تمكن رجال الحرس الوطني التابعون لمركز حي الرفاهة من معتمدية المنيهلة (ولاية أريانة) مؤخرا من القاء القبض على شاب يشتبه في تحيله على عديد المواطنين منتحلا صفة موظف سام بأحد القطاعات العمومية. وتفيد المعلومات المتوفرة لدينا ان شابا في العقد الرابع من عمره كان قد قضى 11 سنة بعد أن أصدر صكوكا بدون رصيد واثر خروجه من السجن تمكن من الحصول على عمل بإحدى البلديات بصفة عامل يومي لمدة سنة كاملة وبالتالي فقد اطلع على تفاصيل العمل ونظرا للحالة المادية المتدنية التي أضحى يعيشها عاوده الحنين ان يعود الى نمط عيشه السالف (قبل دخوله الى السجن) فدلّس بطاقة مهنية وسجل عليها اسمه الثلاثي وضمنها مهنة متفقد عام تابع للتفقدية العليا للبلديات. وبدأ يتحيل بها على المواطنين من جهة «العمران» و»كرش الغابة» و»المنيهلة» فقد كان يقدم نفسه على أنه مبعوث من الوزارة ليتفقد المحلات التجارية والمؤسسات ثم يخلق ثغرة قانونية على اثرها يطلب مبلغا ماليا هاما مقابل غض الطرف عن الاشكالية القانونية للمواطن. ولم يشك المواطنون في أمره نظرا للهيبة التي يتسم بها والمظهر اللائق الذي كان يبدو عليه. وفي الايام الفائتة تقدم المشبتبه به من أحد سكان الجهة كعادته مستعملا نفس الأسلوب الذي انتهجه مع ضحاياه السابقين فأخبره المواطن بأنه ليس بحوزته مالا في ذلك الوقت وضبط معه موعدا سيسلمه فيه المبلغ المتفق عليه. لكن المواطن شك في أمره فتقدم الى المركز الأمني رافعا شكوى في الغرض وأعلم الأعوان بما حصل. فطلبوا منه أن يتعامل معه بشكل عادي حتى يتمكنوا من نصب كمين له. وفي اليوم المحدد تحول الأعوان في زي مدني وظلوا يراقبونه في سرية تامة وحضر المشتبه به الى عين المكان وفوجئ بحضور الأعوان الذين تقدموا منه وطلبوا منه الأوراق الشخصية فمدهم بالوثيقة التي دلسها فتثبتوا في الامر فبدت لهم انها رسمية الا أن حسّهم الأمني جعلهم يشكون في الامر فنقلوه الى المركز الراجع لهم بالنظر وأخبروه انها مجرد اجراءات قانونية سيقومون بها فأعادوا التثبت من هوية المضنون فيه ومن البطاقة المهنية التي كان يحملها معه حتى تبين لهم انه من أصحاب السوابق في مجال التحيل وقد حكم عليه ب سنة سجنا قضى منهما 11 سنة بعد ان أصدر صكوكا دون رصيد وتم الحاقه بإحدى البلديات بصفة عامل يومي وان الوثيقة التي يحوزها مزورة ومفتعلة. ولما وجهت له الاسئلة في الموضوع اعترف بما نسب اليه محللا ذلك انه قبل دخوله الى ال سجن كان يعيش حالة ثراء لذلك انتهج هذا السلوك لأن فيه دخل مادي محترم وكفيل أن يضمن له حياة رفاهية. ولهذا تم تحرير محضر في الشأن وصدرت ضده بطاقة ايداع بالسجن بإذن من النيابة العمومية في انتظار احالته على القضاء ليقول كلمته الفصل. وللإشارة فإن المشتبه به تمكن من التحيل على أكثر من 18 شخصا.