بطاقتا إيداع بالسجن في حق رئيس جامعة السباحة السابق ومدير عام وكالة مكافحة المنشطات    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    المعهد الوطني للاستهلاك: 5 بالمائة من الإنفاق الشهري للأسر يُوَجّه إلى أطعمة يقع هدرها    صفاقس : ايقاف المنحرف الذي قام بطعن تلميذ امام اعداديّة الافران    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    ضمن تصنيف الجامعات العالمية..جامعة تونس المنار تحتل المرتبة 948 عالميا والأولى وطنيا    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    مجلس وزاري مضّيق للنظر في قانون تنظيم الجمعيات    العثور على جثتي راعيين : الاذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    حجز أكثر من 4 ألاف لتر من الزيت المدعّم وأطنان من السميد والفارينة بمخزن في هذه الجهة    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    واقعة حجب العلم الوطني بمسبح رادس.. فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    في أكبر محاولة لتهريب الذهب في تاريخ ليبيا: السجن ضد مسؤولين كبار    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    إتحاد تطاوين: سيف غزال مدربا جديدا للفريق    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    كأس تونس: برنامج النقل التلفزي لمواجهات الدور ثمن النهائي    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    جمعية القضاة تستنكر استهداف المحاماة والإعلام..    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الديوانة التونسية تضرب بعصا من حديد : حجز مليارات في 5 ولايات    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    إيران تعلن عن مفاوضات لتحسين العلاقات مع مصر    تصفيات أبطال إفريقيا لكرة السلة: الإتحاد المنستيري يتأهل الى المرحلة النهائية    ليلة ثالثة من الأضواء القطبية مع استمرار عاصفة شمسية تاريخية    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    رئيسة لجنة الشباب و الرياضة : ''لم تحترم الوزارة اللآجال التي حددتها وكالة مكافحة المنشطات ''    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    عاجل/ بعد الاحتفاظ به: هذا ما كشفه محامي الاعلامي مراد الزغيدي..    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    المالوف التونسي في قلب باريس    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    أرسنال يستعيد صدارة البطولة الإنقليزية بفوزه على مانشستر يونايتد    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مدنين: نشيد الارض احميني ولا تؤذيني تظاهرة بيئية تحسيسية جمعت بين متعة الفرجة وبلاغة الرسالة    سيدي بوزيد: تظاهرات متنوعة في إطار الدورة 32 من الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات    سيدي بوزيد.. اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الابداعات التلمذية والتراث بالوسط المدرسي    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات «الشروق»: لماذا تكتسح الأوساخ شوارعنا
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005


لماذا تكتسح الأوساخ شوارعنا
عندما توقع النظافة الجميع في قفص الاتهام
البلديات:
المواطن يخالف... ويلعن البلدية!
المواطن:
على البلديات أن تكون أكثر حزما
تونس الشروق:
بعيدا عما خلفته الامطار الأخيرة من أضرار ومن تكدس للأتربة والأوحال فان مظاهر الاتساخ وانعدام النظافة بدأت تلازم العديد من الشوارع والأنهج والساحات العامة في العاصمة وفي الجهات، يحدث هذا في وقت تتتالى فيه صيحات الفزع حول الخطورة التي يمكن ان تشكلها الفضلات والأوساخ على صحة المواطن وسلامة البيئة والمحيط وفي وقت تتأكد فيه أهمية النظافة وتبذل الدولة مجهودات جبارة في مجال جمالية المحيط.
وقد كانت النظافة محور عناية الرئيس شخصيا الذي أذن بالبحث عن حل شامل وجذري لتبقى تونس متميزة في هذا المجال.
فمن يتحمل مسؤولية انتشار الفضلات والأوساخ؟
هل هي البلدية ام المواطن ام أطراف أخرى؟
وما هي الحلول الممكنة والمقترحات العملية للخروج من هذه الوضعية «المقرفة» في كثير من الأحيان والتي تصر على ملازمتنا؟
للمساهمة في المجهود الوطني للنظافة فتحت الشروق الملف مع مختلف الاطراف.
