شهدت ولاية الكاف مؤخرا إمضاء اتفاقيتين فريدتين من نوعهما في تونس لتوفير 3 آلاف بقرة حلوب مؤصلة لصغار الفلاحين وذلك في إطار جهود الدولة لتنشيط الحركة الاقتصادية الفلاحية وترشيد استثمار الارض والبحث عن موارد عيش جديدة من شأنها أن توفر مواطن شغل. كما أفادت مصادر مطلعة أن المشروع سيشهد توسعا كبيرا في مراحله الموالية بعد أن يتم إنجاز المرحلة الاولى بنجاح، ذلك أن ولاية الكاف تتوفر على رصيد فلاحي كبير يمكن فلاحيها من تربية عشرات الآلاف من رؤوس البقر المؤصل لانتاج الحليب. وجاءت هذه الاتفاقية الفريدة ثمرة لجهود عدة دراسات واطلاع على واقع الارض وصغار الفلاحين في الجهة التي ماتزال تعتمد بشكل كبير على الزراعات الكبرى التي تعتمد بدورها على ما تجود به السماء. ومن هنا جاءت عدة أفكار منها تطوير تربية الابقار الحلوب التي ما تزال محدودة جدا في ولاية الكاف رغم الامكانيات الكبيرة وخصوصا الارض الجيدة وإمكانية إنتاج الاعلاف على عين المكان. ضمان الحقوق وفي هذا الاطار، كان السيد حاتم العماري والي الكاف قد أكد في عدة زيارات عمل ميدانية على وجوب تطوير تربية الابقار، حيث كشف أنه بحكم عمله في ولايات أخرى شاهد كيف تم تحقيق نجاحات باهرة في تربية الابقار الحلوب بإمكانيات بسيطة مقارنة بما تملكه ولاية الكاف. ومن الناحية العملية، توفر البقرة الحلوب ما يقارب موطني عمل دون اعتبار المداخيل المالية المتأتية من بيع الحليب يوميا وكذلك بيع العجول. ولقد بدا هذا المقترح جديرا بالتنفيذ والمتابعة لولا أنه واجه طويلا معضلة فقدان التمويل الذاتي لدى صغار المربين، فيما كانت هياكل الدولة تعمل على إيجاد صيغة تضمن إنجازه لما فيه من عوائد اقتصادية واجتماعية على الجهة، كما تضمن حقوق جميع الاطراف المتدخلة فيه حتى أثمرت الدراسات والاستشارات اتفاقا يعقد لأول مرة في تونس وقد يكون أنموذجا يحتذى في خلق الثروات ومواطن الشغل. شروط ومواصفات يجمع هذا الاتفاق بين ثلاثة أطراف: البنك التونسي للتضامن الذي يتعهد بدفع الاعتمادات المالية لشراء الابقار ومندوبية الفلاحة التي ستتعهد بالجانب الفلاحي من دراسة ملفات المنتفعين وتكوينهم مهنيا ومساعدتهم في الحصول على الامتيازات التي نص عليها القانون، ثم مراقبة وفرز الابقار عند التسليم بالاضافة الى المساعدة الفنية فيما بعد. أما الطرف الثالث فهي الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية التي ستتولى توفير الابقار وفق شروط ومواصفات تضبطها وزارة الفلاحة بالاضافة الى المعدات الضرورية لها. كما ستضمن هذه الشركات أهم شروط هذا البرنامج وأكثرها إثارة لمخاوف المربين وهي جمع وترويج الحليب في إطار عقود خاصة مع المنتفعين بهذا المشروع. وبالفعل، فقد تم المرور سريعا الى الجانب العملي وذلك ببرمجة بيع 3 آلاف بقرة مؤصلة في إطار اتفاق الشراكة مع تعاونية الخدمات الفلاحية بمنطقة «المحاسن» التي