كان شهر رمضان المنقضي مميزا على قناة mbc4 باعتبارها تبث مسلسل «باب الحارة» الذي يستقطب جماهير غفيرة رغم كل التعاليق بسبب المشاهد العربي من هذا المسلسل باعتباره يقدّم في جزئه الرابع، الا ان طلبة الجامعات ينفون هذا الكلام لاسيما الفتيات . فالواحدة منهن تبحث عن «فارس احلامها» الذي يأتيها على « حصانه الابيض» وينقذها من سجن العنوسة. الا انها لا تجد صفات رجل احلامها في شبان اليوم الذين لم يعودوا أولئك الرجال «حماة وطنهم». هذا ما يجعل حنين الجنس اللطيف الى زوج مثالي التفسير الوحيد لوفائهن لمسلسل «باب الحارة» منذ جزئه الاول الى الرابع رغم الاستغناء عن بعض أبطاله. فكل فتاة تحلم برجل شجاع يواجه الموت ويجابه الخطر مدافعا عن الضعفاء، فكان عقيد الحارة ابو شهاب (سامي المصري) مثال الرجل الشهم ورجل احلام كل طالبة عزباء او ربما كانت شخصية معتزّ (وائل شرف) مقياسا للرجولة العربية وطيبة ابو عصام (عباس النوري) مثالا لدماثة اخلاق العرب ورجولة ابو النار (علي كريم) مثالا على حسن الجوار وحبّ بشير (أسامة جلال) مثالا للإخلاص هذه كلها صفات غابت عن شبان اليوم.. فالفتيات ينظرن الى شبان اليوم مثلما ينظرن الى ابو بدر (محمد خير الجراح)، الرجل الجبان الذي يخاف غضب زوجته ويقوم بكل الشؤون المنزلية.. هذا ما يجعل متابعة الفتيات لهذا المسلسل يومية لاسيما الطالبات فالكل يحلمن برجل بوسامة عصام (يوسف ميلاد) وحكمة ابو عصام وشهامة العقيد وشجاعة معتزّ.. متمنيات ان تكنّ في جمال جمانة مراد او أناهيد فيّاض.. إبداع المخرج بسام الملا في الدراما السورية جلي واحساس سعد حسيني في موسيقاه التصويرية واضح.. والتميّز لمروان قاوق صاحب السيناريو الذي ادرك ما يبحث عنه المجتمع في المسلسلات.. فتغلبت الدراما السورية على نظيرتها المصرية باعتبار ان السيناريو هو مفتاح نجاح هذا المسلسل الأسطورة الذي عاد بنا الى زمن الراوي وزمن الفرسان الشجعان وزمن حشمة الفتيات ووقارهن. نهى بلعيد (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار)