تحت إشراف السيد الطيب العلوي والي المهدية وبحضور ثلّة من الاطارات الجهوية وممثلي الجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام بقطاع الكتاب، اختتمت مؤخرا بالمهدية المرحلة الجهوية من الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي انطلقت في غرة جوان الماضي بمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين والمربين والمستثمرين في صناعة الكتاب. الأستاذ حسين الحاج عمر، المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بالمهدية أفادنا بأن بداية هذه المرحلة الجهوية من الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة كانت مع جلسة أولى انتظمت بالمكتبة الجهوية، حيث قدم السيد محمد موسى بن عمر، رئيس اللجنة الجهوية للاستشارة محاور الاستشارة الوطنية منزّلا إياها في سياق الارادة السياسية للإصغاء الى أهل الاختصاص من أجل النهوض بالكتاب إبداعا وصناعة وترويجا باعتباره من أفضل مصادر المعرفة بالرغم من تطور وسائل الاتصال الحديثة، وأكد المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث، على أن المساهمات خلال هذه الجلسة كانت ثرية ومتنوعة، خاصة عند تناول المحور الخاص بالاطار القانوني والتشريعي للكتاب من خلال المكاسب التشريعية وفي صدارتها قرار رئيس الدولة المتعلق بإلغاء الرقابة الادارية على المنشورات وجعلها من مشمولات القضاء دون سواه. ثم تطرّق الأستاذ حسين الحاج عمر خلال حديثه ل«الشروق» الى الجلسة الثانية التي التأمت في جويلية الماضي بالبرج الأثري بالمهدية. وذكر أن محورها الرئيسي كان صناعة الكتاب حيث تمّت مناقشة مداخلتين: الأولى حول تجربة الكتاب الشهري لجريدة «الحرية» والثانية عرّف خلالها الأستاذ المولدي فرّوج بالموقع الالكتروني لاتحاد الكتاب التونسيين وأبرز مدى مساهمة هذا الموقع في نشر الأعمال الجديدة للمبدعين وكانت مساهمات الحاضرين خلال المداخلتين حسب ما جاء على لسان السيد حسين الحاج عمر، فعّالة ومتنوعة وقد أكد الحاضرون على أن الكتاب الالكتروني رافد للكتاب الورقي وليس نافرا له. الجلسة الختامية وأهم التوصيات الجلسة الختامية للمرحلة الجهوية من الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة شهدت انطلاقتها ندوة فكرية حول «القراءة والمطالعة بين التعلم والسلوك»، وقد قدمت خلالها مداخلتان الأولى حول «الخطة الوطنية للترغيب في المطالعة» وحاضر خلالها الأستاذ عبد السلام الغراد أمين المكتبة الجهوية بالمهدية والثانية أدارها الأستاذ محمد موسى بن عمر متفقد التعليم الثانوي بالمهدية وكان محورها القراءة والمطالعة، وعلى إثر الجلستين وبحضور السيد الطيب العلوي والي المهدية والسيد مصطفى بوبكر الكاتب العام للجنة تنسيق التجمع بالجهة، تمت تلاوة أهم التوصيات المنبثقة عن المرحلة الجهوية من الاستشارة والتي جاءت على النحو التالي: 1 تثمين قرار سيادة رئيس الجمهورية بإلغاء المراقبة الادارية على المنشورات واقتراح تيسير عملية الايداع القانوني لتكون جهوية. 2 توسيع الشراكة بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة التربية والتكوين لتشجيع مبادرات التأسيس لمقاربات تزيل الحواجز بين المؤسسات التربوية والمكتبات العمومية وتنمي الرغبة في القراءة والمطالعة لتتطور الى سلوك ثابت لدى الناشئة ويمكن الاستئناس بالتجربة التي ستعتمد في ولاية المهدية والتي انطلقت في شكل ندوة موضوعها «القراءة والمطالعة بين التعلّم والسلوك» والتي تميّزت بمساهمات فعالة وواعدة. 3 تشجيع جمعيات أحباء المكتبة والكتاب على مزيد الانتشار وتوفير مزيد من الدعم الى مبادراتها. 4 تكثيف التظاهرات الخاصة بالمطالعة في الفضاءات التي تشهد تحرّكا كبيرا من المواطنين كمحطات المسافرين والمساحات التجارية الكبرى والمنتزهات العمومية. 5 الاسراع بوضع الشبكة الالكترونية المحينة التي تسمح باستثمار كنوز المكتبة الوطنية والنظر في امكانية تنظيم أيام مفتوحة لزيارة العموم وتنظيم معارض للمخطوطات بالمؤسسات التربوية والمكتبات الجهوية. 6 وضع خطة وطنية لتجسيم التوصية الخاصة بتحويل المكتبات الثقافية والمكتبات المدرسية والجامعية الى مكتبات رقمية تسهل عمليات المطالعة والبحث في شتى صنوف المعرفة وترغب فيها. 7 تثمين الاجراءات التشريعية والهيكلية للحفاظ على حقوق المؤلف المادية والأدبية والدعوة الى تحيينها حتى تواكب تطور استخدام تكنولوجيات المعلومات الرقمية وأوعية المعرفة وحواملها وأساليب تداولها. 8 استثمار التكنولوجيات الحديثة لتيسير آليات التصنيف والتوزيع والتنظيم وتحيين معطياتها على شبكات وطنية وجهوية مفتوحة للقراء. 9 مزيد تشجيع المبدعين التونسيين في ميدان الكتابة وذلك بإعطائهم حظا أوفر في اختيار نصوص الكتب المدرسية وتمكينهم من تشجيعات للتعريف بإنتاجهم خارج الحدود التونسية. 10 تشجيع المؤسسات الاقتصادية وحثها على تبني نشر الكتاب والتعريف به. 11 دعوة وسائل الاعلام بمختلف أصنافها الى تخصيص مساحات أكبر للتعريف بالكتاب والكتّاب. 12 ضرورة القيام بدراسات ميدانية وعلمية دورية تهتمّ بالسلوكات العامة للمطالعين والمستفيدين من خدمات المكتبات والوقوف على أهم النقائص التي تحول دون انتشار سلوك المطالع. 13 المزيد من الرسكلة والتكوين لإطارات المكتبات العامة وتنمية كفاءاتهم وخبراتهم في ميدان المكتبات والمعلومات وإكسابهم المهارات اللازمة للانخراط في مجتمع المعلومات. 14 التفكير في احداث آلية تختص بتكوين اطارات عليا للمشرفين على برامج الترغيب في المطالعة. 15 فتح المكتبات العمومية لاستقبال دوري يضمن اللقاء المباشر بين المبدع وجمهور القراء. 16 توفير الرصيد والفضاءات المختصة لاحتضان الفئات ذات الحاجيات الخصوصية مثل المكفوفين المنقطعين عن التعليم في سنّ مبكرة وغيرهم من المهدّدين بالأمية. 17 احداث بوابات الكترونية للمكتبات الجهوية تعرّف بخدماتها ونشاطها. هذه إذن أهم التوصيات المنبثقة عن المرحلة الجهوية من الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة علما بأن المشاركين في فعاليات الندوة الفكرية حول «القراءة والمطالعة بين السلوك والتعلم» في اطار اختتام هذه المرحلة، وجهوا برقية الى سامي عناية رئيس الجمهورية أعربوا خلالها عن ولائهم الخاص ومشاعر التقدير والامتنان لما أولاه من موصول الرعاية وفائق العناية للمربين والمثقفين.