من مبعوثنا الخاص: محمد باللطيفة الحلم الجميل بالترشح للمربع الذهبي لكأس رابطة أبطال افريقيا تبخر في ملعب «لاكينيا» بمدينة لوبومباشي الكونغولية امام نادي مازمبي.. الحلم الجميل تحول عشية أول امس الاحد الى كابوس ثقيل لم يقو أحباء النجم على تحمله وهم الذين كانوا يعلقون املا ولو كان ضئيلا على ممثليهم رؤوا فيهم «الغزاة» الميامين والأشاوس القادرين على رفع التحدي ونسف الأحكام المسبقة.. إلا ان لاعبي النجم باستثناء القليل منهم خيبوا الظن ولم يقدموا المنتظر منهم في مناسبة كانت تدعوهم الى «أكل» العشب لاقتلاع الفوز على مازمبي الذي بدا لنا دفاعه في المتناول إلا ان اشياء كثيرة ساهمت في فشل النجم في العبور الى نصف النهائي بعد انهزامه بهدف لصفر اتى في أواخر الشوط الاول. وكان بإمكان النجم تدارك أمره الا انه لم يقو حتى على الوصول الى مرمى مازمبي باستثناء بعض المناسبات المتباعدة والمتناثرة وإحداها تلك التي شهدت احمد العكايشي يسجل هدفا شرعيا ألغاه الحكم الطوغولي بإيعاز من مساعده الثاني قبل ان يحرم سيدات بوكاري في أواخر المقابلة من ضربة جزاء شرعية بشهادة الكونغوليين أنفسهم وقبل ان يقتنع الجميع ان العمل الهجومي للنجم لم يكن بالحجم المنتظر والمطلوب والكفيل بتحقيق نتيجة إيجابية ترتقي به الى نصف انهائي لكأس رابطة الأبطال. أداء.. ثقيل! قبل انطلاق المباراة وبالاستناد الى تصريحات الاطار الفني واللاعبين كنا ننتظر أداء سريعا ومباشرا لزعزعة اركان مازمبي لكن في آخر الأمر لم نر شيئا من فريق كان مطالبا بالفوز والعودة بالنقاط الثلاث حيث لم يقع تطبيق ولو النزر القليل مما تم إعداده طوال التحضيرات لهذه المباراة.. واذ نجح المدرب لطفي رحيم في امتصاص هيجان مازمبي فإنه لم ينتهج الهجوم المطلق خصوصا بعد قبول فريقه للهدف بل بقي النجم يتحين افلات احمد العكايشي او سيدات بوكاري في وقت انقطعت فيه ذخيرة العرق. الدفاع مرة أخرى كما كان منتظرا لعب النجم بكثير من الحذر وكان من الطبيعي ان تدور المباراة في جل فتراتها داخل مناطق ممثل كرة القدم التونسية ليأتي الهدف الوحيد في الدقيقة 37 من الشوط الاول اثر اخفاق في التغطية الدفاعية وهو نفس السيناريو الذي حصل تقريبا في المباريات التي تعثر خلالها النجم في دور المجموعتين الشيء الذي يطرح أكثر من سؤال حول الاخطاء المتكررة التي ما انفك يرتكبها المحور على وجه الخصوص وهو ما يتطلب من الإطار الفني تدخلا سريعا لمعالجة هذه النقيصة. نجم «ما يوجعش» الى جانب معضلة الدفاع هناك اشكال كبير للنجم يبقى في ضعف خطه الأمامي والذي مع الاسف وبلغة اهل الكرة ما «يوجعش» فبعد عجزه عن التهديف بواسطة العكايشي وبوكاري بحث المدرب لطفي رحيم عن القيام بالتعويضات لملء الفراغ لكن البنك كان«فارغا» فلا إميكا أوبارا ولا سليم الجديد تمكنا من إعطاء الاضافة والدفع الضروري. المثلوثي المنقذ يوم الأحد وجد النجم الساحلي في قائد فريقه وحارسه ايمن المثلوثي المنقذ من هزيمة كادت تكون ثقيلة امام الفرص التي توفرت لفريق مازمبي وحرمته من أهداف بدت محققة وحتى الهدف الوحيد للقاء لا يتحمل مسؤوليته. التحكيم.. التحكيم بعد المالي ياكوبا كايتا الذي أدار لقاء هرتلاند النيجيري مرة أخرى «يحفر» للنجم احد الحكام خندق الرداءة من خلال انحيازه المفضوح للفريق المحلي ومرة أخرى يكاد المتابعون لمباراة مازمبي ان يصابوا بالاسهال في يوم عيد الفطر من وراء هفوات ما انزل الله بها من سلطان... الطوغولي دجاوبي كوكو ومساعديه ماتياس آيناود جوكوري بياجي لم يشذ عن القاعدة الرديئة التي عوّدنا بها الحكام الافارقة كلما احتاج منهم احد فرقنا ذرة حق من صفارتهم طاقم التحكيم الطوغولي هذا فعل مازال منذ بداية اللقاء حتى نهايته حيث أعلن عن تسلسلات وهمية ضد مهاجمي النجم وألغى هدفا شرعيا للعكايشي وتغافل عن ضربة جزاء اكثر من واضحة اثر تدخل من الخلف على بوكاري.. في كلمة التحكيم كان يوم الأحد سيئا ولم يطبق القانون. الآن الى الواقع بعد خروج النجم من مسابقة كأس رابطة الابطال سيتحدث الجميع عن المسؤولية في حصول هذه