إعداد: خالد الحداد
إن انتشار الفضلات والاوساخ أضحى من الحقائق التي نقف عليها كل يوم بل كل ساعة وكل ثانية، وفي كل مكان في الانهج وفي الشوارع الكبرى وفي الساحات العامة... في الحافلات والمتروات ومختلف وسائل النقل ومحطاته... فوق الارصفة وعلى الممرات... لا يخلو مكان الا وعثرنا فيه على بعض «النفايات» و»القاذورات» من اعقاب السجائر الى قوارير البلاستيك والورق وغيرها... ولم يكن تبعا لذلك من الصعب على «مصور الشروق» ان يلتقط عشرات الصور الناطقة حول مدى استفحال الظاهرة التي تمتد من وسط العاصمة الى أغلب الاحياء (الشعبية منها والراقية).
انعدام الحزم
متساكنو نهج ساقية سيدي يوسف أكدوا «للشروق» انه سبق لهم التشكي لدى المصالح البلدية من وجود ارض بيضاء كانت ولا تزال مكانا لالقاء الفضلات من بعض المخالفين وعلى الرغم من ذلك ما تزال الوضعية على ما هي عليه (مثلما عاينت الشروق ذلك) وبقي الفضاء المشار اليه نقطة سوداء ومصدرا لانبعاث الروائح الكريهة ولتفريخ انواع من الحشرات والناموس على مدار العام، وللاشارة فان النهج المشار اليه يقع على مسافة قريبة من شارع الحرية بالعاصمة.
كما أن عدة أحياء ببلدية سكرة تشكو هي الأخرى من مظاهر انعدام النظافة، من ذلك حي برج الوزير الذي توجد به عدة مناطق سوداء أهمها الموجودة قبالة مقر المعتمدية غير بعيد من الفرع الجهوي لجمعية المعاقين ذهنيا (وكأنه يرجى لهؤلاء اعاقة صحية إضافية).
يقول المواطن جمال الناوتي: «هذه الأرض على حالتها منذ ما يزيد عن 15 سنة وهي في غاية الاتساخ تتكدس فيها الاتربة وبقايا مواد البناء وفضلات الحدائق وقد قدمنا عدة تشكيات للبلدية لكن لم يقع التدخل الفعلي لانهاء المشكلة»، ويضيف محدثنا «المكان أصبح مزعجا وأصبح مصدرا لأنواع غريبة من الحشرات ومبعثا للروائح الكريهة وعلى المصالح المعنية التدخل الحازم لتسييج هذا المكان وإنهاء معاناتنا التي طالت كثيرا...».
وغير بعيد عن القرية المتوسطية برادس (درّة) المتوسط تنتشر خاصة برادس مليان نقاط سوداء أهمها الموجودة بأحد الاحياء السكنية المعدّة للكراء والذي لا يوجد به حاويات ومصب للقمامة... ولا تخلو أحياء حي الزهور (خاصة الرابع) والسيجومي وسيدي حسين وحي التضامن وحي التحرير والحرايرية وحي ابن سينا والكبارية وجبل جلود وحي الزياتين والعمران الأعلى وحي الرمانة وغيرها... من مظاهر انتشار الفضلات على الارصفة والممرات وتكاثر النقاط السوداء، حيث تحولت عدة فضاءات وخاصة الاراضي البيضاء وبعض مواقع الحاويات الى مصبات للفضلات مع جميع الانواع والاشكال والاحجام.
في المنار كذلك!