ستحصل على 2000 بقرة وتعاونية «سهل الزوارين» التي ستحصل على ألف بقرة. كما بدأت أعمال دراسة ملفات الراغبين في الانتفاع بهذا المشروع وتلقت اللجنة المشتركة المشرفة عليه مئات الطلبات، فيما علمت «الشروق» أنه تمت الموافقة على عشرات المطالب التي تنتظر بعض المراحل المهمة مثل وجوب تكوين المنتفعين في مجال تربية البقر وغيره من الشروط الاساسية لضمان نجاح المشروع. كمال الشارني مدنين: حتى يطيب القرار في «القرار» مدنين (الشروق): تشهد منطقة طريق ڤابس بولاية مدنين التي يطلق عليها سابقا اسم «القرار» تحولات ديموغرافية كبيرة ونقلة نوعية تمثلت أساسا في استقطابها لعدة مؤسسات تربوية وإدارية ومؤسسات اقصتادية ولكن المنطقة للاسف لاتزال تفتقر لبعض المنشآت الهامة التي من شأنها أن توفر خدمات للمواطنين. فمنطقة طريق ڤابس تحتاج الى إنشاء مركز صحي للعلاج أو مستوصف يوفر للاهالي مختلف الخدمات الصحية ويخفف الضغط على المستشفى الجهوي بمدنين. كما أن حالة الطرقات السيئة تبعث على القلق وتثير الشعور بالاستياء وتطرح أكثر من تساؤل. فهل تعمل المصالح المسؤولة على تجاوز هذه النقائص بالتطوير في البنية الأساسية وتحسين الطرقات وإنجاز مركز صحي، حتى يطيب القرار في منطقة «القرار». رضا بركة قبلي: المناخ يبشر بإنتاج تمور عالية الجودة الفلاحون يشتكون من البيع المشروط ويطالبون بدعم سعر «الناموسية» تحتاج التمور وخاصة دقلة النور منها عناية فائقة خلال مراحل انتاجها ليحصل الفلاح على ما ينشده السوق من جودة. ومن أهم مراحل العناية بالصابة وآخرها ما شهدته واحاتنا خلال الايام الماضية من نشاط يستهدف تغليف عراجين التمر بمادة البلاستيك أو الناموسية لحمايتها من مختلف المؤثرات المناخية كالامطار العنيفة والرياح العاتية والحشرات والغبار... وقد سجلنا خلال هذه المرحلة تشكيات عديدة من الفلاحين حول اشتراط الجهات المختصة في بيع مواد التغليف (من «بلاستيك» و«ناموسية») على ضرورة اشتراء كمية من الناموسية لتبيعه ما يطلبه من بلاستيك معتبرين هذا السلوك بيعا مشروطا. «الشروق» انتقلت الى بعض نقاط البيع وتأكدت من هذه الطريقة من البيع ولكننا حين أردنا استيضاح الامر لم نجد مسؤولا يفيدنا بجلية الامر. أما الاعوان والعمال المباشرون لعمليات البيع فإنهم يردون دائما بكونهم يطبقون أوامر «الاعراف» الذين قد يكونون يطبقون بدورهم مناشير ترد عليهم من إداراتهم المركزية!!؟ الطرف الوحيد الذي صادفناه وقدم لنا تفسيرا مقنعا ومسؤولا حول المسألة هو السيد نجيب حمادي رئيس اتحاد الصناعة والتجارة بڤبلي الذي وافانا بعرض مسهب عن جدوى استعمال الناموسية في الحصول على صابة عالية الجودة وقد قارن خلال هذا العرض موقف الفلاحين من الناموسية بموقفهم من البلاستيك في بداية تجربتهم لاستعماله إذ أكد لنا السيد نجيب حمادي أن الفلاح سيطالب هو نفسه باستعمال الناموسية عوضا عن البلاستيك بعد تجربتها