كلنا نعرف المخاطر الصحية التي تنجم عن تناول الأغذية الغنية بالدهون، لكن نوعا من هذه الدهون يسبب المزيد من القلق بين اوساط خبراء التغذية ألا وهي الدهون المشبعة . وفي شهر رمضان المبارك، تزيد هذه النسبة بمقادير عالية من التنويع في الطعام والاعتماد على اللحوم الحمراء في الاطباق الرئيسية على مائدة الإفطار، بل وفي وجبات السحور احيانا، وكذلك بالاقبال على مختلف انواع الحلويات من دون تمييز احيانا . وتوجد الدهون المشبعة في منتجات الألبان واللحوم الحمراء، كما توجد بكميات كبيرة في بعض الأغذية مثل «الكيك»، والبسكويت والفطائر وأنواع كثيرة من الحلويات.. ومن مساوئ الدهون المشبعة أنها ترفع نسبة الكوليسترول الضار الذي يمكنه ترسيب فائض الشحوم في الشرايين وزيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية والتي تصيب أكثر الملايين من الرجال والنساء سنويا والجلطات التي يذهب ضحيتها الالاف كل عام . لكن العديد منا لا يعرفون كم نتناول فعلا من الدهون المشبعة في وجبات طعامنا. ويشيع الاعتقاد بأن هناك أغذية محددة بعينها تحتوي على الدهون المشبعة، ولكن في الحقيقة تتكون الدهون في الطعام من نوعين أساسيين من الأحماض الأمينية المشبعة (أو الدهون المشبعة) وغير المشبعة. ويوضح الأخصائيون ان الدهون الموجودة في الطعام توصف بالمشبعة أو غير المشبعة على ملصقات العبوات التي تحفظها وفقاً لمكونات الأحماض الأمينية الموجودة، مضيفين «ان دهون الزبدة عادة ما توصف بالمشبعة لأن فيها دهوناً مشبعة أكثر من غير المشبعة، بينما توصف كل الزيوت النباتية عادة بانها دهون غير مشبعة لأن نسبة احادي التشبع فيها أكثر من نسبة التشبع». وتميل الدهون المشبعة الى الارتباط باللحوم، ومع ذلك، يمكن ايجادها في منتجات اللحوم، مثل الفطائر والمقانق، إلا أنها توجد أيضاً في منتجات الالبان مثل الجبن أو الكريمة والزبدة ودائما ما تشكل النسبة الأكبر في تركيب هذه المنتجات بالتحديد . فالزبدة مثلا تحتوي على 54 غراما من الدهون المشبعة في كل 100 غرام لكن كل هذه القيم تعتبر عالية جدا مقارنة ببعض أنواع اللحوم بما فيها لحوم الأغنام حيث تبلغ نسبة الدهون المشبعة فيها 6 غرامات في كل 100 غرام. وللمحافظة على الصحة وتجنب المخاطر الصحية التي قد يسببها تناول هذه الدهون ينصح خبراء التغذية بتناول اللحم الذي لا يحتوي شحوما. وبالنسبة للأجبان يحبذ اختيار القاسية منها لأن هذا يجعلك تقلل من مقدار تناولك منها، وينصح كذلك باستبدال الزبدة بالمارغرين. ومع ذلك، لا يجوز الاعتقاد بأن الدهون ضارة، فنحن نحتاج لوجود بعض من الدهون في الطعام لمساعدة الجسم على امتصاص فيتامينات معينة، كما أنها مصدر جيد للطاقة، ولكن كما يوضح الأخصائيون فإن تناول كميات كبيرة من الدهون المشعبة يمكن ان يزيد نسبة الكوليسترول وهو احد الاسباب المؤدية لأمراض الشريان التاجي، كما ان الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة ترتبط أيضاً بتطور مقاومة الانسولين ومستويات الدهون غير الطبيعية في الدم كجزء مما يسمى «متلازمة الايض» وهي سلسلة من عوامل الخطر التي تسبب أمراض القلب . وعلى أية حال، فإن الدهون المشبعة ليست شيئا اساسيا في الطعام لأن الجسم يمكنه انتاج كل انواع الأحماض الدهنية السترويدية التي يحتاجها من أجل القيام بوظائف اعضائه المختلفة بشكل طبيعي. ووفقا لتقارير صحية عالمية، فإن عددا كبيرا من الوفيات المبكرة يمكن تجنبها سنويا إذا تضمن ما نأكله من الطعام الكمية الموصى بتناولها يوميا من الدهون المشبعة. فالضرر الذي تحدثه النسب العالية من الدهون المشبعة على صحة الجسم كبير والخطير ان أكثر المرضى لا يدركون تأثير الدهون المشبعة الموجودة في أطعمة مثل الزبدة والبسكويت والوجبات الخفيفة على قلوبهم حتى يصبح الوقت متأخرا لمعرفة ذلك. ومع مرور الوقت، فإن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة يمكن أن تؤدي إلى ترسب بقايا الدهون في شرايين القلب، وهذا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، علما بأن أمراض القلب مسؤولة عن نسبة عالية من الوفيات على مستوى العالم سنويا. ولتحسن نسبة الكولسترول في جسمك فإنه بحاجة إلى تقليل تناوله من الدهون واستبدالها بدهون غير مشبعة. أن كنت من زائدي الوزن فانك تحتاج الى تقليل اجمالي كمية الدهون التي تتناولها، وذلك لسبب ان كل انواع الدهون عالية السعرات الحرارية . وعموما توجد الدهون المشبعة في الزبدة والاجبان القاسية وقطع اللحم الدهنية ومنتجات اللحوم والبسكويت والكيك والكريمة ودهن الخنزير وشحوم المواشي والسمن وزيت جوز الهند وزيت النخيل. أما الدهون احادية التشبع: توجد في زيت الزيتون وزيت بذور اللفت والافوكادو والمكسرات والبذور (مثل اللوز والكاجو والبندق والفستق)، وبعض انواع المارغرين.