ولئن كانت الظاهرة مستفحلة فانه لم يكن من الصعب العثور على ملامح لها في بعض المناطق التي توصف بانها راقية من ذلك ما لاحظناه في منطقة المنار (الحي السكني والتجاري إيناس) من وجود لنقاط سوداء يقول المواطن سعيد آية قوش (قاطن باحدى العمارات التي تكدست عند مدخلها الرئيسي فضلات مختلفة): «هذه الوضعية متواصلة منذ أكثر من شهرين وقد اتصلنا عدة مرات بالبلدية لكن دون جدوى... ويضيف محدثنا: «المكان أصبح مصبا للقمامة واعتقد ان ابقاءه على هذه الحالة سيعقد الامور لان العديد من المواطنين سيجدونه ملاذا سهلا للتخلص مما لديهم من بقايا هدم وفضلات حدائق وفضلات منزلية».
: « S.O.S » نظافة!
المصالح البلدية لا تتوانى لحظة واحدة في وضع الكبالات وفي الاستنجاد ب»الشنال« التي تجوب الانهج والشوارع بحماس فياض... على انها تتراخى ولا تكاد تفعل شيئا تجاه فضلات و»أوساخ« من جميع الاحجام والاشكال تلقى في كل آن في اماكن محجرة بالتمام. فلم لا يتم بعث فرق (SOS للنظافة) تجوب الشوارع بهمة واقتدار لضبط المخالفين ومعاقبة المساهمين في اتساخ انهجنا وشوارعنا وساحتنا العامة.
وهلا نفضت البلديات الغبار عن قانون اسمه قانون المحافظة على النظافة الذي يضبط على ما نعلم أشكال العقوبات ويحدد مبالغها التي نعلم انها تتراوح بين عشرة دنانير وخمسين دينارا... فهل من استفاقة؟
البلديات :
النظافة مسؤولية الجميع(!)
سلوك المواطن والأراضي البيضاء في قفص الاتهام
تونس الشروق
دعا السيد مجدي الهنتاتي (مسؤول بادارة النظافة ببلدية تونس) المواطنين الى احترام التراتيب والاجراءات المتبعة في عملية رفع الفضلات وأكد على دور مصالح بقية الوزارات والمصالح العمومية والمجمعات الصناعية في المساهمة في النظافة وفق ما هو مضبوط بالمنشور الوزاري عدد 34 المتعلق بدعم مجهود النظافة والعناية بالبيئة والمدن.
وأكد محدثنا أن النظافة مسؤولية الجميع ولا تتحملها المصالح البلدية لوحدها وقال : «تقوم مصالح بلدية تونس يوميا برفع الفضلات المنزلية وفضلات الحدائق والأتربة وفضلات البناء وتخصص لذلك 1700 عون مباشر موزعين على جميع الدوائر البلدية البالغ عددها 16 دائرة و80 شاحنة ضاغطة و4 شاحنات (تراكس) و80 جرارا فلاحيا و2 آلة ماسحة و2 آلة كاسحة... وأضاف : «ترفع البلدية سنويا حوالي 220 ألف طن من الفضلات المنزلية و80 ألف متر مكعب من فضلات الحدائق و150 ألف متر مكعب من الأتربة وفضلات البناء»...
ولم يخف محدثنا وجود مشاكل حقيقية في عدة أحياء خاصة تلك التي تشهد توسعا عمرانيا كجهات الحرايرية وسيدي حسين والكبارية والمروج وابن سينا نتيجة الطلبات المتكاثرة وعدم مواكبة الامكانيات لذلك التطور وقال : «ان البلدية مجبرة على الدخول الى كل منطقة جديدة وإلى كل حي جديد بما توفر لها من امكانيات بالاضافة الى أننا مطالبون وبصفة يومية للمرور بكل الأنهج والطرقات فعملنا يمتد على مدار السنة دون انقطاع حتى في المناسبات والأعياد والعطل...»
دور المواطن
وحصر محدثنا أسباب وجود النقاط السوداء في:
سوء استعمال الحاوية من المواطنين، فهي تكون موضعا لرمي جميع أنواع الفضلات في حين أنها مخصصة للفضلات المنزلية فقط.
