تواصلت ردود الفعل الداخلية والدولية على فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة «نوبل» للسلام بين مرحّب ومنتقد ومشكّك لكن الادارة الأمريكية ردّت على الانتقادات التي انهالت عليها من الجمهوريين وجهات خارجية بالقول ان الأوسمة التي تنالها أفضل من الأحذية التي قُذفت بها الادارة السابقة برئاسة جورج بوش. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي كراولي انه «من منظورنا فالأمر (فوز أوباما بالجائزة) يمنحنا إحساسا بالزخم عندما تنهال الأوسمة على الولاياتالمتحدة عوضا عن الأحذية في إشارة واضحة الى حادثة قذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء زيارته الوداعية للعراق. انتقادات «جمهورية» وقد سارع الجمهوريون في الولاياتالمتحدة الى انتقاد منح الرئيس الجائزة. وقال رئيس الحزب الجمهوري مايكل ستيل «تساءل الأمريكيون عما حققه أوباما فعلا، انه أمر مؤسف أن تطغى قوة نجم الرئيس على جهود مدافعين أشداء حققوا انجازات فعلية في العمل من أجل تحقيق السلام وحقوق الانسان». ورأى ستيل أن قرار منح الجائزة «كان للأسف بناء على قوة جاذبية أوباما كنجم سياسي» موكدا أن أوباما لن يحصل في المقابل على جائزة من الأمريكيين مشيرا بذلك الى ارتفاع نسبة البطالة في الولاياتالمتحدة. لكن السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي خسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي أمام أوباما قال انه يتعين على الأمريكيين الشعور بالفخر بفوز منافسه بجائزة نوبل للسلام. وقال ماكين في تصريحات له «أعتقد أن الأمريكيين يشعرون دائما بالسعادة عندما يتم تكريم رؤسائهم بشيء من هذا القبيل». واعترف السيناتور الجمهوري المنتمي الى يمين الوسط بأنه «مندهش لهذا القرار» الذي قال انه على ما يبدو استند الى توقعات اللجنة بشأن أوباما وليس على انجازات الحزب الديمقراطي. وفي السياق ذاته انتقدت ميريد كوريجان ماجوير الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1976 تكريما لجهودها في خدمة السلام في ايرلندا الشمالية منح الجائزة لأوباما قائلة ان «قرار منح الجائزة للرئيس الأمريكي محزن جدا لأن الجائزة تُمنح عادة لأشخاص أنهوا حروبا وأيّدوا نزع السلاح». ورأت ماجوير أن على أوباما أولا أن يبرهن على أنه عازم على انهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان. واعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أمس أن منح جائز نوبل لأوباما كان مبكرا ومستعجلا لكنه قال «إذا كان القرار عاملا مشجعا على اعتماد توجه مبني على السلام العادل والرفض العملي للسياسات العسكريات وتفرّد الادارات الأمريكية السابقة فإن طهران لا تعارض ذلك». ترحيب في المقابل رحّب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمنح نظيره الأمريكي جائزة نوبل للسلام لهذا العام وقال ان «الجائزة جاءت بمثابة تقييم واقعي للتطورات السياسية في العالم وآمل أن يسهم هذا القرار في دفع جهودنا المشتركة لخلق مناخ جديد للسياسة الدولية». من جانبه اعتبر الزعيم الكوبي فيدال كاسترو أمس نيل أوباما الجائزة «أمرا إيجابيا» وكتب الرئيس الكوبي السابق في مقالة نشرت أمس «لا أشاطر دائما مواقف هذه المؤسسة (نوبل) لكن عليّ أن أقرّ بأن قرارها هذه المرة كان أمرا إيجابيا».