تحدثنا كثيرا في أعداد سابقة عن أهمية صيانة السيارة بمختلف مكوناتها الميكانيكية والكهربائية لما لها من فائدة كبيرة في الحد من حدوث الأعطال المفاجئة وتجنّب بعض الحوادث التي قد تنجر عن هذه الأعطال، وتصبح عملية الصيانة أمرا ملحا وضروريا في مثل هذا التوقيت حتى نعد سياراتنا لاستقبال فصل الشتاء في أحسن الظروف وتعتبر بطارية السيارة من العناصر الجوهرية التي يجب أن تمتد إليها عمليات الصيانة حتى تظل في حالة جيدة وتؤدي عملها بكفاءة. ولأن البطارية لها المكان الأول في الدورة الكهربائية للسيارة فمن الواجب علينا عدم إهمال صيانتها والتثبت من حالتها إن كانت جيدة أم لا باعتبارها أهم أجزاء السيارة على الاطلاق لحظة دارة المحرك فهي تمد المحرك الكهربائي بالتيار الكافي لإدارته عند بدء محرك السيارة وإذا ماتركناها دون مراقبة أو صيانة فإنها قد تمثل إشكالا حقيقيا عند برودة الطقس. يقول أخصائي في كهرباء السيارات في حديثه عن هذا الموضوع: «إنّ البطارية كغيرها من مكونات السيارة تتأثر كثيرا بمستوى وكيفية العناية التي تبذل في صيانتها، فكلما كثرت العناية والصيانة الدورية للبطارية، زاد عمرها». ويضيف أن صيانة البطارية خاصة قبل دخول فصل الشتاء ضرورة وليست أمرا اعتباطيا لأنها تجنب أصحاب السيارات عديد المشاكل فيما بعد. الطريقة المثلى للصيانة ترتكز عناصر الصيانة أساسا على اختبار وقياس كثافة سائل البطارية باستخدام ميزان الكثافة (الهيدرومتر) وعلى اختبار الضغط بين أعمدة البطارية باستخدام الفولتميتر وإضافة الماء المقطر للسائل وتنظيف الأقطاب والأسلاك وتغيير التآلف منها كما تشمل صيانة البطارية شحنها وتغيير سائلها وتجديد ألواحها عند الضرورة. وعموما، تكون صيانة هذا المكون الأساسي في السيارة بالحرص على الكشف الدوري على منسوب السائل في البطارية بحيث يغمر السائل حافة الألواح ويعلوها بحوالي 12 سم. كذلك يحذر الأخصائي في كهرباء السيارات من غسل البطارية على فترات ثم إعادة تزويدها بالحامض وشحنها، وينصح بدلا عن ذلك، بفصل البطارية من الدائرة الكهربائية ونزعها من مكانها بالسيارة عند غسلها وتفريغها مما تحويه من حامض ووضع ماء مقطر بدلا منه عدة مرات حتى نرى الماء خاليا من الرواسب، بعد ذلك تملأ البطارية بالحمض من جديد مع مراعاة أن تكون كثافته في حدود 1.265 1.290 ثم نشحن البطارية بعد ذلك كما يجب التحذير من استعمال الماء العادي في تحضير الحامض وخاصة عدم صب الماء على الحامض عند تحضير السائل. وفي إجراء آخر، يؤكد الأخصائي على ضرورة عدم ترك البطارية غير مستعملة بدون شحن بل وجب شحنها قبل تخزينها. وأثناء عملية الشحن، يجب مراعاة إبعاد البطارية تماما عن مصادر اللهب خاصة نظرا لخروج غاز الهيدروجين والأكسوجين قرب نهاية عملية الشحن مما قد يؤدي إلى حدوث انفجار. والتثبت من تيار المولد لأن التيار العالي أو المنخفض يتلف البطارية عند الشحن أما عند إعادة تركيب البطارية مكانها بعد عملية الشحن يجب التأكد من أن طرفي البطارية السالب والموجب قد أحكم وضعهما وربطهما. وقد تتسبب عملية الصيانة أو الشحن الخاطئ في حدوث عديد الأعطال بالبطارية مثل تملح الألواح بسبب تكون طبقة صلبة من الكبريتات تمنع إتمام التفاعل الكيميائي. وإذا كان التملح بسيطا فمن الممكن علاجه بشحن البطارية بتيار ضعيف يصل إلى عشر تيار الشحن العادي ثم تفريغها أيضا بنفس المعدل... أما حالات التملح الشديد فلا علاج لها ويتمثل سبب حدوث هذا العطل في التفريغ السريع للبطارية أو تركها غير مشحونة بدون استخدام فترة طويلة... ويمكن أن يحدث الضرر أيضا بسبب الاتصال الداخلي بين الألواح الموجبة والسالبة، ويتمثل العلاج في غسل البطارية ثم شحنها، فإذا لم تفد هذه العملية، وجب تغيير الألواح. أما الشحن الزائد للبطارية فقد يتلفها ويتسبب ذلك في زيادة كبيرة في كمية الماء المستهلكة في البطارية لأن الشحن الزائد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة السائل وبالتالي إلى سرعة تبخره وزيادة التأكسد في الألواح الموجبة مما يؤدي إلى تمدد هذه الألواح وتملح الأطراف العلوية، وجب تغيير الألواح. أما الشحن الزائد للبطارية فقد يتلفها ويتسبب ذلك في زيادة كبيرة في كمية الماء المستهكلة في البطارية لأن الشحن الزائد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة السائل وبالتالي إلى سرعة تبخره وزيادة التأكسد في الألواح الموجبة مما يؤدي إلى تمدد هذه الألواح وتملح الأطراف العلوية لألواح البطارية. وعموما، تساهم عمليات التفريغ الزائد أو الإبقاء على البطارية في حالة شحن منخفضة والتفريغ الدائم وإبقاء مستوى المحلول أقل من الحد المطلوب في التقليل من عمر البطارية ولتلافي حدوث ذلك، يجب أن لا يسمح لمستوى المحلول أن ينخفض إلى ما دون الحد المطلوب، ويجب أن يتم ملء البطارية بالمحلول في حالة انخفاض مستواه، والاهتمام بنظافة البطارية وعدم تعرضها للصدمات، مع الحرص على تفقد أقطاب البطارية وإزالة المواد المترسبة عليها.