كمية المخدرات كانت هدية مسمومة نفطة الشروق : كنا نشرنا في العدد الصادر يوم أمس مقالا حول عثور أعوان الفرقة الجهوية للشرطة العدلية بتوزر عن حقيبة مخدرات في حافلة نقل عمومي وتوقعنا سرعة وصولهم الى جميع ملابساتها بفضل ما عرفوا به من خبرة وذكاء وفطنة. وقد صدق حدسنا اذ تمكنوا خلال وقت وجيز من حل طلاسم الحقيبة والكشف عن حقائق مثيرة. وكان الأعوان تلقوا في البداية معلومات عن نشاط عصابة مختصة في ترويج المخدرات ثم علموا ان حقيبة مخدرات سوداء اللون سترسل من قفصة الى نفطة داخل حافلة نقل عمومي على ان تتسلمها امرأة. وقد حدد أعوان الفرقة الامنية سابقة الذكر جميع التواريخ (خاصة منها توقيت انطلاق الحافلة وموعد وصولها) ثم قاموا بالاجراءات اللازمة ونصبوا كمينا في المحطة فوصلت الحقيبة السوداء دون ان تتقدم اي امرأة لتسلمها. ظهرت هويتها انتظر اعوان الامن بعض الوقت وعندما يئسوا حجزوا الحقيبة معتقدين ان المرأة علمت بكمينهم في الوقت المناسب فاجتنبت الفخ. وقد ظهرت المفاجأة الاولى عند فتح الحقيبة، فالى جانب المخدرات كانت تتظمن اسم امرأة مطلقة تبلغ من العمر 41 سنة وتعيش في مدينة نفطة في منزل تتقاسمه مع طليقها وابنائهما الاربعة. وحصل الاعوان في الاثناء عن معلومات تفيد تورط الأم المطلقة مع شقيقها في ترويج المخدرات فتم ا يقافهما على ذمة البحث لكن حقائق مثيرة ظهرت لاحقا. تهمة كيدية كشفت الابحاث اشتغال المشبوه فيها في تجارة الملابس الجاهزة المستوردة وغياب اي صلة لها بالاجرام والشبهات. ثم جاءت المعلومة التي احدثت منعرجا حاسما في البحث. فقد ذكرت الموقوفة ان طليقها سافر الى مدينة قفصة واخبرها بأنه سيرسل لها ولأبنائهما هدية تتمثل في بعض الملابس فانطلق البحث عن الطليق الذي كشف عن الحقيقة. كان يأمل في التخلص من طليقته حتى يستقل عنها بالسكنى. ولهذا فكر في توريطها كيدا بهديته المسمومة فاجتهد في شراء المخدرات وسافر الى قفصة حيث قام بالاجراءات اللازمة قبل ان يرسل هديته لطليقته وقد تم اخلاء سبل الموقوفة وشقيقها وايقاف الطليق مع شاب آخر يشتبه في تورطه بالمساعدة فيما يتواصل البحث للكشف عن بقية ملابسات الفعلة وايقاف من يثبت تورطه.