كشف الطبيبان النرويجيان اللذين عملا ضمن طواقم الاغاثة في غزة خلال العدوان الصهيوني عن فظاعات جديدة تثبت إرهاب اسرائيل ووحشيتها ضد المواطنين الفلسطينيين مؤكّدين أن وسائل الاعلام لم تظهر سوى القشرة الخارجية للمأساة الانسانية الأمر الذي أثار سخط الدوائر السياسية والديبلوماسية في أوسلو. ووثّق مادس غيليبرت وايريك فوسه في كتابهما الصادر حديثا «عيون في غزّة» المجازر الصهيونية في القطاع بالصورة والشهادات الحية مشيرين الىأن العدوان لم يميز بين الأهداف العسكرية والمدنية. القنابل الفوسفورية وأورد الطبيبان في توضيحات جديدة لمحتوى كتابهما أن تل أبيب تعمّدت استخدام القنابل الفوسفورية والكيمياوية ضد الأهداف المدنية والمؤسسات الحكومية. وأضافا أنه خلال تجربتهما بالقطاع كانا يحملان ويجمعان الأجساد والأشلاء والجثامين المحترقة والممزقة والمتناثرة جرّاء القنابل الاسرائيلية دقيقة التوجيه. ونعتا الهجوم الاسرائيلي ب «الارهاب الجنوني» الذي لا يفرّق بين المرأة والرجل أو الشيخ والرضيع، مستبعدين كافة التبريرات الصهيونية لعدوانها على مجموعة من الأبرياء العزّل. وأورد المؤلفان مشاهد عينية لجريح بُترت ساقيه وطارتا نتيجة التفجير الذي استهدف منزله. وأشار في هذا السياق الى أن آثار اليورانيوم المخصّب والفوسفور الأبيض كانت جدّ واضحة على أجساد الجرحى الذين قضوا نحبهم بعد فترة قليلة من اصابتهم. «عُيون في غزة» واحتوى الكتاب على صور ومشاهد تثبت معاناة الشعب الفلسطيني وتكبده لخسائر بشرية فاقت 1300 مواطن من بينهم زهاء 300 طفل. وفي تعليقه عن محتوى المصنّف قال اريك فوسك إنه يشعر بالغضب واليأس عندما يرى المرء قوّة عسكرية قوية تعرّض السكان المدنيين للخطر. وأضاف: أن ما أظهرته وسائل الاعلام يمثل القشرة الخارجية للواقع وللحقيقة، وسنضمّن في «عيون في غزّة» صور القنابل والسيارات المهشّمة وحالة أقارب المصابين والقتلى. وكما اشتمل كتاب «عيون في غزّة» الصادر في 17 سبتمبر الماضي على كثير من الصور المؤلمة الكاشفة عن معاناة الشعب الفلسطيني طيلة أيام العدوان الصهيوني. وأثارت شهادات الطبيبين اللذين أصرا على التواجد في غزة خلال العدوان ومدّ يد المساعدة للطواقم الطبية في القطاع ردود افعال نرويجية رسمية منددة بالوحشية الاسرائيلية ومتضامنة مع الفلسطينيين. واعتبر وزير خارجية النرويج بوناس عهر ستورد أن الكتاب يثير صدمة لدى قارئيه خاصة وهو يروي تفاصيل الواقعة ويقدّم شهادات حيّة على «الوحشية« الاسرائيلية. بدوره، قال رئيس وزراء النرويج الاسبق كوري فيللوخ ان هذا السرد القوي يلقي الضوء على الوحشية الاسرائيلية التي تلحق الضرر بتل أبيب أوّلا وبمسار السلام ثانيا.