يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي السؤال الاول: هل يلزم الإمام أن يختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان ؟ ما رأيكم في بعض الصائمين الذين يكون همّهم ختم القرآن ولو كان دون تدبّر ؟ الجواب: شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم, وفيه يجتهد الناس في العبادة من حضور لصلاة التراويح و قراءة للقرآن وتدارسه وختمه. وختم القرآن في شهر رمضان من السنّة وفرصة يستغلها الناس لسماع كامل القرآن.ويجب على المسلم أن يحرص على الإستماع إلى القرآن بقلب خاشع ونفس مطمئنة وعقل متدبر مصداقا لقوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا ) (محمد/ 24) السؤال الثاني: هل وردت بعض الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فيها فضل قراءة سورة الكهف؟ ومتى؟ الجواب: نعم وردت أحاديث كثيرة في فضل قراءة بعض السور والآيات من القرآن الكريم ولكن معظمها ضعيف لا يعتدّ به . من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل قراءة بعض السور المخصوصة ما يتعلق بفضل قراءة سورة الكهف وهو موضوع سؤالك ما رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) السؤال الثالث: تكاثرت ظاهرة الهواتف الجوالة داخل المساجد وأصبحت تقلق المصلين في صلواتهم وتذهب عنهم الخشوع بسبب تلك النغمات والموسيقى الصاخبة التي تطلقها.ما رأيكم سيدي الشيخ في ذلك؟ وهل ذلك جائز ؟ الجواب بارك الله فيك على هذا السؤال القيم. فعلا لقد أصبحت ظاهرة الهاتف الجوال الذي لا يغلقه صاحبه بعد دخوله المسجد متفشية ومزعجة لما يصدر عن أجراس هذه الهواتف من أصوات ونغمات موسيقية تتنافى وقدسية المكان إضافة إلى أنها تشوّش على الإمام والمأمومين فتقطع عنهم خشوعهم وطمأنينتهم وتحدث لهم بلبلة في الصلاة ممّا قد يوقعهم في الخطأ. لذا فإني أهيب بكل مسلم أن يغلق هاتفه قبل أن يدخل المسجد منعا من التشويش على المصلين وإلا فإنه يرتكب إثما بهذا العمل. السؤال الرابع: هل يؤدي المصلي صلاة الصبح بمجرد سماع الآذان أم ينتظر قدر ربع ساعة ثم يصلي ؟ الجواب: الصلوات الخمس لها وقت محدد : أوله وآخره ، يجب أداء الصلاة فيه ، قال الله تعالى : {إ نَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمنينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(النساء/103). فدلّ ذلك على فرضيتها وأن لها وقتاً لا تصح إلا به ، وتأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر يأثم صاحبها وقد توعد الله تعالى عليه بقوله :{فَوَيْلٌ للْمُصَلّبنَ الَّذينَ هُمْ عَنْ صَلاتهمْ سَاهُونَ}. وعليه فوقت صلاة الصبح يبدأ من طلوع الفجر الصادق ويمتد إلى طلوع الشمس فمن أدى الصلاة في هذا الوقت فقد أداها في وقتها الشرعي ومن أداها بعد هذا الوقت وهو ليس من أصحاب الأعذار فقد أثم. لذا أقول لك أيتها الأخت الكريمة يمكن لك أن تؤدي صلاة الصبح بمجرد سماعك للآذان. السؤال الخامس: هل يجوز الزواج بقراءة الفاتحة دون كتب الكتاب لأني امرأة أرملة ولي أبناء متزوجون ولي جراية محترمة, فإذا كتبت الكتاب فإني سأحرم من الجراية, ولهذا أريد أن أتزوج بقراءة الفاتحة فقط. هل يجوز شرعا أن أتزوج بهذه الطريقة ؟ الجواب : نقول للسائلة الكريمة أنه لا يجوز لها شرعا ولا قانونا الزواج بدون عقد رسمي يكتب لدى عدل إشهاد أو لدى ضابط الحالة المدنية بالبلدية وإلاّ يعدّ ذلك زواجا عرفيا , وكتابة العقد شيء ضروري يحفظ حقوق الزوج و الزوجة لأن النكاح الفاسد له أضرار كثيرة منها ضياع حقوق المرأة لعدم وجود ما يثبت هذا النكاح ، فلا يثبت لها مهر ، ولا نفقة به . ومنها : انتشار الرذائل والفساد في المجتمع إذ يمكن مثلا أن تدَّعي كل امرأة حامل ، أو رجل وامرأة وُجدا في وضع مشين أنهما متزوجان بقراءة الفاتحة فقط لذا أنصحك أيتها السيدة إذا كنت ترغبين في الزواج أن يكون موثقا توثيقا رسميا. السؤال السادس: تعوّد بعض الناس على مسابقة الإمام في الصلاة فيسبقونه في ركوعه أو سجوده أو الرفع من ركوعه.ما مدى صحة أو بطلان صلاتهم ؟ الجواب: إنّ ما ذكره السائل الكريم موجود عند بعض المصلين الذين تعوّدوا على سبق الإمام في حركته في الصلاة. والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالإقتداء بالإمام حيث قال : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، ولا تكبروا حتى يكبر ، وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد ، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً ، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين ). رواه أبو داود.ولذا فمن تعمّد سبق الإمام في الصلاة فإن صلاته باطلة لأن ما يستفاد من حديث النبي عليه الصلاة والسلام هو الوجوب.