عدم استعمال الأكياس البلاستيكية : مما يجعل الحاويات مصدرا للروائح الكريهة.
عدم احترام توقيت مرور الشاحنات بالنسبة للأحياء التي يكون الرفع فيها بطريقة الرفع من أمام المنازل مما يدفع المواطن الى التصرف كيفما يحلو له وترك الفضلات في الساحة العامة أو أي فضاء مهجور أو أرض بيضاء.
عدم وجود نقابات في العديد من العمارات وهو ما يعسر تنظيم عملية رفع الفضلات في ظل عدم وجود اتفاق بين المتساكنين.
وأضاف السيد مجدي الهنتاتي أن 2200 حاوية موزعة على كل المنطقة البلدية أصبحت في ظل تلك الوضعية تمثل 2200 نقطة سوداء (مصب للفضلات).
الأراضي البيضاء
وحول عدم تدخل المصالح البلدية لمعالجة وضعية العديد من الأراضي البيضاء التي أصبحت هي الأخرى مصبات للفضلات والأتربة وبقايا الهدم وفضلات الحدائق قال مسؤول ادارة النظافة ببلدية تونس : «مع الأسف أن الجميع يعتقد أن البلدية مسؤولة لوحدها عن النظافة في جميع الأماكن والفضاءات...وأضاف : «هناك منشور وزاري يحدد مهام وزارات التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية والفلاحة والبيئة والموارد المائية والصناعة والطاقة وتكنولوجيات الاتصال والنقل والصحة العمومية وأملاك الدولة والشؤون العقارية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والتربية والتكوين والشؤون الاجتماعية والتضامن والثقافة والشباب والترفيه ويضبط دورها في عملية النظافة والعناية بالبيئة والمدن... وتوجد في بلدية تونس الكبرى حوالي ألفي أرض بيضاء موزعة بين مصالح الوزارات المشار اليها والخواص»... وقال «أغلب هذه الفضاءات تحولت الى مصبات للفضلات والأتربة والأوساخ وتسعى البلدية الى التدخل قدر امكانها للحد من تدهور الوضعيات بهذه الأراضي لكن المجهود يبقى غير كاف للقضاء نهائيا على هذا الإشكال دون تضافر جهود كل الأطراف المعنية».
مخالفات وعقوبات
وبين محدثنا أن البلدية تسعى إلى مراقبة جل المخالفين وتقوم بتتبعهم وعقابهم غير أنه أكد أن حجم المخالفات كبير جدا وأن المواطنين يستغلون الأوقات التي تنعدم فيها المراقبة والمتابعة ويقومون بإلقاء الفضلات متى يشاؤون وقال : «البلدية تتدخل كلما كان هناك تشكيات واضحة ومعلومة ومؤكدة ولا تتوانى في تسليط العقوبات التي قال انها تتوزع على 3 أنواع :
- 01 دنانير : المخالفات الصادرة عن المتساكنين
- 30 دينارا : المخالفات المرتكبة من الورشات والمحلات العمومية.
- 50 دينارا : للمخالفات الكبرى.
(سجلت المصالح البلدية خلال شهر أوت الفارط 205 مخالفة نظافة في الطريق العام) وأكد محدثنا وجود شعور بالاحباط وشعور بعدم جدوى الخدمات المقدمة نتيجة التصرف الخاطىء للمواطنين وعدم المبالاة للمجهود البلدي وقال : «ان شعار النظافة مسؤولية مشتركة بقي حبرا على الورق فقط» وقال : «ان المواطن مستقيل من عملية النظافة تماما بالرغم من الاضافة التي يمكن أن يقدمها».
وأضاف : «ان ما يدفعه المواطن من أداء بلدي لا يمثل في شيء تكاليف الخدمات البلدية المقدمة» وقال «إن أكثر من 60 من المواطنين لا يدفعون ما عليهم من أداءات بلدية... هذه الاداءات التي تعتبر أحد الموارد الهامة للبلدية من أجل مضاعفة العمل وتوفير المزيد من التجهيزات».
