لم يصدق الوالد وهو يتابع سيارة الحرس الوطني تقف أمام باب منزله وتسلمه إبنته التي لم يتجاوز عمرها 6 سنوات بعد ساعات من العذاب قضاها رفقة أفراد العائلة بحثا عنها وعن الكهل الذي اختطفها وتحول بها الى مكان منزو بنية الاعتداء عليها.. لكن العين الساهرة لأعوان الحرس الوطني بصفاقس تفطنت الى الواقعة قبل أن ينفذ جريمته الشنعاء فألقى الأعوان القبض عليه ليقدم اعترافات مفصلةويفسر جريمته بدوافع تثير الاستغراب. قضية الحال جدت مساء أول أمس الاثنين بإحدى الأحياء السكنية بصفاقس، وتقول تفاصيلها حسب ما أفادنا به والد المتضررة أن النية غادرت منزل والديها في اتجاه مسكن أحد أقاربها الذي لا يبعد أكثر من 150 مترا فقط عن منزل الصغيرة. رحلة الحلوى لكن في طريقها التي لا تتجاوز بعض الأمتار، اعترض سبيلها كهل تجاوز الخمسين من عمره، سلم عليها فردت التحية بخير منها مشفوعة بابتسامة الأطفال الأبرياء، حينها طلب منها بكل لطف أن يقتني لها بعض الحلوى ودعاها للغرض للركوب خلفه على الدراجة النارية، فسعدت الصغيرة بالدعوة ولم تفكر إلا في الحلوى والجولة على متن الدراجة النارية. وبعد أن صعدت بعسر إلى وسيلة النقل، اتجه بها الكهل إلى مكان واقع قرب ادارة الحرس الوطني وهو ما يدل على أن المتهم لا يعرف المكان أصلا أو ان الصدفة وحدها قادته هناك لينكشف أمره ويلقى القبض عليه متلبسا. في ذلك المكان المنزوي، حاول الكهل التحدث إلى البنية ربما في انتظار مداعبتها غير عالم بأن أعين أعوان الحرس الوطني كانت تراقب المكان وغيره من الأماكن بالجهة فوضعته تحت المجهر. مداهمة واعترافات غريبة أعوان الحرس الوطني الذين كانوا في الطابق العلوي استرابوا في الوضعية، ودون تفكير اتجهوا مسرعين الى المكان ليلقوا القبض على المتهم قبل أن ينال من البنية وبعد أن مهد لذلك. وباقتياده الى ادارة الحرس الوطني، اعترف المتهم بكل ما نسب إليه مؤكدا أنه كان ينوي فعلا النيل من براءة الفتاة وعفتها معللا ذلك بتفسيرات غريبة جدا.. فالمتهم الماثل الآن أمام فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني للتحرّي، اعترف لوالد البنية الصغيرة أنه يعيش مشاكل وأزمات عائلية حادة لم يقدر على حلها، فزوجته متسلّطة وابنته لا تعره أي اهتمام، لذلك فكّر في صيغة لقضاء بقية عمره في السجن، فاقترف هذه الجريمة النكراء علها تزجّ به داخل السجن ليقضي بقية عمره بعيداعن عائلته. والد الفتاة الذي روى على مسامعنا البعض من هذه الحادثة، أصرّ أن نبلغ إكباره وتقديره العميقين لأعوان الحرس الوطني بصفاقس الذين قاموا بمجهودات كبيرة لإنقاذ عفة إبنته أو ربما عمرها بالكامل.