة، بعد أن صعّدت من عملياتها مع اقتراب موعد تسليم السلطة. وأكدت الصحيفة أن «العراقيين لن يصطفوا على جانبي الطريق تحية لبوش كما كان مخططا في أذهان مسؤولي العلاقات العامة في البيت الأبيض الخريف الماضي». وقد يقتصر «الاحتفال» الذي من المتوقع أن يحضره بوش في المنطقة الخضراء على اجراءات ومراسم تسليم السلطة الى الرئيس العراقي المعيّن غازي الياور ورئيس الوزراء المنصّب إياد علاوي وعدد منتقى من الوزراء الذين عينتهم الولاياتالمتحدة في الحكومة الانتقالية وذلك خشية تنفيذ عمليات من المقاومة. ولم تستبعد الصحيفة البريطانية أن يمثل بوش في هذه المناسبة وزير خارجيته كولن باول اذا كانت المخاطر الأمنية كبيرة كما أن التمثيل قد يقتصر على الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر الذي تنتهي مهامه مع موفّى الشهر الجاري. وكان الرئيس الأمريكي قد زار بغداد في موفى نوفمبر من العام الماضي وسط اجراءات أمنية كبيرة، ولم يعلن عن تلك الزيارة من قبل. والتقى بوش في تلك الزيارة قواته وشاركهم احتفالات عيد الشكر مقدما إليهم «وجبة ساخنة» على حد تعبيره متمثلة في ديك رومي تبيّن من بعد أنه بلاستيكي. وبعد مسرحية الديك الروحي تلك يبدو بوش بصدد الاعداد لمسرحية ما يسمّى بتسليم السلطات الى العراقيين. ورغم ورود تقارير عن استعداد المقاومة للقيام بعمليات كبيرة تزامنا مع موعد ما يسمى بنقل السلطة يبدو من غير المستبعد أن يتوجه بوش الى بغداد عقب انتهاء أشغال قمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول التي تبدأ غدا. وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس عن ثقته في دعم المجتمع الدولي وتحديدا الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي للعراق. وقال بوش في خطابه الاذاعي الأسبوعي ان «للمجتمع الدولي مسؤولية انشاءعراق حر وقد أبدت دول الاتحاد الأوروبي اليوم مساندتها للحكومة العراقية الجديدة وستناقش خلال اجتماعات قادة الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي مطلب رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي ارسال قوات من الحلف لتدريب قوات الأمن العراقية». وأضاف بوش ان «يوم الاربعاء المقبل ستكون السيادة الكاملة بين أيدي العراقيين» دون أن يلمّح الى احتمال اشرافه على عملية تسليم السلطة. وردّد الرئيس الأمريكي القول ان من أسماهم بأعداء الحرية في العراق يعملون على عرقلة مسار نقل السيادة الى العراقيين وينفذون أعمالا وصفها بالوحشية تهدف الى زعزعة الحكومة المعنية وعلى «اذلال الشعب العراقي ونسف جهود التحالف» حسب تعبيره. وكان رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي بعث برسالة الى منظمة حلف شمال الأطلسي يطلب فيها من الحلف مساعدة العراق على تدريب قواته الأمنية. وتوصل قادة الدول الاعضاء في الحلف أمس الى اتفاق مبدئي على تدريب القوات العراقية في انتظار المصادقة عليه خلال القمة التي تبدأ غدا. وقال مصدر ديبلوماسي ان سفراء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ناقشوا حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية مشروع قراريستجيب للمطلب العراقي قبل عرضه على حكوماتهم. وأضاف المصدر أنه تمّ الاتفاق على المشروع بعد ظهر أمس. وأكد الأمين العام للأطلسي جاب دي هوب شيفر التوصل الى الاتفاق كما أكدت الحكومة العراقية طلبها للأطلسي تدريب قوات الأمن العراقية. وأعربت فرنسا عن رغبتها في التوصل الى اتفاق نهائي خلال قمة الأطلسي حول الدور الموكول للحلف في العراق لكنها أكدت أنها لن توافق على أن يتجاوز هذا الدور مجرد الاشراف على تدريب القوات العراقية.