وملاحظة جدواها التي تعوّض ارتفاع ثمنها مقارنة بثمن البلاستيك. دعوة للتخفيض في الاسعار أما السيد أحمد صميدة أحد المهتمين بالنشاط الفلاحي بالجهة فقد عبر لنا عن اقتناعه بجدوى الناموسية مقارنة بالبلاستيك ولكنه عبر عن احتجاجه على الطريقة التي اعتمدتها المصالح المختصة في ترويجها ونعتها ب «البيع المشروط». كما دعا السيد المبروك م وهو فلاح بالجهة الى مزيد التدخل لتدعيم ثمن الناموسية التي لا يشك في فاعلية تأثيرها على الجودة ولكنه أيضا لا يشك حسب قوله في تأثيرها على الزيادة في تكلفة الانتاج التي لم تعد تحتمل ارتفاعات جديدة لتحافظ التمور على تنافسها مع بقية الغلال داخليا ومع تمور البلدان الاخرى خارجيا. أما السيد علي ش وهو فلاح أيضا فقد اعتبر طريقة اشتراط اشتراء كمية من الناموسية على الفلاح الذي يريد أن يشتري البلاستيك تقصيرا من قبل الهيآت المهنية المختصة في تأطير منظوريها وتوعيتهم وتأهيلهم وقد أشار الى غياب نشاط هذه الهيآت بين صفوف الفلاحين بالجهة. مناخ ملائم هذا الخلاف الحاصل حول عملية التغليف هو الذي جعلنا نلاحظ عند تجوالنا عبر واحات المنطقة بعض النقص في نسبة العراجين المغلّفة ببعض الضيعات مما جعل الاسئلة تطرح حول آفاق جودة صابة هذه السنة. ولكن الظاهر أن العوامل الطبيعية قد انحازت هذه السنة الى جانب الفلاح للفوز بمعركة الجودة إذ عرف المناخ بالجهة خلال الفترة الاخيرة نسقا نموذجيا من الاستقرار الخريفي الحاسم في إنتاج تمور عالية الجودة إذ وفر طقس الايام الاخيرة بالجهة ما يمكن أن نسميه ظروفا مخبرية لحدوث تفاعل متوازن بين المكوّنات الداخلية لحبات التمر لتنضج في أعلى مستويات جودتها. فهل يمكن أن نعتبر مناخ الايام الاخيرة بمثابة الفرصة الذهبية التي تقدم لمصالح الفلاحة ولاتحاد الفلاحين بڤبلي للبحث عن خيارات أكثر نجاعة في تأهيل الفلاحين وتأطيرهم وإقناعهم بجدوى الناموسية وفي مزيد مساعدتهم على تحمّل تكاليفها؟ محمد المغزاوي رد من بلدية التضامن المنيهلة إثر نشر المقال الصادر بصحيفتنا بتاريخ 30 أوت 2009 بخصوص مصبات الفضلات وافتنا بلدية التضامن المنيهلة بالرد التالي: وم البلدية بمجهودات كبيرة من أجل أن تبقى مدينة التضامن المنيهلة نظيفة ويطيب فيها العيش فهي تقوم بتنظيم حملات استثنائية للنظافة عند نهاية كل أسبوع الى جانب البرنامج اليومي ورغم الكثافة السكانية الهامة واتساع المنطقة البلدية فإن فرق النظافة تتولى رفع المصبات الظرفية في الوقت المناسب. أما عن المصب الوقتي الوحيد بالمنيهلة فهو محل عناية ومتابعة خاصة من طرف المصالح البلدية ويقع رفع الفواضل منه بصفة منتظمة الى المصب النهائي ببرج شاكير وإننا نعمل على تنظيف المصب الوقتي باستمرار قصد القضاء على كل الفواضل والبحث في القريب العاجل عن قطعة أرض لاحداث مركز تحويل حسب المواصفات المطلوبة وإننا نعمل بحزم للمحافظة وصيانة كل المنجزات الوطنية.