وافتنا الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين برسالة مفتوحة موجهة إلى قناة «نسمة» التي تعتزم بث مسلسل «بيت صدام» The house of saddam فيما يلي نصها: أعلنت قناتكم (نسمة تي في) اعتزامها بث مسلسل «بيت صدام» (ذي هاوس أوف صدام) الذي شرعت القناة الثانية في شبكة البي بي سي مؤخرا في بثه وهو مسلسل بريطاني أمريكي «إسرائيلي» انتجته قناة البي بي سي البريطانية بمعية الشركة الأمريكية «هيتش بي أو»، ويقوم بدور البطولة فيه أي بدور الشهيد صدام ممثل يهودي (إيجال ناعور) وهو من عصابات «تل أبيب» الصهيونية التي أمر الرئيس رحمة الله سنة 1991 بضربها بصواريخ العباس والحسين «تل أبيب» هذه التي تستمر الى اليوم في ضرب حصار وحشي على غزة بعد تدميرها على رؤوس أبنائها في عدوان 2008-2009 وتبطش يوميا ومنذ ستين عاما بأهلنا في كامل فلسطين وكذلك في العراق منذ احتلاله في 2003 بواسطة العدوان الثلاثيني بزعامة الولايت المتحدةالأمريكية. ومن المعلوم أن المسلسل المذكور كان قد أثار وقتها احتجاج ورفض التونسيين له. وقد صور المسلسل عن النمط الهزلي الهوليودي الأمريكي المتصهين الذي يسخر من الشخصية العربية الإسلامية وهو يركز سخريته الممزوجة بالكثير من الحقد والعنصرية على أسرة الرئيس الشهيد وعلى أداء الرئيس ورفاقه في الحزب والدولة. ومما لا شك فيه وباتفاق النقاد ممن شاهدوا المسلسل المذكور فان الهدف من هذا المسلسل هو إيجاد تغطية إعلامية وسينمائية لتبرير مسلسل الدماء الجارية في العراق بسبب جريمة غزوه وإبادة الملايين من شعبها وتدمير دولته وجيشه ومشروعه الوطني ومنع دوره القومي ونهب ثرواته وهي محاولة لتحويل الأنظار عن مشاهد ما أصبح يعيشها العراق اليوم من صراعات طائفية ومذهبية دموية لم يعرف العراقيون مثلها من قبل وذلك حماية لأمن كيان العدو الصهيوني وخدمة لمصالح الغرب الاستعماري في أرضنا وتجسيدا منه لما أعلنه من صراع الحضارات الذي يجسده من خلال الاستمرار في شن الحرب على الأمة واهانة رموزها والمس من أركانها ومحاولة زعزعة ثقتها بنفسها مسعتملا كافة الوسائل بما فيها المسلسلات والبرامج الإعلامية التي تبث على شاشات التلفيزيون. لكن مما لا شك فيه أيضا أن الغرب بات يخسر على كل الأصعدة العسكرية والسياسية الميدانية والحضارية والأخلاقية وخاصة على المستوى الإستراتيجي حيث أن كيانه الصهيوني الذي زرعه فوق أرضنا بات أمنه مزعزعا وأصبح على قائمة الراحلين الذين لا مكان لهم فوق أرضنا، ولكم في انتصارات المقاومة اللبنانية وصمود غزة والمقاومة العراقية خير مثال ودليل. السادة المشرفون على قناة «نسمة تي في» إذا كانت قناتكم كما يبدو تبحث عن الانتشار، فمن العيب أن يتم ذلك على حساب كرامتنا الوطنية وانتمائنا العربي والإسلامي، فمسلسل «بيت صدام» الذي لا علاقة له لا بصدام صاحب المشروع الوطني والقومي وحبيب فلسطين ولا ببيته العراقي الأصيل إنما هو محاولة لإذلالنا في عقر دارنا والمس من رموزنا واستهداف هويتنا ومحاولة زعزعة ثقتنا بأنفسنا وبمشروعنا القومي ورسالتنا الإنسانية. السادة المشرفون على قناة «نسمة تي في» إن منطقة المغرب العربي أكدت على ا لدوام أنها جزء من الوطن العربي وان شعبها جزء من الأمة العربية وأن مستقبلها من مستقبل الأمة وهي قد رفضت التطبيع مع كيان العدو وأعلنت مرارا، بالموقف وبالممارسة، أنها لن تقبل أبدا بالكيان الصهيوني على أرض الآباء والأجداد ولا ب«الشرق أوسطية» أو ب«المتوسطية» وبأنها منخرطة بالكامل في انتمائها إلى أمتها وصلب المشروع القومي والانساني وأن أحدا لن يستطيع سحبها من مواقعها هذه. السادة المشرفون على قناة «نسمة تي في» اننا نناشدكم عدم بث المسلسل المسيئ للشهيد صدام حسين ولأسرته وللعراق العربي المسلم ولمقاومته الباسلة ولفلسطين المجاهدة وللأمة كافة ولقيمها الانسانية الخالدة التي استشهد صدام وملايين العرب دفاعا عنها.