اذا كانت مهنة الزوج ذات صلة مباشرة بالنساء فكيف يمكن للزوجة تقبل مثل هذا العمل. حتما ستجد المرأة نفسها محاطة بالشكوك والوساوس خاصة وأن الزوج يلتقي يوميا بعدد من الفتيات والنساء اللاتي على قد كبير من الجمال كعارضات الازياء أو سيدات المجتمع الراقي، فكيف يمكن للمرأة ان تقاوم غيرتها وأن تحافظ على هدوء حياتها الزوجية؟ وهل تشعر بالندم لانها تزوجت من مصمم أزياء او حلاق نساء؟ وهل كانت تتمنى الزواج من رجل يشغل عملا آخر؟ لعل من أهم المهن النسائية التي برع فيها الرجال وأصبحوا نجوما ولهم مكانة هامة في المجتمع نذكر حلاق النساء ومصمم الازياء وطبيب النساء والتوليد. هذه المهنة تقتضي من الرجال ان يكونوا أكثر نعومة ولطفا نظرا لتعاملهم الدائم مع سيدات جميلات وناعمات. سألنا بعضا من هؤلاء الذين تحتم عليهم مهنتهم التعامل مع المرأة بصفة يومية هل أثرت مهنهم سلبا على حياتهم الاسرية؟ وكيف تتعامل زوجاتهم مع واقعهم المهني؟ **الثقة ضرورية يرى السيد الاسعد الحناشي (حلاق) ان الثقة بين الزوجين مهمة جدا في حالة وجود الزوج الدائم مع النساء بحكم مله. فالمرأة غيورة بطبعها وسرعان ما ينتابها الشك لمجرد ان يكون زوجها لطيفا مع النساء ويعاملهن رقة. وعن زوجته يقول، إن زوجتي ككل النساء غيورة وهذه الغيرة كانت في بداية زواجنا قوية لكن بطول المدة أصبحت زوجتي متفهمة لطبيعة عملي وبالتالي أضحت غيرتها معقولة وتطفو من حين لآخر عندما تتردد على المحل بعض الحريفات الدائمات فتوجه زوجتي اليّ السؤال التالي، لماذا يقصدنك انت بالذات ولماذا لا يذهبن الى أحد آخر غيرك؟ لكن دائما ما يكون انضباطي واخلاصي لزوجتي واحترامي لحريفاتي الواقي والحصن المنيع الذي يبعدني عن المشاكل ويحفظ علاقتي الزوجية من كل سوء. أما بالنسبة للمواقف الطريفة والمحرجة التي تعرض لها السيد الاسعد الحناشي خلال حياته المهنية فان اهمها على الاطلاق تمثل في اعترائه موجة من الخجل منعته من مواصلة وضع مكياج لاحدى حريفاته ويقول في هذا الصدد انا جنوبي حتى النخاع فالخجل سمة بارزة من سيماتي وعندما وجدت نفسي وجها لوجه مع حريفتي لم أقو على متابعة عملي واعتذرت وقررت أن أقتصر في عملي على قص الشعر فقط وتخليت نهائيا عن مهمة وضع «المكياج». يقر السيد خالد العرفاوي أستاذ حلاقة وصاحب «صالون» حلاقة للنساء ان الثقة بين الزوجين تمنعهم من الوقوع في المشاكل وبالنسبة لزوجته فانها متفهمة وتبادله الثقة اللازمة ويقول ان الغيرة لا يمكن ان تختفي من حياة امرأة وزوجته تغار لكن بشكل عادي وليس مرضيا وغيرتها اصبحت أقل حدة من ذي قبل نظرا لتفهمها لطبيعة عمله وتعودها على الاجواء العامة التي يتطلبها شغله وعموما فهي لا تتدخل في تفاصيل عمله. **متفهمة وعقلانية الدكتور جلال المرشاوي مختص في طب التوليد وأمراض النساء مهنته تقتضي منه التعامل الدائم مع الجنس اللطيف ومقابلة العشرات منهن خلال اليوم ورغم ذلك فانه لم يتأثر بعالم النساء وظل محافظا على هدوء حياته الزوجية، فزوجته طيبة مثله وربما تكون عدم غيرتها عليه مردها اشتغالها بنفس المجال. حتى أن الدكتور المرشاوي يستغرب عدم غيرة زوجته عليه مطلقا، ويقول معلقا على موضوع غيرة النساء المشطة من النساء اللاتي يتعامل معهن ازواجهن «أرى في زوجتي امرأة عظيمة ومتفهمة فهي تتحلى بالرصانة والنضج العاطفي الكافيين مما جعها تمنحني ثقتها التامة ولا تعكر عليّ صفو الحياة بالغيرة والشك. ويروي الدكتور جلال المرشاوي أهم طرفة تعرض اليها خلال عمله فيقول عادة ما تفاجئ بعض الحريفات ان من سيشرف على علاجهن رجل فيعتريهن الخجل ويترددن في الدخول الى غرفة الكشف فتولى الممرضة اقناعهن بقولها «انه طبيب وليس رجل» فتطمئن اغلبهن ويقدمن على الفحص. ويشير الدكتور المرشاوي الى ضرورة تفهم نفسية المريضة واقناعها حتى تقبل على العلاج. **غيرة شديدة هناك عدد هام من النساء أصبن بالندم لزواجهن من حلاق او مصمم أزياء او من بعض الرجال الذين يتعاملون مع النساء بصفة مستمرة ويومية، فالسيدة نجاة تنهش الغيرة قلبها ولا تهنأ لها قرار بسبب اشتغال زوجها بمبيت جامعي حيث يقابل يوميا مئات الفتيات ويتعامل معهن بصفة مستمرة. واحست بندم وتمنت لو أنها تزوجت برجل يعمل في سلك الدفاع حيث يكون تواصله مع الجنس اللطيف محدودا. والسيدة هدى ايضا تعاني من عمل زوجها ومخلفاته النفسية فقد حدث وان شعرت بالغيرة والشك وكادت حياتها الزوجية تنهار بسبب رأيتها الدائمة لزوجها مصمم الازياء يعامل الاخريات برقة ولباقة لكن بمرور الوقت فهمت ان طبيعة عمله تقتضي ان يتعامل مع الحسناوات بلباقة وقد يضطر للمجاملة احيانا.