وسط العاصمة
أكد السيد الهنتاتي أن البلدية تعمل كامل اليوم (24 ساعة كاملة) وسط العاصمة وبالرغم من ذلك توجد الأوساخ نتيجة اهمال المواطن «يرافق رفع الفضلات ليلا» الكنس ثم الكنس الميكانيكي والغسل وتتداول فرق للتنظيف المستمر على كامل الوسط المركزي للعاصمة من السابعة صباحا الى التاسعة ليلا لكن بالرغم من ذلك لا نجد العاصمة نظيفة 100».
وقال على المواطن أن يعي دوره في الحفاظ على النظافة فسلات المهملات موجودة في كل مكان وهي موضوعة لأداء وظيفة تجميع الفضلات والأوساخ... وأوضح محدثنا أن آلافا من المواطنين يمرون بالعاصمة يوميا فيكفي أن يرمي كل واحد منهم بقية سيجارة أو علبة سجائر أو ورقة أو ما شابه ذلك لتنعدم النظافة...
بلدية سكرة :
مجهود برغم خصوصية الوضع
أكد مصدر من بلدية سكرة «للشروق» أن شركة خاصة بدأت عملها وستكون مهمتها جمع الفضلات من مختلف أحياء البلدية التي أحدثت مؤخرا وقال : «المجهود يومي للتنظيف ورفع الفضلات وبالرغم من أن الجميع ينتظر الانتخابات البلدية لتركيز مجلس بلدي سيتحمل أعباء الإشراف على كل شؤون المنطقة وأضاف محدثنا في بلدية سكرة يوجد 27 حيا سكنيا وهي أحياء ذات كثافة سكانية عالية... ولم ينف وجود نقص في التدخل وقال «كل المشاكل سيقع فضها مستقبلا وطالب المتساكنين بتقديم العون ومؤازرة العمل البلدي حتى تكون بلدية سكرة نظيفة.
بلدية أريانة :
تتدخل مرتين في الأسبوع لتنظيف النقاط السوداء
أشار المسؤول عن النظافة في بلدية أريانة «للشروق» أن البلدية قد خصصت فريق عمل مهمته معالجة وضعية النقاط السوداء وقال : «نقوم بتنظيف هذه المناطق مرتين في الأسبوع ومرات أكثر من ذلك في الحالات الاستثنائية حيث نطلب اعانة وزارتي الفلاحة والتجهيز... وأضاف بالرغم من ذلك تقع التجاوزات وتتواصل المخالفات فالمواطنون لا يتوانون في القاء الفضلات بهذه الفضاءات وكأنها أصبحت مصبا رسميا لها. وقال «المواطن هو السبب في مثل هذه النقاط السوداء».
وأكد محدثنا أن البلدية تتقبل كل الشكاوى وتسعى إلى متابعتها وقال : «كلما تابعنا شكوى وجدنا في أغلب الأحيان أن الشاكي هو المخالف».
أكدتها التجربة :نعم يمكن الحديث عن أحياء ومناطق نظيفة 100
على الرغم من قتامة الوضع فإن الأمل يظل معقودا على أن تتظافر جهود جميع الأطرف من أجل تحسين واقع النظافة والتجربة أكدت أنه كلما تكاتفت الأيدي وتوحدت الارادات الا وتحققت النظافة مثلما يدل على ذلك ما أنجزته جمعية المحافظة على البيئة والطبيعة بقليبية وما نفذته بلدية تونس من مشاريع نظافة في كل من حي السلامة بالدائرة البلدية الخضراء وبنهج مرسيليا بتونس العاصمة.
