في إطار انفتاحه على مختلف أطراف العمليّة الانتخابيّة وبعد لقائه مع كلّ الأحزاب السياسيّة ووفد هام من الديبلوماسيين الأجانب المعتمدين في تونس (18 سفيرا) واتصالاته المستمرة مع الإدارة والقضاء الانتخابي (المجلس الدستوري) ، عقد المرصد الوطني للانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة أمس لقاء مفتوحا مع رؤساء وعدد من أعضاء القائمات المستقلة الّتي تقدّم بها أنصار التيار الاشتراكي اليساري المنسحبين من فضاء المبادرة الوطنية للديمقراطية والتقدّم. وأعرب الأستاذ عبد الوهاب الباهي في كلمة له عن تقدّم المرصد بشكل حيادي ومستقل للاضطلاع بالدور الموكل له في الاستماع لكلّ الآراء والمقاربات حول راهن المشهد الانتخابي بإشكاليات ومستقبل هذا المشهد بما ينطوي عليه من مقترحات وتصورات بهدف التطوير. يسار مشارك ويسار احتجاجي وفي كلماتهم وتدخلاتهم أشار رؤساء القائمات واعضاؤها الحاضرون في اللقاء عن توجّههم إلى إبراز رؤية جديدة عن يسار تونسي منفتح ومشارك يقطعُ مع سلوكات اليسار الاحتجاجي، وأكّدوا أنّهم انخرطوا في المسار الانتخابي ضمن هذا الاطار المستقل بهدف المساهمة في إثراء التجربة الانتخابيّة التعدّدية في تونس ولفسح المجال خاصة للشباب والطلابي منه على وجه الخصوص من أجل الاهتمام بالشأن العام وخدمة المصلحة الوطنيّة .. ونوّه المتحدّثون بالتدخلات الهامّة الّتي قام بها المرصد عند المراحل الأولى للعملية الانتخابيّة مؤملين أن يقع التفكير في تطوير هذا الهيكل في اتجاه المزيد من التوسّع الجغرافي وصلاحيات تدخّله. وقدّم أنصار التيار اليساري الاشتراكي جملة من المقترحات المتعلّقة بمختلف أبواب وفصول المجلة الانتخابيّة مبرزين أنّ هذه المجلة تعاملت بنوع من التهميش للمستقلين حينما لم تُعاملهم على قدم المساواة مع المترشحين ضمن قائمات أحزاب المعارضة. مساواة دستوريّة وانتخابيّة ومن أبرز المواضيع الّتي طرحها أنصار التيار الاشتراكي اليساري مدى انسجام التفريق الّذي تُقيمهُ المجلة الانتخابية بين الترشح في إطار قائمات حزبية والترشّح ضمن قائمات مستقلة وفي هذا الصدد تساءل أحد المتدخلين:»لماذا تفرّق المجلّة الانتخابية بين الترشّح الحزبي والترشّح المستقل؟» مؤكّدا أنّ ذلك التفريق يُخالف الدستور الّذي يُساوي في خياراته الجوهريّة بين كلّ التونسيين دون نظر إلى انتماء أو لون سياسي معيّن أو جهة أو فئة مخصوصة ، وطالب صاحب التدخّل بضرورة تعديل نظام الاقتراع الحالي بما يُتيح للمستقلين فرصا للتمثيل النيابي في البرلمان مع سائر ممثلي أحزاب المعارضة مؤكّدا أنّ العديد من المستقلين يمتلكون برامج انتخابيّة وتصورات هامّة وثريّة من شأنها أن تخدم البلاد. وأكّد الأستاذ الباهي أنّ المرصد يستمع إلى كلّ الآراء والمقاربات ويهمّه كثيرا أن يحصل على تصوّرات لتحسين المشهد الانتخابي في البلاد مخبرا أنّ لقاءات أخرى ستُعقدُ مع بقية القائمات المستقلة. علما أنّ أنصار التيار الاشتراكي أحدثوا مفاجأة هامّة خلال المرحلة الأولى من الانتخابات (تقديم الترشحات) حيث أمكن لهم الحصول على 9 وصولات نهائيّة لتسع قائمات من ضمن 12 قائمة تقدّموا بها في الآجال القانونيّة، وعلى هذا النحو سيُشارك الاشتراكيّون اليساريّون في تسع دوائر هي القائمات المستقلة من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية وهي: تونس 1: رئيس القائمة : منى الوسلاتي ، تونس 2 : رئيس القائمة نوفل الزيادي ، منوبة : رئيس القائمة منير خير الدين ، سليانة رئيس القائمة عادل العلوي ، أريانة رئيس القائمة فرحات الرداوي ، نابل رئيس القائمة نور الدين شواطي ، الكاف رئيس القائمة عادل العياري ، القيروان : رئيس القائمة: كمال عبداوي .