الخيبة وسيتهم كل محلل طرفا ما لكن الأكيد ان مسؤولية ماحدث تبقى مشتركة وبالرصيد البشري الحالي كانت المراهنة على لقب أمجد الكؤوس القارية بمثابة المعجزة.. فالمدرب لطفي رحيم تعامل مع دور المجموعتين بقائمة محدودة من الاسماء والامكانات فضلا عن الاصابات وماتطلبه ذلك من«ترقيعات» في التشكيلة. نهاية الحلم الافريقي للنجم كان الحقيقة بعينها وهي ايضا «درس» لاعبين على وجه الخصوص للعودة الى نقطة الصفر لعلهم من تحت انقاض هذه المشاركة الفاشلة يخرجون في ثوب جديد للمراهنة على بطولة وكأس تونس. انتظارات العادة كثيرون من احباء النجم الساحلي ينتظرون ردود فعل من الهيئة المديرة ينتظرون إحالة بعض اللاعبين على التقاعد الاجباري باعتبار انهم ليسوا في حجم فريقهم بالاعتماد اكثر فأكثر على الشبان القادمين من صنف الآمال... لكن من يعرف فريق جوهرة الساحل من قريب وخاصة الاحباء الاوفياء يعلم ان المسؤولين سيتداركون ما يجب تداركه لتصحيح المسار بعيدا عن التشنج والانفعال وردود الفعل المتسرعة.. الأكيد ان عدة اشياء ستتغيّر لكن دون المساس بالخطوط الكبرى لمسيرة الفريق وأهدافه المرسومة.. فالفشل في رفع التحدي امام مازمبي الكونغولي ولى وانقضى والجميع في النجم يدركون ماذا ينقص لبناء فريق قادر على كسب مختلف الرهانات والتحديات. 200 ألف دينار كلفة الرحلة أفادنا مصدر مسؤول ان رحلة فريق النجم الساحلي بواسطة طائرة خاصة وما سبق ذلك من ترتيبات كلفت صندوق الجمعية ما يقارب ال 200 ألف دينار في حين لم تتجاوز مداخيل شهر سبتمبر الى حد الآن سوى 11 ألف دينار متأتية من مباراة مونوموتا بالزمبابوي في أولمبي سوسة. شكر لسفير تونس في الكونغو سعادة سفير تونس في جمهورية الكونغو الديمقرطاية محمود مسعود كان مثالا للوطنية وروح المسؤولية فقد قطع مسافة ألفي كلم وحضر من العاصمة كنشاشا إلى لوبومباشي وكان في استقبال وفد النجم الساحلي ومكث إلى جانبه ثلاثة أيام كاملة حيث قام بعديد التسهيلات التي كانت محل تقدير وإكبار الجميع. اختبار المنشطات اختارت القرعة الخاصة باختبار المنشطات الثنائي محمد علي نفخة ووديع الحاج فرج وقد علمنا أن العينات الخاصة بمقابلة مازمبي والنجم الساحلي سيتم إرسالها إلى مخابر جنوب افريقيا لفحصها وتحديد نتيجتها. الجالية اللبنانية بعد الصينية تعد مدينة لوبومباشي الكونغولية قرابة المليون ونصف نسمة إلى جانب بعض الجاليات الأخرى حيث تأتي في المرتبة الأولى الجالية الصينية التي تسيطر على معظم المناجم في الكونغو وخاصة مناجم النحاس والأورانيوم في حين تأتي الجالية اللبنانية في المرتبة الثانية والتي يشتغل جميع أفرادها بتجارة المواد الغذائية مثلما أكد لنا بعضهم ذلك. أمام 5 آلاف متفرج استعدادا لمواجهة النجم الساحلي وبعد حصوله على بطولة الكونغو أجرى فريق مازمبي كامل تحضيراته بملعب «لاكينيا» هذه التمارين حضرها جمهور غفير فاق عدده الخمسة آلاف متفرج في حين أن منافسه عادة ما يتدرب في سوسة أمام مجموعة من الأنصار لا يتعدى ال20 نفرا في أقصى الحالات. لطفي رحيم: خطأ فردي وتحكيم منحاز وراء الهزيمة أعتقد أن النجم أضاع ترشحه للدور نصف النهائي لكأس رابطة الابطال منذ هزيمة الجولة الاولى أمام مونومو تابا الزمبابوي وتعادل الجولة الرابعة أمام هارتلاند النيجيري وليس أمام مازمبي الكونغولي مثلما يعتقد البعض. فخلال هذه المباراة حاولنا التشبث ببصيص الامل الذي تبقى لنا إلا أن خطأ فرديا في التمركز كلفنا الهزيمة بتواطؤ من الحكم الطوغولي كوكو من خلال قراراته المنحازة للمنافس ومن خلال إعلانه عن تسللات وهمية ضد النجم وحرمانه من هدف وضربة جزاء شرعيين وتغاضيه عن إقصاء أحد لاعبي مازمبي بعد ارتكابه لمخالفة علي بوكاري في منطقة الجزاء مقابل إنذاره للاعبينا... عموما لابد لنا من طي صفحة رابطة الابطال والالتفاف الى التزاماتنا المحلية التي تنتظرنا انطلاقا من يوم الاحد القادم ضد الترجي الرياضي وأعتقد جازما أن النجم قادر علىالتدارك بسرعة قياسية وله من الامكانات ما يساعده على المحافظة على موقعه في صدارة البطولة الوطنية.