حي الرياض بقليبية :
نتائج باهرة في المحافظة على النظافة
أكد السيد وحيد الجنحاني رئيس جمعية المحافظة على البيئة والطبيعة بقليبية (ولاية نابل) أن العمل الجمعياتي يمكن أن يوظف في المحافظة على النظافة وأضاف : «بدأنا عملنا منذ جوان 2002 بتأطير حوالي 500 عائلة وتوعيتهم من أجل المساهمة في نظافة الحي (حي الرياض) ووجدنا قبولا حسنا من كل المواطنين وانتظم الجميع من أجل هدف وحيد هو أن يكون الحي نموذجيا... وفعلا فقد تحقق ذلك... « ويضيف محدثنا : «لقد انتفت الحاويات وأكداس الفضلات من الحي وتحصلنا على حي نظيف 100 وقد طورت الجمعية عملها على اثر الاعانة التي تلقتها من الوكالة الوطنية لحماية المحيط ومن احدى الجمعيات السويسرية المهتمة بالبيئة وأضافت إلى مجال عملها الحي المجاور وهي حي الملعب وتمت اضافة 250 منزلا إلى المشروع وفي برنامج عمل الجمعية خطوات أخرى ستتجه نحو الوطنية من خلال حملات اعلامية وتحسيسية ينوي مكتب الجمعية تنفيذها في الوقت القريب.
وعلمت «الشروق» أن نفس التجربة قد وقع تنفيذها بمدينة القيروان (حي المنصور) حيث يشرف السيد عامر الجريدي على جمعية مماثلة وقد انتقل بالعمل مؤخرا الى الأحياء المجاورة بعد نجاح التجربة في الحي الأول.
بلدية تونس :
نحو تعميم تجربة نهج مرسيليا وحي السلامة
حاوية لكل منزل وحاوية لكل عمارة
أكد السيد رضا المكسي (مدير النظافة ببلدية تونس) «للشروق» أن البلدية ستنفذ بداية من 2004 مشاريع جديدة لنظافة العاصمة وتتجه النية الى تعميم تجربة نهج مرسيليا والتي تضمنت عملية نموذجية للتصرف في رفع الفضلات وقال : «سيتم توزيع 1500 حاوية على العمارات التي تطل على الطريق العام في باب بحر وسيدي البشير والمنزه 1 حي المهرجان والعمارات السكنية بجبل جلود... وهي حاويات توضع في مدخل العمارة ويقع رفعها في أوقات محددة ومعلومة»...
وأضاف السيد رضا المكسي أن التجربة المطبقة في حي السلامة بالدائرة البلدية الخضراء والتي شملت 100 منزل و4 عمارات و15 محلا مفتوحا للعموم قد حققت المطلوب وتعتزم البلدية قريبا توسيع الفكرة وسيقع تزويد 15 ألف منزل في جميع الدوائر بحاويات صغيرة (حجم 120 ل) وذلك في اطار برنامج حاوية لكل منزل وهو البرنانج الذي سينهي لو وجدنا العون والمؤازرة من المواطنين ومن كل الأطراف المعنية مشكلة النقاط السوداء ومصبات القمامة»...
وقال محدثنا ان الهدف من كل ذلك هو تشريك المواطن في برنامج النظافة عبر المحافظة على ثلاث نقاط :
1 اعداد الفضلات في أكياس بلاستيكية
2 وضع الأكياس في الحاوية بداية من ساعة يقع عليها الاتفاق مع المتساكنين.
3 اخراج الحاوية من قبل الحارس (في العمارات) ومن قبل المتساكنين (في المنازل) في ساعة يقع تحديدها. وأكد مدير النظافة ببلدية تونس أن التجربة أكدت أن هناك تجاوبا من المواطنين للحفاظ على المكاسب المحققة كما أن الحزم الذي أبدته المصالح البلدية بالضرب على أيدي المخالفين بنهج مرسيليا ( قرارات غلق / 80 تنبيه / 79 مخالفة) قد أدى غرضه وحقق مبتغاه وأضاف محدثنا : «ستواصل البلدية عملها بنفس الحزم ونطلب من المواطنين لا التنظيف بل المحافظة على النظافة وهو أمر في غاية البساطة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.