تراجعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» عن قرارها السابق بعدم تدريس المحرقة اليهودية في مناهجها التعليمية بتأكيدها أمس على أهمية إلحاق «الهولوكست» في المقررات التدريسية، الامر الذي من شأنه إثارة موجة غضب فلسطينية وعربية. وأشارت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس الى أن «الأونروا» تخطط لإدماج دروس حول «الهولوكست» ضمن مناهج المرحلة المتوسطة في قطاع غزة. ونسبت «الاندبندنت» لمسؤول «الأونروا» في قطاع غزة جون جينغ قوله إنه واثق بأنه سيتم تدريس معلومات عن المحرقة اليهودية لأول مرة للطلبة والتلاميذ الفلسطينيين، مضيفا أن الوكالة انتهت من كتابة المسودة. واعتبر أن أي منهج دراسي يتطرق الى حقوق الانسان لن يكون كاملا ما لم يسلّط الضوء على معلومات وافية حول «الهولوكوست». وتتقاطع تصريحات جينغ مع بعض التسريبات الاعلامية التي أماطت اللثام عن مطالبة الأممالمتحدة الجماعات المحلية في قطاع غزة بإبداء رأيها حول تدريس المحرقة اليهودية. من جهة أخرى، تتناقض تأكيدات «الأونروا» مع ما ذكرته الشهر المنصرم بأنها لا تنوي تدريس موضوع «الهولوكست» طالما أن تل أبيب تشطب كل ما له علاقة بفلسطين من المناهج التعليمية للطلبة الفلسطينيين في مناطق 1948 المحتلة. وفي تعليقهم عن الخطوة الاممية الجديدة، اعتبر مراقبون ومتابعون للشأن الفلسطيني أن الاجراء يعدّ تنازلا أمميا جديدا لصالح اسرائيل التي هددت بإغلاق مكاتب «الأونروا» في حال تدرج «الهولوكست» ضمن مناهجها التعليمية. بدوره، نعت رئيس لجنة التعليم في قطاع غزة عبد الرحمان الجمال الهولوكست بالأكذوبة الكبيرة، مؤكدا أن تدريس المحرقة المزعومة يعني أن «الأونروا» تقدم خدمة كبيرة لاسرائيل. ومن المنتظر أن يثير إجراء «الأونروا» عاصفة من الشجب والتنديد الفلسطيني والعربي خاصة أن «الهولوكست» استعملت كذريعة اسرائيلية لإبادة الشعوب العربية واحتلال أراضيها وتدنيس مقدساتها.