تجددت أمس المواجهات المسلحة الطاحنة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين بمحافظة صعدة مسفرة عن سقوط مزيد القتلى والخسائر في الفريقين وسط تأكيدات أممية بوجود مدنيين تحت نيران القوات الحكومية والانفصاليين، فيما أشارت جهات رسمية يمنية الى ان التدخل العسكري لن يكون الحل الناجع للخروج من الازمة القائمة. ونقلت مصادر اعلامية عن جهات أمنية قولها ان «الطائرات الحربية وجهت ضربات موجعة ومؤثرة لمن سمتهم عناصر التخريب والارهاب والتمرد في محور صعدة وفي مناطق نقعه ومطرة وضحيان خلال الساعات القليلة الماضية. قتلى في صفوف الفريقين وأضافت المصادر الامنية ان الغارات الجوية قتلت 20 شخصا من المتمردين من بينهم خمسة زعماء وقادة ميدانيون في جماعة الحوثي. وأقرت المصادر الأمنية في المقابل بمصرع اللواء صالح الملوي وستة جنود آخرين في كمين نصبه المتمردون في محافظة «حرف سفيان» وهي المنطقة التي تشهد صراعا محتدما بين الطرفين قصد بسط السيطرة عليها. وأفادت المصادر ان القصف الشديد والغارات المتتابعة على مدينة «ضحيان» تسبب في إلحاق أضرار بالغة بالمنازل والمنشآت التجارية والممتلكات العامة والخاصة. وأشارت المصادر في الجيش اليمني الى ان القوات الحكومية تتقدم في محاور متعددة من منطقة «حرف سفيان» وأنها قتلت 18عنصرا من عناصر عبد الملك الحوثي اثناء محاولتهم التسلل الى الجبل الاحمر، اضافة الى أسرها خمسة من انصار الحوثي في منطقة «الملاحيظ». تشكيك في جدوى الحل العسكري وتتزامن التطورات العسكرية في صعدة مع ما أكده وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي امس بأن الحل العسكري لن يكون حلا لتسوية الازمة القائمة في صعدة بيد أنه يمهّد الطريق لإيقاف أعمال العنف. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن «أبوبكر القربي» قوله: «إننا قلنا دائما إن الحلول العسكرية ليست هي الحل ولكنها هي التي تمهد الطريق الى الحل وبالتالي هذه الاعمال العسكرية تهدف الى انقاذ المواطنين في صعدة مما كانوا يتعرضون له من «عنف» و«ارهاب» و«قتل وتدمير» على حد قوله. واعتبر القربي ان الوساطات الخارجية الهادفة الى حلّ الازمة من شأنها تعقيد الامور بدلا من حلحلتها، مؤكدا في الوقت نفسه ان صنعاء متمسكة بالشروط الستة التي وضعتها لوقف اطلاق النار. على الصعيد الانساني دعت الاممالمتحدة الى التعجيل بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات ومواد الاغاثة الى النازحين في صعدة، مشيرا الى ان وجود مدنيين تحت الحصار لا يمكن للمنظمات الانسانية الوصول اليهم في المحافظة بسبب القتال الدائم.