رغم الحرص الواضح الذي أبدته إدارة مطار النفيضة الدولي زين العابدين بن علي على عدم كشف المراحل الأخيرة من أشغال بناء المطار تمكنت «الشروق» أمس بوسائلها الخاصة من التقاط الصور الاولى لهذا الانجاز الضخم قبل تدشينه رسميا ودخوله حيز الاستغلال. جولتنا في المطار مكنتنا في البداية من الوقوف على البنية التحتية من جسور ومحوّلات وطرقات تم بناؤها بمواصفات ممتازة جدا اضافة الى برج المراقبة الذي يرتفع لأكثر من 85 مترا ليكون الاعلى بين أبراج المراقبة في القارة الافريقية. بالتوازي مع ذلك لاحظنا على عين المكان اللمسات الاخيرة في مأوى السيارات الذي يتسع لمئات العربات لكن العلامة المميزة لهذا المطار تبقى الواجهة الخارجية للمحطة الجوية التي صممت بشكل فني جذاب فيه الكثير من الحرفية وقد حضرنا أمام هذه الواجهة عملية تركيب اللافتة التي تتضمن اسم المطار اي (مطار النفيضة الدولي زين العابدين بن علي) وقد لفت انتباهنا الانتهاء من تركيب الحروف الفرنسية فيما كانت عملية تركيب الحروف العربية تجري على قدم وساق. «الشروق» تحولت ايضا داخل المحطة الجوية التي ركزت بها التجهيزات الالكترونية وبدأت عملية فحصها وتجريبها... المصاعد الالكترونية ايضا انطلق تشغيلها... شركات أجنبية عديدة وجدناها كذلك بصدد الانتهاء من بعض أشغال المناولة كتركيب البلور وفحص اجراءات السلامة... مساحات خضراء داخلية أنيقة ونباتات طبيعية جميلة تم زرعها في بهو المطار لتضفي مسحة جمالية اضافية. المقاهي ايضا والمحلات التجارية وفروع البنوك بدأت في وضع معداتها وتجهيزاتها. وقد علمنا في هذا الصدد ان جميع هذه المحلات قد تم كراؤها بأسعار خيالية قد وصلت الى 10 آلاف دينار في الشهر الواحد بحساب 250د و300د للمتر في الشهر الواحد لكن مع ذلك فقد وجدت منافسة شديدة واقبالا كبيرا من المستثمرين. شبابيك المراقبة كذلك انتهت أشغالها ولم يبق سوى تجريب مئات اللوحات الالكترونية والساعات وكامراوات المراقبة. وللأمانة نقول ان الزائر الى مطار النفيضة قد يصاب بالدوران والدهشة نظرا للعمل الجبار الذي قامت به كفاءات تونسية وأجنبية بفضل إرادة سياسية راسخة ليكون هذا الصرح مكسبا اضافيا ضمن مكاسب تونس المتنوعة... فضلا عن هذه التجهيزات والمرافق التي ذكرناها لابد من الاشارة الى السوق الحرة التي اتخذت شكلا جذابا الى أبعد الحدود لتعكس إجمالا روعة هذا الانجاز الذي سيخلق حركية اقتصادية وسياحية وتنموية غير مسبوقة في كل المناطق المحيطة به. في الاخير نتوجه بالشكر لمن ساعدنا في انجاز هذا الريبورتاج المصور ونشد على أيادي كل العاملين في المطار من مهندسين وفنيين وعمال.