أحيل أمس أحد الشبان على أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس من أجل تحويل وجهة فتاة ومواقعتها باستعمال العنف والتهديد بسلاح أبيض. المتهم وهو شاب من متساكني أحد الأحياء المتاخمة للعاصمة، كان جالسا أمام مدخل حيهم. وكانت احدى الفتيات وهي المتضررة في قضية الحال، تريد المرور إلى الجهة الأخرى من الحي لزيارة بعض أقاربها. إلا أنها رأت وجود مجموعة من الشبان متجمعين وهم بصدد معاقرة الخمر، فتملكها الخوف مما دفع بها إلى الالتجاء إلى المتهم في هذه القضية، خاصة أنها كانت تعرفه عن بعد، لتطلب منه مساعدتها على الوصول إلى منزل أقاربها، فلبى طلبها ووعدها بأن يوصلها حيث تشاء فاحتمت به خوفا من بطش الجمع من الشبان، وبالفعل تمكنت من تجاوز «مناطق الخطر» بالنسبة إليها، ولم يبق كثيرا للوصول إلى منزل أقاربها، فالتفتت لمساعدها وتوجهت إليه بالشكر على ما قام به من أجلها. إلا أن «سندها» رفض التحرك من مكانه، فسألته عن سبب ذلك فلم يجبها، وعندما همت بالذهاب استلّ من بين طيات ثيابه موسى وأشهره في وجهها، وطلب منها مرافقته إلى مكان مهجور إلا أنها امتنعت في بادئ الأمر ثم انصاعت لأوامره خاصة بعدما هددها بالقتل، وبالفعل قام بتحويل وجهتها ثم النيل منها وتركها في حال سبيلها وهي في حال سيئة، لتتوجه مباشرة إلى أقرب مركز شرطة حيث رفعت ضده دعوى قضائية كاشفة عن هوية الجاني. وبعد القيام بالتحريات اللازمة، أصدرت النيابة العمومية بطاقة جلب ضد المتهم، فتمّ القاء القبض عليه في ظرف وجيز، وبالتحرير عليه اعترف جزئيا بما نسب إليه، مؤكدا قيامه بتحويل وجهة المتضررة ولكنه نفى أن يكون قد نال منها باستعمال القوة معتبرا أنها مكنته من نفسها برضاها، وباحالته على أنظار النيابة العمومية أذنت بايداعه السجن إلى حين محاكمته. الدائرة الجنائية بابتدائية العاصمة وجهت إليه تهم تحويل وجهة شخص ومواقعة أنثى دون رضاها باستعمال القوة وإحالته من أجل ما نسب إليه على أنظار الدائرة الجنائية المختصة. وبمثوله أمس أمام المحكمة تمسك بأقواله التي أدلى بها لدى أعوان الأمن وأمام قاضي التحقيق، وطلب من هيئة المحكمة أن تخفف في عقابه. في الختام طلب لسان الدفاع اسعاف المتهم بظروف التخفيف خاصة أنه ليس من ذوي السوابق العدلية، فقررت المحكمة التصريح بالحكم في وقت لاحق.