«جاك مسرين»، «الكابون» «قندرهار» «البرنْس»، «كلاي»، «بن لادن» و»بوش» اسماء مشهورة لجنس من الأكباش ميزتها الاساسية القوة ورباطة الجأش، والقدرة على الاطاحة بالخصوم بضربات او بالاحرى «نطحات» قاتلة. في الجولة التالية نأخذكم معا الى عالم كله اثارة، وغرابة ابطاله اكباش من الطراز الرفيع، ومخرجوه رجال متيمون بحب الاكباش الى حد الجنون، وتقودنا الرحلة السريعة الى اكتشاف المزيد من التفاصيل عن ابطال «البطاحي» امثال جاك مسرين، والسفير وفيتنام، ووشواشة، وعاشور، ولكحل وبيتشو، مع ذكر انواع الاكباش، وكيفية العناية بها غذائيا وصحيا، وسائر المعطيات المتعلقة بأشهر المباريات التي تقام هنا وهناك بمساعدة السيد محمد بن نصيب صاحب الكبش البطل جاك مسرين الفائز باكثر من مقابلة ب «النطحة القاضية». **اطباء ونجوم وقبل الدخول في التفاصيل وجب التأكيد ان الغرام بالأكباش لا يقتصر على فئة اجتماعية معيّنة، ففي قائمة عشاق الاكباش اطباء واساتذة وتجار، ومحامون، ونجوم رياضة وفن وغناء اما اسماؤها فهي مزيج من الالقاب التقليدية والشعبية، واسماء مشاهير السياسة، فالى جانب بن لادن وبوش وهتلر اهتدى اصحاب الاكباش الى اسماء غريبة، وطريفة في آن واحد مثل «البيْ» وعنتر، وسكوليو و»سبادجاري» و»سطيش» و»دادا» وفرفر، وكحلة، و»وشواشة»، و»بوكمامة» وبيشة، ويمارس هؤلاء فن الكروالفر وتسديد «النطحات» في عدة مناطق، وجهات تعد من معاقل مصارعة الاكباش في بلادنا ونذكر بالخصوص المروج والوردية والدندان، وباب سويقة، والحلفاوين ورادس وحي الزهور، وحلق الوادي بينما تضم قائمة الجهات الداخلية، باجة، وبنزرت وجندوبة وبصفة اقل سوسة وصفاقس. **بطولات ومن ابطال هذا الفن الكبش «جاك مسرين» الذي تحدث عنه صاحبه محمد بن نصيب يقول: «احبه مثل احد ابنائي، ومستعد للتفريط في كليتي اذا احسست يوما انه قد يحتاجها لإجراء عملية جراحية لأنني تعلقت به منذ شرائي له في شهر ماي 2002 بمبلغ كبير وهو 400 دينار. وقد اشتريته مريضا فقمت بعلاجه بمساعدة احد البياطرة الاكفاء ليصبح بعد اقل من عام ونصف بطلا حقيقيا وكبشا لا يشق له غبار. وأضاف محمد بن نصيب ان «جاك» يعتبر أظرف كبش فرناني عمره الآن 6 سنوات اكتشف قوته وجبروته عندما قام في احدى المرات بالتغلب على كبش يفوقه وزنا، لكنه استطاع بإرادته واصراره على اجباره على الفرار ليتحول بين عشية وضحاها الى كبش مخيف وقاهر، وتتالت المباريات (من نوفمبر 2002 الى 27 مارس 2004) حقق خلالها الكبش جاك مسرين نجاحات باهرة واجمع كل من شاهده على انه كبش صلب وقوي الى درجة ان بطحاء المروج الرابع امام المعهد الرابع اصبحت تسمى ببطحاء «جكجوك» نسبة الى جاك مسرين. **من فيتنام الى السفير ويؤكد محدثنا ان «جاك» ليس البطل الوحيد في عالم الأكباش فقد تم في السنوات الأخيرة تسجيل بروز عدة اسماء مثل «بوسيالة» لصاحبه خالد الدردوري من منطقة ابن سينا والذي كما قال «عاش بطلا ومات بطلا». اما الكبش السفير لصاحبه محمد صالح البرناوي فقد فاز ببطولة المغرب العربي لمصارعة الاكباش في عنابة يوم 27 ماي الماضي. وفي باب الاسعار المشطة لبعض الاكباش ذكر السيد محمد نصيب ان «الكبش الروسي» القادم من الجزائر اشتراه صاحبه بمبلغ 5 آلاف دينار، بينما بلغ سعر الكبش «فيتنام» حوالي 4 آلاف دينار ونصف ونختم رحلتنا مع الأكباش بالحديث قليلا عن اكلها وشربها، وكيفية علاجها والعناية بغذائها ونظافتها. وتقسيم الاكباش الى نوعين هما «الفرناني» الصغير الحجم و»الغرابة» ذات الاوزان الثقيلة ويحرص صاحب الكبش عادة على تنظيف المكان الذي يعيش فيه الكبش المريض كل 15 الى 20 يوما ويقوم بجز الصوف كل شهرين او شهرين ونصف في فترة الشتاء، وكل شهر تقريبا اثناء فصل الصيف. ويشدد محدثنا ان اطعام الكبش يتطلب مبالغ كبيرة خاصة اذا كان صاحبه حريصا على مده بأكلات متنوعة وصحية تتركب من «الرط» والشعير «والقصيبة» و»الرفالة» والعدس والدرع. وهي كلها مواد غذائية مرتفعة الثمن لكنها ضرورية لضمان صحة وعافية الكبش. ويضاف الى ذلك مصاريف المقويات وسائر التلاقيح ضد الامراض والجراثيم. ويذكر ان الكبش يصاب بمرض الدم، والافراط في الاكل (البشمة) وعدم الانتظام في الطعام مما يؤدي الى حدوث عدة اضطرابات صحية.